حوارات
حوار مع الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد
- الأحــد 16 سـبتـمـبـر 2012 07:41 ص
- رد الفعل الشعبي علي الفيلم المسئ للرسول الكريم ..كان مبالغ فيه ..
- الجماعات الضاغطة في الولايات المتحدة تحاول أن تستثمر الموقف للتأثير وأحداث أزمة سياسية بين مصر والولايات المتحدة.
- الرئيس الجديد ينقل العلاقات المصرية الأمريكية إلى مرحلة من الغموض.
- علي الرئيس محمد مرسي أن يدرك أهمية صدور قانون ينظم حق التظاهر.
- الذي أساء إلى صورة مجلس الشعب السابق هو أعضاء مجلس الشعب أنفسهم وليس الصحافة .
- قرار الرئيس مرسي بإنهاء سلطة المجلس العسكري عن الحياة السياسية في مصر فهو قرار صحيح.
- نشاهد الآن الرئيس السابق حسني مبارك يصدر عليه حكم بالمؤبد ويقضي فترة عقوبته في ليمان طرة .. ألا ينبغي أن نفهم من كل هذا شئ أساسي وشئ مهم أن مصر “تغيرت“
- أنصح الرئيس محمد مرسي أن يكون عينه على نبض الشارع المصري .. وأن يصبح بالفعل رئيسا لكل المصريين كما قال من قبل.
- هل شعبية مرسي المتزايدة تعني زيادة شعبية جماعة الأخوان المسلمين..؟؟
سعدت جريدة ربيع العرب بمقابلة الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، النقيب السابق للصحفيين المصريين والأمين العام لأتحاد الصحفيين العرب خلال تواجده بمدينة نيويورك حيث أنه يمثل جيل الرواد في الصحافة المصرية والذين كانوا لهم وسوف تظل بصمات قوية وواضحة في الأعلام المصري والعربي وترسيخ الصورة الذهنية لمصر الحضارة والعروبة.
حيث لازالت آراءه هامة رغم اختلاف بعض الناس معها الآن خصوصا بعد الثورة، وسوف تظل آراءة صريحة وجريئة فهو بلا شك يعتبر مدرسة في الصحافة المصرية والعربية .. وهو يعد بحق من جيل العمالقة.
وتظل الأمة العربية محتفظة بإسهامات هؤلاء المبدعون في الصحافة العربية ولحسن الحظ أن يظل البعض منهم الآن على قيد الحياة ليشكلوا وجدان وفكر الأنسان العربي .. فمنهم من عايش أيام الملكية واستمروا مع اطلالة ثورة 23 يوليو وما شاهدته الحقبة الناصرية من طموحات وتحديات واستمروا ايضا في ساحة العمل العام خلال فترة التحول من النظام الشمولي الى نظام الاقتصاد الحر ومن فكرة القومية العربية الى الصلح مع أسرائيل خلال فترة الرئيس الراحل أنور السادات وظلوا متواصلين مع القارئ العربي خلال فترة حكم الرئيس مبارك.
فكان لنا هذا اللقاء مع الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد وطرحت عليه بعض الأسئلة التي تشغل القارئ العربي هذة الأيام ..
السؤال الأول:
كيف تنظر إلى رد الفعل الشعبي من جانب المتظاهرين في مصر عقب نشر الفيلم المسئ للرسول عليه الصلاة والسلام
* رد الفعل الشعبي كان مبالغ فيه .. فيمكن أن نعترض وأن نقول لا ولكن يتم ذلك بشكل متحضر ويتم ذلك أيضا بشكل لا يضر بالمصالح المصرية مع دول العالم.
اليوم تسبب هذا الموقف في أزمة في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية .. والجماعات الضاغطة في الولايات المتحدة تحاول أن تستثمر الموقف للتأثير وأحداث أزمة سياسية بي مصر والولايات المتحدة ومحاولة التأثير الأقتصادي أيضا على المعونة وأيضا بيطالبوا من إدارة الرئيس أوباما أن تعيق جهود مصر للحصول على قرض صندوق النقد الدولي المقدر بـ 4.8 مليون دولار.
