حوادث وقضايا
لقطات بالصور لـ26 شخصاً من ضحايا مجزرة نيوزيلندا، يرويها أقرباؤهم
لم يفرق السفاح الأسترالي برينتون تارانت، خلال هجومه على المسجدين في نيوزيلندا، بين طفل وعجوز، أو رجل وامرأة، فكان كل من وُجد في مكان الهجوم مستباحاً، فقتل الآباء والأمهات، والأجداد، وحتى الأطفال.
بعض هؤلاء الضحايا لاجئون ومهاجرون، تركوا بلادهم إما هرباً من ظروف بلادهم، وإما طلباً للعلم للحصول على لقمة عيش في بلد آمن.
هنا، نرصد بعض أسماء الضحايا والمفقودين وصورهم، وروايات نقلها أقرباؤهم، تحكي قصص وأحلام مَن قضى في هذا الهجوم الإرهابي بحسب ما نشرته صحيفةThe New Zealand Herald النيوزيلندية:
مسعد إبراهيم (3 سنوات)
يُعتقد أن الطفل مسعد إبراهيم كان الضحية الأصغر في هذه المذبحة، إذ يبلغ من العمر 3 سنواتٍ فقط.
كان هذا الصغير قد ذهب إلى مسجد النور مع والده وأخيه الأكبر عبدي، حينما علقت الأسرة في هذا الهجوم المميت.
فُقد مسعد في الزحام عندما بدأ إطلاق النار، في حين فر عبدي بحياته، وتظاهر أبوه بالموت بعد أن أصيب بطلقٍ ناري.
بحثت الأسرة عنه بلا جدوى، في مستشفى كرايست تشيرش، وبعدها نشروا صورةً لمسعد مبتسماً مع أخيه عبدي، كُتب عليها: «إنا لله وإنا إليه راجعون. سأفتقدك أخي العزيز».
يصف عبدي أخاه الصغير بأنَّه كان «مليئاً بالنشاط والحيوية، ويحب اللعب، ولا تفارقه البسمة، وكثير الضحك». واعترف بأنَّه لم يشعر إلا «بالكراهية» تجاه قاتل أخيه.
زولفيرمان صياح وابنه ابن رشد
قالت ألتا مرعي إنَّ زوجها زولفيرمان صياح شكَّل درعاً لحماية ابنه في أثناء الهجوم بمسجد لينوود.
وأضافت أنَّ ما فعله «صياح» الشجاع تسبب في تلقيه معظم الطلقات، وإصابته بإصاباتٍ بالغة أكثر من ابنه ابن رشد بكثير.
وأضافت: «حالته الآن مستقرة بعد أن خرج من عمليةٍ جراحية وتجميلية كبيرة وناجحة».
وقالت إنَّهم انتقلوا إلى كرايست تشيرش منذ شهرين.
عبد الله ديري (4 سنوات)
يقول عبد الرحمن حاشي، إمام مسجد دار الهجرة في مدينة مينيابوليس الأمريكية، والبالغ من العمر 60 عاماً، إنَّ ابن أخته البالغ من العمر 4 أعوام، كان ممن قُتلوا في الحادثة.
وتلقى مكالمةً هاتفية من زوج أخته عدنان إبراهيم ديري، الذي كان في المستشفى هو الآخر مصاباً بجراحٍ من طلقاتٍ نارية.
هرب أربعة من أولاد ديري بلا ضرر، لكنَّ ابنه الأصغر عبد الله قُتل.
فرت هذه الأسرة من الصومال في منتصف التسعينيات، ثم استقروا في نيوزيلندا كلاجئين.
وقال حاشي: «لا يمكنك تخيل شعوري! لقد كان أصغر فردٍ بالعائلة. إنَّها مشكلة التطرف. يعتقد البعض أن المسلمين في بلادهم جزء من هذا، لكنَّهم أناس أبرياء».
صبي يبلغ من العمر 12 عاماً
قالت هبة سامي، التي أصيب والدها بطلقٍ ناري وهو يحمي أطفاله، لصحيفة Gulf News الإماراتية، إنَّها فقدت في الهجوم 5 من أصدقاء عائلتها، ومن بينهم صبي يبلغ من العمر 12 عاماً.
