منوعات
عمدة نيويورك “الشعبوي”هل يقبل بفترة أخري؟
نيويورك- د/ وليد النجار (bemyfreiend@gmail.com)عمدة نيويورك السيد/بيل دبلاسيو الذي تخرج في جامعة كولومبيا الشهيرة بدرجة الماجيسيتر في العلاقات السياسية قد بدأ حياته كمتطوع في المنظمات الأهلية غير الحكومية لمساعدة المعوزين سواء كان ذلك داخل او خارج الولايات المتحدة، و لكنه سرعان مع وجد طريقه في عالم السياسة بعدما لمع نجمه في إدارة حملات بعض الساسة الشهيرين الأمر الذي جعل الرئيس بيل كلينتون يعينه في ارفع منصب علي ما يسمي بـ”الولايات الثلاثة” و هي نيويورك و كنيتيكيت و نيوجيرسي كرئيس إدارة الإسكان و التطوير العمراني و لكنه و لمرة أخري ينجح في إدارة حملة هيلاري كلنتون لتدخل الكونجرس ليتشجع بعدها لترشيح نفسه في انتخابات بلدية نيويورك عن منطقة رقم 39 في بروكلين و العجيب انه اكتسح و بجدارة خصومه في ثلاث دورات متتالية (2001-2009) تخللها انتخابات مثيرة ثم رشح نفسه لمركز المدعي العام لمدينة نيويورك ليفوز بثقة المجتمع بجدارة للمرة الرابعة امام خصومه الشهيرين ليستمر في مركزه لولاية واحدة فقط من 2010 و حتي 2013، الأمر الذي شجعه ليترشح لمنصب عمدة نيويورك و الذي فاز به من أول مرة بعد عدد من المحاولات التي تخللها الكثير من الأحداث المثيرة ليتربع علي عرش عمودية مدينة نيويورك من عام 2014 حتي تاريخه.
و يلاحظ ان دي بلاسيو و الذي يلقبه البعض بأنه “الشعبوي” يحاول جاهدا اثبات ذلك لتجده في كل مكان في المدينة و خاصة مع الأقليات فلو اعتبرنا مثلا ان المدارس نوع من الأقليات فتجده في المدارس يتفاعل مع الطلاب بداية من الحضانة و حتي الثانوي، و بالمثل لو اعتبرنا ان راكبي المواصلات نوع من الأقليات فتجد العمدة/دي بلاسيو ايضا في المواصلات المختلفة يتحدث مع الراكبين و يتعرف علي وجهة نظرهم و رأيهم في الخدمة و اقتراحاتهم .. و مرة اخري يتواجد دي بلاسيو بذاته او علي الأقل من خلال احد معاونيه في كل المناسبات المختلفة للجاليات المختلفة مثل الجالية الصينية و الروسية و الاسبانية و الإسلامية .. و لعل الجالية الإسلامية تعتبر الأكبر- في رأي علي الأقل- حيث تضم العرب من اثني و عشرين دولة تمثل الشرق الأوسط بالإضافة لتركيا و باكستان و بعض الدول المجاورة ثم بعض دول افريقيا و اسيا و اوربا و بعض المناطق في نيويورك او حتي الولايات المتحدة كاملة .. لذلك كان دي بلاسيو من الذكاء ان يجعل الجميع يحبه و يخرج من أجله في مسيرة انتخابية لتأكيد ثقتهم به.
و لعل انجازات دي بلاسيو المتعددة و مجهوداته في محاربة التشرد و العمل علي إنشاء الملاجئ لتأوي الحالات الطارئة و ما شابه ثم وفائه بكثير من وعوده التي اعلنها اثناء ترشحه قد جعلت المجتمع في نيويورك يتعاون مع دي بلاسيو و إدارته كاملة التي لا تدخر وسعا بكل تنوعها في مساعدة الجميع سواء كانوا افرادا او جماعات و لعل من ابرز انجازات دي بلاسيو المتعددة و التي اثلجت قلب العائلات هو اعتماده ايام عيد المسلمين في المدارس ليكون عطلة رسمية بالإضافة لحمايتهم اثناء ممارساتهم شعائرهم الدينية و خاصة في صلاة العيد التي تتم في احد المنتزهات العامة و ايضا صلاة التراويح و الفجر في رمضان و ايام الجمع في المساجد الكبيرة يتم توفير حماية شرطية لها و لكن مجهودات دي بلاسيو مع كل طبقات المجتمع و خاصة المسلمين جعل المجتمع المسلم و خاصة العربي يخرج في مسيرات مساندة و داعمة لترشحه لمنصب العمدة.
و بالطبع يحسب للعمدة/دي بلاسيو مواقفه الشجاعة في الخروج في عدة مؤتمرات شعبيه لطمأنة المجتمع في كل المناسبات و اعلانه ان العدالة للجميع و من ثم التعاون مع المجتمع في تحقيق رخاء المدينة و توفير فرص العمل المختلفة بما في ذلك اتخاذه اجراءات لرفع الأجر الأساسي في مدينة نيويورك و تمتع العاملين بحقوقهم المختلفة مثل الأجازات و ممارسة الشعائر الدينية اثناء العمل كما اكد اعلانه ان التعليم مجاني للجميع في مدينة نيويورك و غيره من الامتيازات المجتمعية التي تجعل نيويورك مدينة حديثة متعددة الثقافات.
و حيث أن فترة ولاية العمودية ستنتهي بنهاية العام الحالي فمن المحتمل ان يقرر دي بلاسيو خوض معركة الانتخابات للمرة الثانية ليستمر في مركزه عمدة لمدينة نيويورك، و لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف سيكون ذلك؟ و ما هو الدور الذي سيقوم به المجتمع تجاه دي بلاسيو لمساعدته في استكمال انجازاته التي من الممكن تحسينها او تحقيق غيرها.