وبالتالي فأننا للأسف بهذة التظاهرات الغاضبة خلقنا جوسمح لمجموعات الضعط الصهيونية أن تتدخل وأن تزيد ضغطها على إدارة الرئيس أوباما فهم الآن يضربوا في مصداقية الرئيس الجديد محمد مرسي الذي لا يزال ينكر أن أحداث 11 سبتمبرتمت من العرب ولا زال يتصور أنها من الموساد الأسرائيلي.
الرئيس الجديد ينقل العلاقات المصرية الأمريكية إلى مرحلة من الغموض يستحسن منها أن نأخذ واجب الحذر حتى وصل الأمر إلى الحد أن الرئيس أوباما قال أن مصر لا تعتبر حليفا ولا عدوا للولايات المتحدة الأمريكية!!
ومصر أصلا لا تعتبر حليفا للولايات المتحدة الأمريكية فالحليف له شروط لكي يكون حليفا، وفي النهاية أعطت هذة الأحداث صورة سيئة عن مصر في الولايات المتحدة وهذا يعطي انطباع لدينا بأن الاستقرار في مصر لا يزال بعيدا .. وأن الشارع في مصر لا تزال تحكمة عصابات وتحكمة قوى تحاول فرض الأمر الواقع بصرف النظر عن القانون، كل هذا مناخ لا يمكن أن يشجع على الأستثمار في مصر.
أيضا آن الأوان للرئيس محمد مرسي أن يدرك أهمية صدور قانون ينظم حق التظاهر .. فلا يمكن أن يكون حق التظاهر مطلق!! بما يحفظ مصالح مصر وبما يحفظ صورتها. فالرئيس مرسي أمامه مشكلة وهو أن جماعة الأخوان المسلمين لابد أيضا أن تغير نهجها فليس كل قرار يصدر من الرئيس مرسي سواء كان صغيرا أو كبيرا ننزل إلى ميدان التحرير!! فلابد أن تمتنع جماعة الأخوان المسلمين عن هذا السلوك من أجل ان نساعد على قيام دولة القانون وبالتالي المطلوب من مرسي الإستقرار حتى تنجح جهوده الإقتصادية فمشكلة مصر عويصة ، فمصر تحتاج الى على الأقل 20 مليار دولار سنويا كإستثمارات لتشغيل 800 ألف شخص وتوفير فرص عمل لهم.
فالشرعية هي شرعية الدولة والقانون .. وليس كما يقولوا للأسف أننا (رجل) مع شرعية الشارع (والرجل) الأخرى مع شرعية القانون فهذا كلام لا يجدي فالشرعية هي واحدة .. وهي شرعية الدولة وشرعية القانون الذي يحكم هذة الدولة.
السؤال الثاني:
كيف تنظر إلى القرار الصادر من مجلس الشورى بتعيين رؤساء لتحرير الصحف القومية وما هو تأثير هذا القرار على حرية الصحافة بعد الثورة؟
** أنا أرى أن هناك أزمة ثقة بين حزب الحرية والعدالة والصحافة المصرية .. ناتجة عن أن جماعة الأخوان تعتقد أن الصحفيين المصريين هم الذين أساءوا إلى صورة مجلس الشعب السابق وهذا غير حقيقي فالذي أساء إلى صورة مجلس الشعب هو أعضاء مجلس الشعب بسبب عدم وضوع أولوياتهم وأهتمامهم بموضوعات تافهه مثل موضوع سن الزواج .. وإنشاء بعض التقاليد الجديدة الذين حاولوا أن يفرضوها على الجلسات وإسراعهم بمحاولة تقديم مشروع للمحكمة الدستورية العليا يجعل أحكامها أختيارية .. ولكن المجلس أيضا فعل شئ إيجابي خاص بنظام الثانوية العامة مثلا، لكن مجمل أعمال المجلس ليست بالصورة التي كنا نأملها في مجلس يمثل كل أطياف الشعب المصري.
