فن وثقافة
بيل غيتس يكشف عن مرحاض متطور لا يحتاج إلى مياه أو صرف صحي! إليك تفاصيل الاختراع
لا تتحدث عن المراحيض على العشاء، هكذا طلبت زوجة بيل غيتس منه، ولكنه يبدو أنه لم يتوقف، بل إنه يراهن على توفير 233 مليار دولار عبر إعادة اختراع المراحيض التي يتحدث عنها طوال الوقت.
ويعتقد بيل غيتس أن المراحيض تشكل فرصاً استثمارية كبيرة، وهو يراهن على أن إعادة اختراع المراحيض يمكنه أن ينقذ نصف مليون إنسان، حسبما ورد في تقرير لوكالة Bloomberg الأميركية.
إعادة اختراع المراحيض ستقضي على الأمراض وتوفر مياهاً نظيفة وسماداً
أنفقت مؤسسة غيتس الخيرية «بيل ومليندا غيتس» 200 مليون دولار على مدار سبع سنوات لتمويل أبحاث عن الصرف الصحي.
ومؤخراً بدأت تظهر نتائج هذا التمويل، كما بدا في معرض أقيم في العاصمة الصينية بكين.
فقد عرض بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت المشارك والملياردير الذي يوصف بأنه رائد الأعمال الخيرية، حوالي 20 تصميماً جديداً للمراحيض وطرقاً لمعالجة مياه المجاري، يمكنها القضاء على مسببات الأمراض وتحويل فضلات الجسم إلى مياه نظيفة وسماد.
إنه أكبر تطور للصرف الصحي منذ 200 عام، ولكن كيف سيحقق هذا التوفير؟
وقال بيل غيتس البالغ من العمر 63 عاماً، في معرض إعادة اختراع المراحيض في بكين، الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، «التكنولوجيا التي سترونها هنا تمثل أهم تطور يشهده قطاع الصرف الصحي منذ مائتي سنة تقريباً».
وحمل بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، خلال المعرض كوباً من فضلات الإنسان.
وقال إن هذا الكوب يحوي 200 تريليون خلية فيروس عجلي، و20 مليار بكتيريا شيغيلا، و100 ألف بيضة دودة طفيلية.
وأضاف مخاطباً الحضور الذين بلغ عددهم 400 شخص، إن الأسلوب الجديد في تعقيم فضلات الإنسان يمكنه المساعدة في إنقاذ حياة حوالي 500 ألف رضيع وتوفير 233 مليار دولار سنوياً، تُنفَق على الإسهال والكوليرا والأمراض الأخرى الناجمة عن المياه الملوثة والصرف الصحي والنظافة.
وهناك مفاعل كهرومائي يحول الفضلات إلى طاقة
أحد الابتكارات التي عُرضت في المعرض، يراه بيل غيتس «مثيراً للاهتمام للغاية».
إنه عبارة عن مفاعل كهروكيميائياً لتكسير المياه والفضلات البشرية، محولاً إياهما إلى سماد وهيدروجين، يمكن تخزينه في خلايا وقود لاستعماله مصدراً للطاقة.
وهو من اختراع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية.
إنه سوق ضخم.. والبديل أزمة بيئية
إعادة اختراع المراحيض تعد أمر ضرورياً بالنسبة للعالم بأكمله.
فمن دون بدائل مناسبة اقتصادياً للمجاري ومرافق معالجة الفضلات، سيزيد التوسع الحضري والنمو السكاني من الأعباء البيئية.
إذ يتسرب في بعض المدن، أكثر من نصف كمية الفضلات غير المعالجة إلى البيئة المحيطة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يحقق كل دولار يستثمر في مجال الصرف الصحي حوالي خمس دولارات ونصف من العائدات الاقتصادية العالمية.
يقول غي هيتون، أحد كبار مستشاري المياه والصرف الصحي والنظافة في منظمة اليونيسف في نيويورك، «يمكن أن تكون الفضلات البشرية المعالجة بشكل مناسب جذابة استثمارياً لفوائدها الصحية.
ومع وجود 2.3 مليار إنسان لا يزالون يعيشون من دون بنية أساسية للصرف الصحي، فربما ينتظرنا سوق ضخم يقدم فرصاً اقتصادية عظيمة».
كما قال بيل غيتس إن سوق المراحيض الجديدة، الذي جذب شركات من بينها مجموعة LIXIL Group اليابانية، يمكنه أن يَدرّ 6 مليارات دولار سنويا في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.
فالشركات يمكنها أن تربح وتقوم بعمل الخير في الوقت ذاته
يمكننا العمل على بدء حقبة جديدة في قطاع الصرف الصحي النظيف في القرن الواحد والعشرين.
هكذا قال رئيس LIXIL Group في بيان له، تعليقا على الجهود الرامية إلى إعادة اختراع المراحيض.
وأضاف قائلاً: «إنه بتطوير حلول يمكنها إحداث ثورة في البينة التحتية الموجودة حالياً، يكون بإمكانها العمل في أي مكان وفي كل مكان.»
فبإمكان الشركات المُبتكرة تحقيق أرباح جيدة بفعلها للخير، حسب رئيس المجموعة.
ولكن أين ستستخدم هذه المراحيض الجديدة؟
سيكون الطلب المبدئي على المراحيض الجديدة في أماكن كالمدارس، والمباني السكنية، ومرافق المراحيض العامة.
وتقول مؤسسة بيل غيتس، إنه مع زيادة استخدام هذه المراحيض متعددة الوحدات، وانخفاض أسعارها، ستتوفر فئة جديدة من المراحيض المنزلية.
وقال بيل غيتس: «هدفنا أن تكون التكلفة هي خمسة سنتات في اليوم».
والأمر يمكن أن يتجاوز معالجة الفضلات البشرية ليشمل فضلات الإنتاج الحيواني، إذ قال غيتس إن محطات المعالجة الصغيرة للفضلات -وتسمى معالجات أُومني omni-processors- يمكن أن تكون مناسبة لاستخدامها في مجالات تتعدى حدود معالجة الفضلات البشرية، مثل معالجة تصريف الفضلات للإنتاج الحيواني المكثف.
ويرجع هذا بسبب التكاليف المنخفضة لتشغيلها قياساً بقيمة الأسمدة والمياه النظيفة التي تنتجها.
لقد أنفق 35 مليار دولار على مؤسسته الخيرية
وقال بيل غيتس، الذي أنفق مع زوجته ميلندا أكثر من 35.8 مليار دولار على مؤسستهما الخيرية منذ عام 1994، إنه أصبح مهتماً بالصرف الصحي قبل حوالي عشر سنوات، حين توقف عن العمل بدوام كامل في مايكروسوفت.
وأضاف – في تصريحات في معرض بكين – «لم أكن أتصور أني سأعلم كل هذا عن البراز»
ثم أردف مازحاً «قطعاً لم أتصور قط أن تخبرني وزجتي ميلندا يوماً ألا أتحدث عن المراحيض والبراز أثناء تناول العشاء».