منوعات
اليمن لم يعد مجهولا – أحمد محارم
منذ قرابة نصف قرن اصدر الكاتب الصحفى وعميد ادب الرحلات بالعالم العربى الراحل انيس منصور كتابا بعنوان ( اليمن ذلك المجهول ) وهو من سلسلة ادب الرحلات والتي بداها بكتابه الشهير ( حول العالم في 200 يوم ) وفى كتابه عن اليمن أيام الامام البدر كتب في مقدمة الكتاب قائلا : اذا اردت ان تعرف او تفهم اليمن واليمنيين فقبل ان تتوجه الى صنعاء يجب ان تمر على مدينة نيويورك الامريكية أولا حيث تجد المواطن اليمنى يولد ويعيش ويموت في الدكان وعندما ياتى موعد الحساب يتمنى ان يقول للملائكة تعالوا أتمنى ان يكون حسابى أيضا في الدكان . وهذا الوصف من قبل انيس منصور فيه إشارة لمعنى جميل وهو ان الانسان اليمنى ليس فقط في مسقط راسه بل انه متنقلا في بلاد الله ومتعايشا مع خلق الله ويضرب اجمل الأمثلة في الصبر والإخلاص والامانه .
نحن في أمريكا عامة وفى نيويورك وضواحيها على وجه الخصوص نستطيع ان نلمس وعن قرب مستوى الأداء الانسانى والاجتماعى والاقتصادي بل والسياسى أيضا للكثيرين من أبناء الجالية اليمنية الذين نجحوا وتميزوا ولكنهم لم يتحيزوا الا الى الوطن اليمن أولا وقبل كل شئى .
فعلى المستوى الاقتصادى والمهنى المحلات التجارية التي يمتلكها ويديرها أبناء اليمن هي حديث المدينة وكيف ظهرت قوة أبناء الجالية اليمنية في تنظيم مظاهرة ( بوديجا استرايك )حيث افلقوا ما يقارب من 1000 محل تجارى ونزل منهم الى الساحة قرابة 6000شخص حيث خرجوا للاحتجاج على قرار منع السفر .
لاننسى ان شرطة مدينة نيويورك تفخر وتهتز بوجود اكثر من 1000 ضابط شرطة مسلم ومنهم عدد متميز من أبناء الجالية اليمنية ومنهم الكابتن جميل الظاهرى .
منظمات مجتمع مدنى أسسها وشارك فيها العديد من أبناء الجالية اليمنية وكان من الواضح مدى قوة اندماجهم مع المجتمع الامريكى ومشاركاتهم المستمرة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والسياسية وهناك من يعمل على الترشح لعضوية المجالس المحلية حيث استطاع الأستاذ سعد المسمرى في غضون 6 سنوات ان يترشح ويفوز في عضوية مجلس محلى وهو الان مرشح بارز لعضوية مجلس نواب ولايو ميشجان .
الكثيرين من ابنائ الجالية اليمنية لديهم تفوق علمى ورياضى ولهم تواجد ملموس على ساحة العمل العام في المجتمع الامريكى .
ولا يمكن ان ننسى الدور القوى الذى قدمه التجار وأصحاب المهن من دعم للجالية اليمنية وقد اصدروا حديثا مجلة تحمل اسم (صوت التاجر )
امام كل هذا الواقع المشرف والتجربة الثرية لابناء اليمن والشعار الجميل المرفوع في كل المناسبات ( قوتنا في وحدتنا )
يامل الناس ان يستفيدوا من ثراء تجربة أبناء اليمن في التميز والنجاح ليؤدوا وعن جدارة بان اليمن لم يعد مجهولا .
احمد محارم نيويورك