وربما يكون هناك صحفيين متواطئون.. وربما يكون هناك صحفيين يكرهون الأخوان المسلمين .. ولكن في النهاية المعيار الحقيقي هو قدر المعالجة الموضوعية .. وعلى سبيل المثال قرار الرئيس مرسي بإحالة المشير والفريق عنان للتقاعد وإنهاء سلطة المجلس وغياب المجلس العسكري عن الحياة السياسية في مصر فهو قرار صحيح .. فكافة الصحفيين أو على الأقل الأقلام المحترمة ساندت قرار الرئيس مرسي بمعنى أن الصحافة لا تستطيع أن تجمل القبيح ولا تستطيع أن تقبح الجميل .. فإذا كانت أفعالك جيدة فثق أن الصحفيين سيكونون وراءك.
أيضا التصريحات الغير مبررة من المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين بأن الصحفيين هم سحرة فرعون !! وأيضا تصريحات الرئيس المصري أيام الأنتخابات بأنه لدية مستندات تثبت أن الصحفيين مرتشون !! فإذا كنا مرتشون ولديك مستندات فلماذا لم تقدمها للنائب العام حتى الآن؟ كل هذة الظروف خلقت جو ليس صحي بين الصحافة والأخوان إلى جانب أيضا أقول لهم انكم تكررون ما حدث أيام الرئيس حسني مبارك مجلس شورى مطعون في شرعيته لم يساهم في انتخابه أكثر من 7% من الأصوات يعين رؤساء تحرير الصحف القومية المصرية بلجنة يتحكم في نصفها جماعة الأخوان المسلمين والنصف الآخر السلفيين!!
هذا ليس تصرفا ينم عى موضوعية حقيقية وحتى لو كان هذا التصرف شكلا قانونيا ولكن رسخ في النهاية اعتقاد كل صحفي أن الأخوان المسلميين يريدون تكميم الأفواه .. فحرية التعبير هي من أهم منجزات ثورة يناير وبالتالي فلابد من جماعة الأخوان أن يعيدوا الثقة في علاقاتهم بالصحافة المصرية القومية والخاصة ويعلموا بأن الفروق الأساسية ما بين النظام الديمقراطي والنظام الشمولي أول فرق يكمن في (حرية التعبير.)
السؤال الثالث:
كيف ترى حجم ونوع البلاغات التي تقدم للنائب العام ضد أفراد ومؤسسات، يعتقد البعض أنه مبالغ فيها بينما يرى الآخرون أن حجم الفساد الديناصوري كان وراء هذا الكم من البلاغات
*** لا ينبغي أن نأخذ الناس بالأتهامات الجزافية .. إذا اردنا أن نعزل شخص سياسيا لا نعزله بأن نصدر قانون مخصوص من مجلس الشعب لعزله ..! فلا نطلب عزله إلا لأسباب واضحة تتعلق بالفساد ويصدر حكم من المحكمة بأنه فاسد وبالتالي المجتمع كله يوافق على العزل .
لأن فكرة الأقصاء والتي جربتها جماعة الأخوان المسلمين فهناك أجيال كثيرة دخلت السجون دون تهم واضحة فالسلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة .. ولأنه إذا نحن تكلمنا عن حقوق المواطنه نتكلم عن ضرورة تطبيق القانون على الحاكم والمحكوم وأن كل المواطنون يتمتعوا بالتساوي في الحقوق والواجبات دون أختلاف باللون أو العرق أو الدين ومن ثم أنا أعتقد أنه علينا أن نركز على حقوق الأنسان وعلينا أن نركز على دولة القانون فلا ينبغي أطلاقا ان نعيد انتاج النظام السابق فالمصريون بعد الثورة مختلفون عن ما قبل الثورة لأنهم استردوا حياتهم ولانهم في وسعهم أن يقولوا لا .