سيد ملن (14 عاماً)
تحدث والد سيد وهو يبكي عن «مقاتله الصغير الشجاع»، الذي مات في مسجد النور.
كان سيد، الطالب في السنة العاشرة بمدرسة كشمير الثانوية، في المسجد مع أمه وأصدقائه.
يقول والده جون ملن وصوته يقطعه الدمع: «لقد فقدتُ صغيري. كان أتم الرابعة عشرة لتوه! سألتقيه مرةً أخرى».
وأضاف: “لم أسمع رسمياً أنَّه توفى، لكني أعرف أنَّه مات، لأنَّ أحدهم شاهد جثته. أنا أحاول أن أتماسك، والبكاء يساعد. والناس يواسون. مجرد وجودهم هنا مواساة».
وأوضح أنَّه علم من بعض الأشخاص أن سيد كان ممدَّداً على أرض المسجد، وينزف من نصفه السفلي.
وقال إنَّ سيد كان لاعب كرة قدم شغوفاً.
وأضاف: “أتذكره وهو طفل عندما كدت أفقده بعد ولادته مباشرةً. كل هذا الكفاح الذي مر به طوال حياته. لقد جارت عليه الحياة، لكنَّه ترفع عن كل هذا، وهو شجاع للغاية. مقاتل صغير شجاع. من الصعب للغاية… أن أراه مصاباً برصاص بندقية شخص لم يعبأ بأي أحد أو أي شيء!».
واستكمل: «أعرف أين هو. وأعرف أنه في سلام».
وقال ملن إنَّه كان يحمل لافتة ويدور بها في كرايست تشيرش، كُتب عليها «الجميع يحبون بعضهم».
وأعلن مدير مدرسة كشمير أنَّه سيزور الأسرة قريباً.
وقال ملن: «المجتمع محطم».
وأضاف: «المجتمع الإسلامي لا يعلم ماذا يفعل، وإلى أين يذهب، أو ما الذي حدث. يصعب عليهم تقبُّل الأمر، لكن هناك دعمٌ كبير من أناسٍ مختلفين كثر، أناس ليسوا بمسلمين، دعمٌ من الجميع».
واستدرك: «لكنَّ مدينتا ستخرج من تلك الكارثة أكثر جمالاً، وسنمضي قدماً، ولن ينال منا هذا، بل سيجعلنا أقوى.. متحدين نقف، متفرقين نسقط… ستغدو المدينة رمزاً لما يمكنها أن تفعله بعد أن تُضرب وتُضرب وتُضرب».
الابن الآخر لملن كان يذهب إلى المسجد عادةً، لكنَّه كان في رحلة مدرسية هذه المرة. وكانت أخته التوءم في المدرسة وقتها.
خالد مصطفى، وابنه حمزة (16 عاماً)
هي عائلة من اللاجئين السوريين، يُقال إنَّهم وصلوا إلى نيوزيلندا منذ أشهرٍ قليلة.
مات خالد بمسجد النور، في حين فُقد ابنه حمزة. وابنه الآخر زيد، (13 عاماً)، موجود بمستشفى كرايست تشيرش، حيث خضع لجراحة دامت 6 ساعات الليلة الماضية، حسبما قال علي عقيل، المتحدث الرسمي باسم منظمة التضامن السوري في نيوزيلندا.
نعيم رشيد وابنه طلحة (21 عاماً)
أفادت تقارير بأنَّ نعيم مات في مستشفى كرايست تشيرش، بعد أن حاول أن يخطف البندقية من القاتل بمسجد النور. وتلقى ابنه طلحة طلقاً نارياً وقُتل أيضاً.
كان نعيم من باكستان، حيث كان يعمل في بنكٍ قبل أن ينتقل إلى كرايست تشيرش ليعمل مدرساً.
وأكد عديله، الدكتور خورشيد علام، لقناة ARY News الباكستانية، أنَّ الاثنين قُتلا في الهجوم.
أنسي كوريباكولام علي بافا (25 عاماً)
أنسي علي بافا هي امرأة عمرها 25 عاماً من الهند، وهي من بين المفقودين في الهجوم.
فورا رامز (28 عاماً)
من بين المفقودين.
