أخبار العالم
“الإذابة-الترحيل-الدفن-بئر القنصل”.. 4 سيناريوهات للتخلص من أعضاء خاشقجي
ما زالت السيناريوهات مفتوحة على كل الاتجاهات بشأن مصير جثة الصحفي جمال خاشقجي الذي قتلته فرق موت سعودية في قنصلية بلاده بمدينةإسطنبول التركية قبل نحو شهر.
وجاء في بيان أصدره الادعاء العام التركي الأربعاء أن خاشقجي قتل خنقا وقطعت جثته، وجرى التخلص منها وفق خطة معدة سلفا.
واستخدم البيان عبارة “تدمير الجثة، محو الجثة” لوصف طريقة التخلص منها بعد تقطيعها.
ومنذ الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما زال السؤال الأهم في تركيا والعالم هو: أين “أين جثة خاشقجي؟”.
ووفق المراقبين لمسار التحقيقات والتسريبات التي رافقتها، هناك أربعة سيناريوهات للتخلص من جثة الصحفي:
الإذابة
يبدو سيناريو إذابة الجثة في محلول كيميائي الأكثر ترجيحا، لا سيما بعد صدور بيان الادعاء العام التركي الذي ذكر أنه تم تقطيع جثة الصحفي والتخلص منها في خطة معدة مسبقاً.
وقد رصدت كاميرات الصحفيين المحتشدين أمام مبنى القنصلية السعودية يوم 15 من الشهر الماضي إدخال كميات كبيرة من مواد التنظيف للمبنى قبيل السماح لفرق التفتيش التركية بدخولها، الأمر الذي أثار التساؤلات عن محتوى صناديق التنظيف دون الوصول إلى إجابة قاطعة حتى اليوم.
بل وذهبت شبكة “سكاي نيوز” الإخبارية البريطانية الى القول في ذلك الوقت -نقلاً عن مصادر بالبحث الجنائي التركي- إن تحليل جثة خاشقجي في أحماض سريعة المفعول يعد من السيناريوهات القائمة لدى فرق التحقيق بإسطنبول.
وتقدم المختبرات قوائم بأسماء العشرات من المركبات الكيميائية التي تملك خصائص مذيبة للأنسجة الحية بما فيها الأعضاء البشرية، ومن بينها مركبات منتشرة تجارياً مثل الـ “صوديوم هيدروكسيد” وأخرى سهلة التحضير كــ “حمض الكبريتيك”.
وسيظل سيناريو إذابة الجثة قائماً طالما عجز البحث الجنائي عن الوصول إليها أو إلى أجزاء منها على الأقل، لكن الجزم بذلك يبدو شديد الصعوبة أيضاً ما لم يصدر عن جهاتٍ مختصةٍ.
الدفن
أما فكرة “توزيع أجزاء من الجثة على مدافن متعددة” فقد هيمنت لعدة أيام على مسارات البحث الجنائي.
وقد توجهت فرق التفتيش التركية إلى غابات بلغراد ومنطقة بندك بإسطنبول ومدينة يلوا، تقصياً لآثار سيارات القنصلية السعودية التي تجولت بتلك المناطق يوم قتل خاشقجي.
وجمع الأتراك عينات من هذه الأمكنة وقاموا بفحص محتوى كاميرات المراقبة، لكنهم لم يصلوا بعد إلى حقيقة قاطعة حول دفن أجزاء من جثة الصحفي.
الترحيل
وتراجعت قوة فرضية ترحيل الجثة مقطعةً في صناديق كبيرة التحقت بفريق الإعدام الذي حضر 15 من أعضائه على متن طائرتين خاصتين إلى إسطنبول يوم مقتل خاشقجي.
إذ يبدو هذا السيناريو بالغ الصعوبة في ظل تشديدالأمن التركي وإجراءاته الأمنية المكثفة في المعابر والمطارات، حتى وإن لم تبد هذه الإجراءات واضحةً للعيان.
بئر القنصل
أما البئر القديمة في حديقة منزل القنصل السعودي محمد العتيبي فما زالت أحد المواقع الغامضة في قضية اختفاء خاشقجي.
وكشفت صحيفة “يني شفق” في تقرير مساء الأربعاء أن السعوديين رفضوا السماح للكلب البوليسي التابع لشرطة إسطنبول “ميلو” بدخول منزل القنصل الذي تضم حديقته بئراً يعتقد أن جثة الصحفي أخفيت فيها.
ووفق الصحيفة، فإن الرفض السعودي يعزز فرضية إخفاء جثة خاشقجي في منزل القنصل، سيما وأن الكلب المتخصص في العثور على الجثث أظهر ردة فعل كبيرة عندما وصل إلى إحدى الخزائن داخل القنصلية.
وسبق للشرطة التركية أن استخدمت “ميلو” بنجاعة للوصول إلى جثث مختفية في مرسين وأضنة وهاتاي ودينزلي.
ووفقاً للصحيفة فإن السلطات التركية جلبت الكلب للاستفادة من قدراته بعدما سرّعت إجراءات البحث عن جثة الصحفي في أعقاب إخفاق زيارة المدعي العام السعودي إلى إسطنبول.
وواجه المدعي العام بإسطنبول عرفان فيدان نظيره السعودي سعود المعجب بسؤال “أين الجثة؟” لكن الأخير عاد إلى الرياض أمس دون أن يقدم أي إجابة.