فنحن نشاهد الآن الرئيس السابق حسني مبارك يحاكم ويصدر عليه حكم بالمؤبد ويقضي فترة عقوبته في ليمان طرة .. ألا ينبغي أن نفهم من كل هذا شئ أساسي وشئ مهم أن مصر “تغيرت” وأنه ينبغي على الجميع أن يحترم القانون ؟؟، لا أحد ينبغي أن يتفرد بحكم مصر فمصر لا يمكن أن تحكم بفصيل واحد على الحياة السياسية فالأخوان المسلمون أول ما جاءت قالت المشاركة وعليها أن تتمسك بهذا الشعار لا أن تذهب إلى المغالبة.
السؤال الرابع:
بنظرة شاملة كيف تقيمون مجمل أداء الرئيس مرسي وحكومتة لى المستويين الداخلي والخارجي خلال الفترة الماضية
**** الرئيس كسب بعض الشعبية المتزايدة الأخيرة بسبب بعض القرارات، وأحسن استثمار الوقت فيما يتعلق بانهاء سلطة المجلس العسكري في مصر وأنا أرى المصريين يريدون أن يعطوا له فرصة والدليل على ذلك المحاولة التي قامت في 24 أغسطس الماضي بغرض التظاهر كانت حركة طفولية فلم يتنبأ أحد بنجاح هذة التظاهرات من القوى السياسية المختلفة.
والسؤال الآن هل شعبية مرسي المتزايدة تعني زيادة شعبية جماعة الأخوان المسلمين..؟؟ أعتقد أن الشعب المصري لا يزال يأخذ من الجماعة موقف الحذر فالجماعة لا بد وأن تصلح مصداقيتها في الشارع فالجماعة قد كسبت الانتخابات ومن حقها أن تحكم وهذا حقها ولكن أيضا ليس من حقها ان تغلق فرص تداول السلطة.
السؤال الخامس
نصيحتك للرئيس محمد مرسي؟
***** أنصح الرئيس محمد مرسي أن يكون عينه على نبض الشارع المصري .. وأن يصبح بالفعل رئيسا لكل المصريين كما قال من قبل.. وأن يعرف أن معيار نجاحه الحقيقي ليس إقامة (دولة الأخوان) وإنما إقامة الدولة المدنية القانونية وألا يخاف من الديمقراطية… ولا بد أن يعطي فرصة لحرية الصحافة ويعلي من حقوق الأنسان المصري ويعتبر أن المواطنة شئ أساسي ويقيم دولة القانون في مصر
وفي نهاية هذا الحديث الصحفي توجهنا بالشكر للكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد على إجراء هذا الحوار الصحفي مع جريدة ربيع العرب ولأن المهنيين والمتميزيين مثل مكرم محمد أحمد ينصب عطائهم دائما وأبدا للمهنة والقارئ فكانوا سندا قويا لهذة المهنه وتأتي أهمية كاتب مثل الكاتب الصحفي المخضرم مكرم محمد أحمد من كونه أحد الكتاب القلائل المتميزيين بمواقفهم في الوطن العربي ومن الكتاب الذين تخصصوا في أخطر الملفات الصحفية والفكرية وهو ملف التيارات الأسلامية فهو صاحب أكثر من سبق في هذا الأطار، ويكفي أنه كان من أوائل الكتاب الذين وضعتهم الجماعات الدينيه المتطرفة في مصر على قوائم الأغتيال.
وللقارئ العزيز فالكاتب مكرم محمد أحمد من مواليد مدينة منوف بمحافظة المنوفية وحاصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وبدأ عملة الصحفي محررا بالأهرام ثم رئيس قسم التحقيقات الصحفية وتدرج حتى وصل لمنصب مساعد رئيس التحرير ثم مديرا لتحرير الأهرام ونقيب الصحفيين عدة دورات سابقة وأخيرا فأن قلم الكاتب يمثل نبض الشارع ووجهة نظرة حتى ولو أختلفنا معه فهو أولا وأخيرا واحد منا يحمل نفس الهموم والأهتمامات ولذلك فأننا سعدنا بهذا اللقاء المتميز والذي اتسم بالشفافيه والواقعيه ونتمنى أن يكون هذا حالنا جميعا نحن ابناء المحروسه وعاشت مصر …….