كشفت وكالة “رويترز أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على دول خليجية للامتناع عن إعادة العلاقات مع نظام الأسد في سوريا بما فيها الإمارات التي تحركت للتقارب مع دمشق للتصدي لنفوذ إيران.
كما كشفت عن عن الاستياء الأمريكي من موقف الإمارات الداعم لرئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيرة نقلا عن مصادرها إلى ممارسة البيت الأبيض ضغوطا كبيرة على الإمارات للتراجع وعدم فك عزلة الأسد الدولية.
فيما نقلت رويترز عن مسؤولين أمريكييين إشادتهم بجهود قطر في الضغط لمنع إعادة العلاقات والتطبيع مع نظام بشار الأسد.
وقال مسؤول أمريكي في حديث لوكالة “رويترز” إن الولايات المتحدة سعيدة لأن بعض الدول الخليجية، بينها قطر، “تستخدم المكابح” لمنع التطبيع مع الأسد، مبيناً أن “قطر تفعل الصواب”.
وقطعت دول كثيرة علاقاتها مع سوريا في بداية الحرب، وأغلقت عدة دول خليجية سفاراتها أو خفضت مستوى العلاقات وقررت جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا وتوقفت الرحلات الجوية كما أُغلقت المعابر الحدودية معها.
وفرضت الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات اقتصادية على دمشق.
وقال مسؤول أمريكي ردا على سؤال عن الضغوط الدبلوماسية ”السعوديون عون كبير في الضغط على الآخرين” في إشارة إلى الضغط على الإمارات والبحرين.
وقال مصدر خليجي إن الإمارات ترى في الأسد ”الخيار الوحيد“ وتعتقد أن القضاء على النفوذ الإيراني في سوريا قد يسهم في منع تكرار سيطرتها الحالية على العراق.
وخلال الحرب ساندت الإمارات جماعات مسلحة تعارض الأسد، غير أن دورها كان أقل بروزا من دور السعودية وقطر وكان دعمها يتركز في الغالب على ضمان عدم هيمنة القوى الإسلامية على الانتفاضة.
وقالت ثلاثة مصادر سياسية خليجية ومسؤول أمريكي ودبلوماسي غربي كبير إن مسؤولين أمريكيين وسعوديين تحدثوا مع ممثلين لدول الخليج الأخرى وحثوهم على عدم إعادة العلاقات مع سوريا.
ويريد هؤلاء المسؤولين على وجه الخصوص ألا تدعم تلك الدول عودة الأسد إلى الجامعة العربية وأن تظل السفارات مغلقة ليس فيها سوى صغار العاملين.
وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة ”انتقدت موقف الإماراتيين“، وامتنع مسؤول في الإمارات عن الرد على طلب للتعليق بحسب رويترز.
وربما تكون الخطوة التالية في سبيل إعادة سوريا إلى المجتمع الدولي عودتها إلى الجامعة العربية وهي خطوة ستكون إلى حد كبير رمزية لكن حكومة الأسد ستستغلها على الأرجح لإظهار عودتها من العزلة الدبلوماسية.
وأعلنت الجامعة الاثنين الماضي أنه لم يتحقق بعد التوافق الضروري لحدوث ذلك وقالت المصادر إن الولايات المتحدة تضغط بشدة لضمان عدم اتخاذ هذه الخطوة.
وقال الدبلوماسي الغربي الكبير ”واشنطن تضغط معترضة على ذلك والسعودية ومصر تعملان على إبطاء إعادة سوريا للجامعة العربية“.
ولم ترد المكاتب الإعلامية الحكومية في السعودية والإمارات والبحرين ووزارة الخارجية العمانية على طلب رويترز التعليق.
بينما شددت قطر في أكثر من مناسبة على أنها ترفض التطبيع مع الأسد، كما صرح أمس الاثنين وزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني:أن “هناك أنظمة عادت للتطبيع مع الأسد وتدعوه إلى العودة للجامعة العربية”، لكنه تساءل “ماذا فعل النظام السوري كي يحصل على مكافأة في شكل تطبيع العلاقات والعودة إلى جامعة الدول العربية؟”.
والشهر الماضي ذكرت وسائل إعلام رسمية أن أبوظبي استضافت وفدا سوريا كان على رأسه رجل الأعمال السوري المعروف محمد حمشو لبحث التعاون المحتمل في مجالات التجارة والبنية التحتية والزراعة والسياحة واللوجستيات والطاقة المتجددة.
وقال دبلوماسي غربي ثان رفيع إنه سيكون من الصعب في غياب عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة رفع العقوبات بما يمهد السبيل أمام الاستثمارات.