رصدت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الأمريكية اليوم الاثنين بعض التحديات التي تواجه الرئيس دونالد ترامب في شبه الجزيرة الكورية وعلي رأسها تقاسم تكلفة الدفاع المشترك بين واشنطن وسول وعدة أمور أخري.
وذكرت الصحيفة في تقرير بهذا الشأن، إن مشرعين وخبراء من كوريا الجنوبية رأوا أن مطالب ترامب بأن تتحمل كوريا الجنوبية تكاليف أكثر بكثير لإستمرار استضافة القوات الأمريكية علي أرضها من شأنه أن يضعف من قوة التحالف القائم بين البلدين، ومن المحتمل أيضا أن تعمل كوريا الشمالية علي استغلال هذا الأمر، لاسيما قبيل عقد قمة محتملة ثانية مع زعيم الشمال كيم جونج أون.
وأوضحت الصحيفة أن كوريا الجنوبية تستضيف حوالي 28500 جندي أمريكي في أكثر من 20 موقعًا وأنها دفعت 855 مليون دولار العام الماضي مقابل التكلفة.. في حين انقضت مدة اتفاق تقاسم التكلفة في نهاية العام الماضي للفشل في عقد حوالي 10 جولات من مفاوضاته بنجاح – علي حد تعبير مسئول بارز في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، مما تسبب في إحداث ‘فجوة كبيرة’ بين الجانبين.
ويشعر المشرعون والخبراء في كوريا الجنوبية بالقلق من أن ترامب مهووس للغاية بفكرة إجبار سول علي أن تدفع أكثر وإلا من الممكن أن يتخذ خطوة لا يمكن تصورها في سحب بعض القوات إذا لم يتم التوصل إلي اتفاق.
ويقول خبراء ‘حسبما نقلت واشنطن بوست’ إن ذلك سيكون هدية غير مباشرة للزعيم الكوري الشمالي كيم من أجل أن يقوض واحدة من أهم الأوراق التي تمتلكها الولايات المتحدة من خلال المفاوضات الثنائية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
في الوقت نفسه، أعلن البيت الأبيض أمس الأول أن ترامب وكيم سيجتمعان في اواخر فبراير من دون الإفصاح عن موقع اللقاء. فيما التقي ترامب في وقت سابق لمدة 90 دقيقة في المكتب البيضاوي مع كيم يونج تشول، رئيس المخابرات السابق الذي شغل منصب كبير المفاوضين في بيونج يانج.
من جانبه، قال تشونج إيوي يونج، مستشار الأمن القومي لرئيس كوريا الجنوبية مون جاي – إن، للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: ‘إننا نعاني من صعوبات لأن الجانب الأمريكي أثار فجأة حالة غير مقبولة علي الإطلاق بالنسبة لنا في المرحلة الأخيرة من المفاوضات’.
وأضاف تشونج أنه ما زال يعتقد أن الجانبين يمكنهما التوصل إلي ‘اتفاق معقول’، وما زال العديد من الخبراء يتوقعون تجنب حدوث أزمة.
وتابعت ‘واشنطن بوست’ أنه لا شك، مع ذلك، في أن المخاطر تتزايد، خاصة إذا لم يتم التوصل إلي اتفاق قبل قمة ترامب المحتملة مع كيم.. فقد أعرب تشون يونج وو، وهو مستشار سابق للأمن القومي في سول، عن قلقة العميق إزاء ‘خطر فشل المفاوضات’، والذي رأي أن المسئولين يستهينون بإمكانية وقوعه بالفعل.
وقال المشرعون من كل من الحزب الليبرالي الحاكم والحزب المحافظ المعارض في كوريا الجنوبية إن الرأي العام في كوريا الجنوبية حساس تجاه أي انطباع بأن الولايات المتحدة تتنمر علي بلادهم. في غضون ذلك، لا تستطيع حكومة مون أن تبدو ضعيفة في نظر شعبها.