أخبار الجاليات
تجربتي الشخصية داخل القنصلية المصرية
New York (July, 2018), By: Dr. Walid ElNaggar (nyarabastoria@yahoo.com)
بالرغم من أن الترحيب الآن بالقنصل العام المصري في نيويورك قد تكون متأخرة بعض الشئ إلا أن معرفته جاءت من خلال الاحتكاك المباشر مع سيادته بالصدفة البحتة و ذلك عندما علمت ان مصلحة الجوازات المصرية في بعثة خاصة في نيويورك لخدمة الجالية مثل إصدار و تجديد كل من البطاقات الشخصية و كذلك جوازات السفر.
و من الجميل النادر ان يتصادف استقبال مقر البعثة الجديد بجوار المقر العام لجمعية الأمم المتحدة في نيويورك قنصل عام مصر الجديد السيد الفاضل/ الدكتور/ هشام النقيب- و بالطبع هو خير خلف لخير سلف- و لا شك فإن القيادة المصرية الرشيدة لا تأتي إلا بخيرة ابناءها لتمثيل اسم مصر و رفعه عاليا و لا سيما علي المستوي الدبلوماسي.
و عود علي بدءا فقد عزمت مع عائلتي الذهاب للقنصلية في مقرها الجديد بنيويورك و هي أول زيارة للقنصلية المصرية و التعامل مع طاقمها المحترم و هي رحلة لا تقل بالتاكسي عن 40 دقيقة و بالفعل ذهبت للقنصلية و فوجئنا بان استقبلنا شباب مصر الجميل بابتسامة و ترحيب و مساعدة في توجيهنا من الباب اسفل مقر القنصلية حتي وصولنا لمكتب القنصلية و بالفعل دخلنا المقر و إذ بي أتوجه مباشرة إلي رجل أنيق الهندام هادئ الملامح يتوسط منفردا طاولة في نهاية صدر بهو مقر القنصلية حيث قام هذا الرجل الأنيق الهادئ من مقعده لمصافحتي و الترحيب بي و الحقيقة لم اكن أتوقع انه سعادة قنصل مصر و أنه سيكون في استقبال الجمهور و خدمتهم .. إلا أنني بالفعل لاحظت أنه شخص مهم بالطبع فقلت ربما رئيس بعثة مصلحة الجوازات مثلا او مسؤل كبير في القنصلية.
و لكن بعد ذلك عرفت أنه سعادة قنصل مصر العام الجديد و خاصة انه دار بيننا حديث لطيف يوحي بعلو ثقافته و يؤكد تواضعه و كرم شمائله و دماثة خلقه و بالفعل تفضل سعادة قنصل مصر العام بشخصه الكريم بمساعدتي و عائلتي في إنهاء الإجراءات المطلوبة و كلف سيادته احد السادة الأفاضل مساعديه بالقنصلية لمتابعة العملية كاملة.
و بالطبع لا استيطع ان اتغاضي عن مجهود كل السادة الأفاضل القائمين علي شأن القنصلية لأنهم بالفعل في هذا اليوم و علي مدار استضافتهم لبعثة مصحلة الجوازات لعدة أيام بذلوا فيها مجهود يفوق المطلوب منهم بل و صبرهم الذي يشاد به و ذوقهم جميعا في تحملهم كثير مما صدر من بعض افراد الجالية المصرية من تجاوزات او استثناءات لاسباب مختلفة التي بالطبع نحن منها و اتذكر مثلا اني شخصيا بعدما دفعت رسوم إجراء معين و بعد ان أكدت علي مسامعي السيدة الفاضلة (للأسف لا اذكر اسمها) علي عدم امكانية إلغاء المعاملة لأن هذا الورق مميكن ولا تستطيع تصلحيه مرة اخري و لكنها كانت لطيفة جدا إذ تعاونت في الغاء الإجراء بعد دفع الرسوم بطريقة ذكية من سيادتها بما يضمن عدم تلف الإجراء او الأوارق.
و إذ استغل هذا المقام في التوجه بجزيل الشكر لما بذلته القنصلية المصرية العامة من مجهود واضح اثناء انهاء مصلحة المواطنين في ايام قليلة تحمل فيها جميع السادة الأفاضل العاملين بالقنصلية بقيادة سعادة السفير الدكتور/هشام النقيب الكثير من الجهد و العناء لتيسير الإجراءات و جعل هذه التجربة ذكري سعيدة في ذاكرة المصريين الذين حضرو من عدة جهات قد تكون من خارج نيويورك لإنهاء مصالحهم المختلفة.
و في ذات الوقت اتمني ان تقوم القنصلية الموقرة و كما سمعت من سعادة القنصل العام انها بيت لجميع المصريين بتبني رؤية عملية لمجهود متميز يجمع المصريين جميعا صغيرهم وكبيرهم قريبهم و شاردهم تحت جناحها بما تتحلي به القنصلية-كما رأيت- من صبر و حنكة في تيسير أمور المصريين في امريكا، و خاصة و أن القنصلية تتواجد في ولاية نيويورك و هي العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة و هي تمثل قلب الحدث لكثير من الانشطة الاقتصادية بسوقها الضخم المتنوع في جميع المجالات التجارية و الصناعية و كذلك الفعاليات السياسية المختلفة حيث يتواجد بها مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة و عدد كبير من المنظمات الغير حكومية و من ثم فهي فرصة لكل من القنصلية بما لها من صلاحيات و إمكانيات ان تدفع عجلة التعاون و التطوير ليس فقط بما يخص التمثيل الدبلوماسي لها و لكن ايضا علي المستوي الشعبي بين ابناء الجالية المصرية المحترمين بكل طوائفهم بغية ان يستفيد الوطن الأم من كل الكوادر و الفرص المتاحة في ولاية نيويورك و بالطبع فإن مثل هذا العمل بالتأكيد يحتاج ايضا لتضافر الجهود بين القنصلية المصرية و المصريين في امريكا كلها من خلال استراتيجية متعددة المحاور علي اسسس المنهجة العلمية و التخطيط الاستراتيجي و التي تستطيع من خلالها بناء جسور قوية للتتواصل الفعال مع ابناء مصر علي عدة مستويات لتصب في النهاية لمصحلة مصرنا الحبيبة التي نعشقها جميعا و نحب لها الخير دائما.