فرهاج أشان (30 عاماً)
غادر أشان منزله في كرايست تشيرش الذي يقيم به مع زوجته إنشا عزيز وطفلته (3 أعوام) وابنه (7 أشهر)، صباح يوم الجمعة، من أجل الصلاة.
يعمل أشان مهندس برمجيات، وحصل على درجة الماجستير من جامعة أوكلاند في عام 2010، قبل أن يسكن مدينة كرايست تشيرش.
وقال الأصدقاء الذين جاؤوا لمساندة زوجة أشان في منزلها، إنَّها لم تتقبل فكرة أنَّه كان من بين من ماتوا في المسجد.
مجامل حق (30 عاماً)
«حق» من بنغلاديش، ويدرس طب الأسنان في كرايست تشيرش منذ أكثر من عامين.
وقال أحد أصدقائه إنَّه من المفقودين.
عطا عليان (33 عاماً)
كان حارس مرمى الفريق الوطني لكرة الصالات، ويلعب أيضاً لنادي كانتربيري.
وُلد عليان في الكويت، وأصبح أباً مؤخراً، وكان عضواً معروفاً بصناعة التكنولوجيا في كرايست تشيرش، إذ كان مديراً لشركة LWA Solutions، ويملك أسهماً فيها أيضاً.
لكنه فقد حياته في الهجوم على المسجد متأثراً بجراحه.
سيد علي (34 عاماً)
كانت آخر مرة تحدث فيها علي مع زوجته آمنة علي، التي تعيش حالياً بباكستان، في صباح يوم الجمعة في أثناء تناول وجبة الإفطار.
قال لها أحد زملائه في العمل إنَّهم تركوا عملهم الساعة الواحدة ظهراً ليتجهوا إلى مسجد النور.
لم تسمع زوجها منذ ذلك الحين أي خبر. تحدثت إلى أصدقائه وآخرين، لكنَّها لم تحصل على أية معلومات عن مكانه.
حسين العمري (36 عاماً)
قال والدا حسين إنَّهما تحدثا مع ابنهما للمرة الأخيرة مساء الخميس 14 مارس/آذار 2019. ويخشيان أن يكون من ضمن الوفيات في مسجد النور، الذي عادةً ما يذهب إليه لصلاة الجمعة.
هاجرت العائلة إلى نيوزيلندا من الإمارات في عام 1997. وقال والده حازم العمري لقناة MediaWorks النيوزلندية، إنَّه لم يذهب للصلاة في المسجد، وكان ينصح ابنه بألا يذهب، «لأنَّه ليس آمناً».
وكان حسين يعمل في قطاع السياحة، لكنَّه فقد وظيفته مؤخراً.
أسامة عدنان (37 عاماً)
أسامة عدنان فلسطيني الأصل، وكان يعيش في مصر، لكنَّه كان يحاول الحصول على الجنسية النيوزيلندية.
وهو من بين قتلى هجوم الجمعة الماضي.
كامل درويش (39 عاماً)
كان زهير درويش يقف في جادة دينز أمام النطاق الأمني حول مسجد النور يوم الجمعة، يتوسل للحصول على أي معلومة عن أخيه، كامل درويش الأب لـ3 أبناء، والذي كان يصلي بالمسجد في أثناء الهجوم.
شوهد على التلفاز وهو يقول لضباط الشرطة: «إنَّه مفقود منذ الساعة الواحدة والنصف ولا نعرف أي شيءٍ عنه. جئتُ إلى المسجد وأخبروني بأن أذهب إلى المستشفى».
وأضاف: «نحن في انتظار أمام المستشفى منذ ذلك الوقت، لا يوجد أي شخص في المستشفى يريد أن يعطينا الأسماء، ليست لدينا أية معلومات، ولا أحد يخبرنا أي شيء».
هارون محمود (40 عاماً)
ترك الدكتور هارون محمود خلفه زوجةً وطفلين في عمر 13 و11 عاماً.
منذ أن حصل هارون محمود على درجة الدكتوراه، وهو يعمل مديرا أكاديمياً مساعداً في كلية كانتربري الخاصة لطلبة اللغة الإنجليزية وإدارة الأعمال.
