الاثنين، الثالث من فبراير/ شباط، ليس يوما عاديا في أمريكا، ففيه يتذكر الأمريكان أول من جلس على كرسي الرئاسة الأمريكي.
وتمنح السلطة الاتحادية في الولايات المتحدة مواطنيها عطلة رسمية في هذا اليوم من كل عام، للاحتفال بـ”يوم الرؤساء” الذي يصادف عيد ميلاد الرئيس الأمريكي، جورج واشنطن، وكبقية الأعياد الوطنية والمناسبات، تستغل شركات السيارات ومتاجر التجزئة يوم الرؤساء لعرض تخفيضات على منتجاتها.
وولد واشنطن في 22 فبراير/ شباط 1732، وابتهاجا بمولده يحتفل الأمريكيون به في الاثنين الثالت من فبراير، وتكون مناسبة لتذكر دور واشنطن في قيام الولايات المتحدة وتوحيد الولايات تحت راية واحدة، ودوره في حرب الاستقلال.
ورغم اعتماد أمريكا يوم ميلاد واشنطن كعطلة رسمية منذ عام 1885، فإن هناك اختلاف بين الولايات في موعد الاحتفال، إذ أن بعضها يحتفل بهذه المناسبة في 12 فبراير، الذي يصاف عيد ميلاد أبراهام لنكولن، الرئيس السادس عشر.
وبسبب هذا الاختلاف اقترح مشرعون أن يجري دمج العطلتين في يوم واحد، لكن قرار الكونغرس النهائي أبقى العطلة الاتحادية يوم عيد ميلاد واشنطن.
وكان الاحتفال يتم في 22 فبراير من كل عام، قبل أن يتغير إلى ثالث اثنين من الشهر نفسه.
وكذلك هناك خلاف بين الولايات على اسم المناسبة من ولاية لأخرى، فهناك من يسميه “عيد ميلاد واشنطن” (الاسم الرسمي) أو “يوم الرؤساء” أو “يوم الرئيس”، لكن يظل ثالث يوم اثنين في شهر شباط/ فبراير عطلة فيدرالية.
وخصص هذا اليوم لتكريم الذين تولوا رئاسة الولايات المتحدة، خاصة الرئيس واشنطن، الذي أدى دورا تاريخيا في حرب الاستقلال وتوحيد البلاد.
ويتذكر الأمريكيون في هذا اليوم مسيرة وانجازات واشنطن ودوره في قيام الولايات المتحدة وتوحيد الجمهورية الفتية آنذاك.
إلا أن الاحتفال بيوم الرئيس هذا العام كان مختلفا حيث شارك نشطاء في واشنطن وشيكاجو وعشرات المدن الأمريكية في احتجاجات ضد إعلان الرئيس دونالد ترامب حالة طوارئ وطنية لتوفير تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
وقال منظمو الاحتجاجات من جماعة (موف أون.أورج) التي لا تهدف للربح، وغيرهم من المشاركين، إن إعلان ترامب يمثل سوء استغلال للسلطة وانتزاعا لسلطات الكونجرس، بحسب رويترز.
وولد جورج واشنطن في 22 شباط/ فبراير 1732، في مقاطعة ويستموريلاند بولاية فرجينيا. لأب يعمل بزراعة التبغ.
وكان أول رئيس وواحد من المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، وقاد الجيش القاري إلى النصر في حرب أمريكا ضد المملكة المتحدة، وأنقذ أمريكا من خطر الانهيار لهذا يبقى لجورج واشنطن قيمة خاصة لدى الشعب الأمريكي.
في الانتخابات الرئاسية الأولى، التي عقدت في 7 كانون الثاني/ يناير عام 1789، حصل واشنطن على جميع الأصوات بالإجماع. وقسم اليمين في 30 أبريل/ نيسان 1789 على شرفة القاعة الاتحادية في مدينة نيويورك.
وأُعيد انتخاب واشنطن بالإجماع لفترة رئاسية ثانية، غير أنه مع انتهاء هذه الفترة عام 1796، عاد إلى جبل فيرنون، وسن قانون الرئاسة، بألا يترشح الرئيس لأكثر من فترتين وحتى يومنا هذا، لا يبق رؤساء الولايات المتحدة سوى فترتين رئاسيتين على الأكثر.
توفي واشنطن في منزله مساء يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول 1799، وكان عمره 67 عامًا. وأُقيمت جنازته في جبل فيرنون في 18 ديسمبر1799 ودفن هناك، وأصدر الكونغرس الأمريكي قرارا مشتركا لبناء نصب رخامي لجسده في القسم الأوسط من مبنى الكابيتول، وهي خطة وافقت عليها زوجته مارثا.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 1800، وافق مجلس النواب على المشروع واعتمدوا مبلغ 200 ألف دولار لبناء الضريح. ولكن عارض الممثلون الجنوبيون وأعضاء مجلس الشيوخ الخطة، لأنهم شعروا أنه من الأفضل أن تبقى هيبة واشنطن في جبل فيرنون.