أعلن تجمع (شباب ضد الاستيطان) عن تشكيل مجموعات حماية وتوثيق شبابية من النشطاء والأهالي لمرافقة أطفال المدارس والتواجد في المناطق الحساسة بالقرب من الحواجز الاحتلالية في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
جاء ذلك بعد طرد بعثة التواجد الدولي من الخليل التي كانت مهمتها توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني.
وأكد عزات الكركي عضو اللجنة التنسيقية للتجمع على أهمية أن تتواجد مجموعات الحماية والتوثيق باستمرار من أجل توثيق الانتهاكات؛ نظرا لحالة الخوف الموجودة بين الأهالي.
وبدأت مجموعة الحماية عملها في شارع الشهداء وتل الرميدة، وتواجد النشطاء ووزعوا الهدايا على الأطفال لإعطائهم الشعور بالأمان.
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا أن تجمع (شباب ضد الاستيطان) وبعض الشبان في مدينة الخليل أطلقوا مبادرة صباح للتصدي لاعتداءات المستوطنين، مؤكدا على أهمية تواجد لجان الحراسة في كافة القرى والبلدات المتاخمة للمستوطنات.
وطالب الخواجا – في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” الرسمية – بضرورة خلق حالة شعبية موحدة من أجل مواجهة المستوطنين واعتداءاتهم.
وكان عشرات المستوطنين هاجموا، الليلة الماضية، منازل المواطنين في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل بالحجارة، وذلك استجابة للدعوات التي أطلقها قادة المستوطنين عبر مكبرات الصوت تتوعد فيها الفلسطينيين وتهددهم بالقتل.
وأوضح الدكتور أحمد عمرو مسؤول اللجنة الاعلامية في التجمع، أن المستوطنين هاجموا النشطاء بالضرب والدفع والشتم، وأن الشرطة الاسرائيلية منعتهم من الاستمرار في عملهم، كما وفر الجيش الإسرائيلي الحماية للمستوطنين بدلا من توفيرها للأطفال والأهالي الذين كانوا متواجدين في المنطقة، مشيرًا إلى أن المجموعة ستوثق في تقاريرها انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان لتزود بها السلطة الوطنية لرفعها إلى محكمة الجنايات الدولية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قرر عدم تمديد انتداب البعثة بزعم أنها تعمل ضد إسرائيل، وهو ما دعا وزارة الخارجية الفلسطينية إلى التحذير من خطورة هذه الخطوة.
ويسيطر الاحتلال الإسرائيلي على مدينة الخليل مقسما إياها إلى قسمين، ثلثان للمستوطنين اليهود، والثلث للفلسطينيين.
وقال مستشار محافظ الخليل لشئون البلدة القديمة مدير عام الرقابة في المحافظة نضال الجعبري – لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن في البلدة القديمة قصص كثيرة لا حصر لها تكشف مدى الوجع الذي يعانيه فلسطينيو الخليل من المستوطنين، الذين يقيمون في 6 بؤر استيطانية هناك، تبدأ من “تل الرميدة” الذي يقيم فيه أكثر المستوطنين تطرفا وتنتهي عند “الحرم الإبراهيمي” الشريف، مرورا بالبؤرة الاستيطانية الأكبر المحاذية لسوق الخضار الذي تم الاستيلاء عليه عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 والتي استشهد فيها 29 مصليا، إلى جانب 31 شهيدا سقطوا خارج المسجد، وأصيب أكثر من 200 مواطن فلسطيني”.
وأضاف الجعبري أنه بالرغم من انتشار جنود الاحتلال بشكل مكثف في كل زاوية في محيط النقاط الاستيطانية في الخليل، إلا أنهم يمتنعون في معظم الأحيان عن حماية الفلسطينيين المعتدى عليهم من المستوطنين، بل وقد تمتنع الشرطة عن التحقيق في الحادث رغم وجود كاميرات في جميع أنحاء المدينة.
وأضاف الجعبري ان المستوطنين يهاجمون – بمرافقة قوات من جيش الاحتلال – الفلسطينيين بشكل شبه يومي، في محاولة منهم لإرهابهم وتخويفهم من أجل إفراغ البيوت من سكانها الأصليين وتركها لهم.