حصل هارون على درجة الماجستير في الموارد المالية من معهد شهيد ذو الفقار علي بوتو للعلوم والتكنولوجيا في باكستان، ثم عمل مصرفياً بباكستان، طبقاً لما ورد في حسابه على موقع لينكد إن.
كان يدرس الاقتصاد والإحصاء بجامعة لينكولن في الفترة من 2014 إلى 2016، ونشرت الجامعة على فيسبوك عندما أرسل بحث الدكتوراه خاصته في يوليو/تموز 2018، عن «مخاطر تحول استحقاق الدَّين، والربحية والاستقرار في المعاملات البنكية الإسلامية».
وحاضر أيضاً في إدارة الأعمال بمعهد لينغويس الدولي في كرايست تشيرش منذ 2014 وحتى أبريل/نيسان 2017، وانضم إلى كلية كانتربري في مايو/أيار 2017.
حُسن آرا بارفين (42 عاماً)
قال أحد الأقارب إنَّ حُسن أصيبت بطلقٍ ناري وهي تحاول إنقاذ زوجها القعيد فريد الدين.
وقال قريبها محفوظ الذي يعيش في بنغلاديش، موطنها الأصلي، إنَّه سمع عن موتها من الأقارب بنيوزيلندا، طبقاً لصحيفة BDnews24 في بنغلاديش.
وأضاف أنَّ فريد نجا من الهجوم، لأنَّ الآخرين في المسجد اصطحبوه للأمان عندما بدأ إطلاق النار.
ولدى الزوجين طفلة. وقال محفوظ إنَّ الشرطة أخطرت العائلة بموت بارفين.
محمد عمران خان (47 عاماً)
يُعتقد أن خان مات في مسجد لينوود. وقال أحد أصدقائه إنَّه كان يملك مطعمين في كرايست تشيرش، منهما مطعم Indian Grill.
أمجد حامد (57 عاماً)
انتقل طبيب القلب إلى نيوزيلندا من فلسطين بحثاً عن مستقبل أفضل، وكان يعمل طبيباً بمستشفى مدينة هاويرا.
ولم يُرَ حامد منذ يوم الجمعة، وتعتقد عائلته أنَّه توفي في الحادث.
تقول زوجته حنان إنَّها هاجرت إلى نيوزيلندا مع زوجها منذ 23 عاماً.
وقال الابن الأكبر للزوجين حسام حامد (22 عاماً)، إنَّ العائلة بحثت في المستشفيات وأقسام الشرطة، لكنَّها لم تستدل على حال والده منذ بداية إطلاق النار.
وطبقاً لما ورد على حسابه على موقع لينكد إن، كان حامد استشارياً متخصصاً بالأمراض القلبية التنفسية في مجلس الصحة بمقاطعة كانتبري مدة 20 عاماً، لكنَّ ابنه يقول إنه بدأ المشاركة في قسم أمراض القلب بمستشفى هاويرا جنوبي تاراناكي.
وقال الابن الأصغر محمد حامد (20 عاماً)، إنهم بحثوا في كل مكانٍ، لكن دون جدوى.
عبد الفتاح قاسم (59 عاماً)
لم يُرَ قاسم، الأمين السابق لرابطة المسلمين، المولود في فلسطين، منذ أن دخل القاتل مسجد النور.
ليندا أرمسترونغ (65 عاماً)
قال أحد أصدقائها لصحيفة New Zealand Herald، إنَّ ليندا ماتت بين يدي امرأة أُصيبت بطلقٍ ناري في ذراعها بالحادث في مسجد لينوود.
وأضاف الصديق أنَّها كانت دائماً تستقبل الناس في بيتها، وكانت طيبة القلب، وكانت ترعى صبياً من بنغلاديش.
علي المدني (66 عاماً)
وُلد المدني في فلسطين. ولم تسمع عنه زوجته نها السعد منذ ذهب للصلاة في مسجد النور.
الحاج داود نبي (71 عاماً)
كان الحاج داود يدير رابطة الأفغان، وكان داخل مسجد النور في وقت الهجوم.
ويُعتقد أنَّ هذا الرجل الأفغاني قد مات بالداخل.
ذهب عمر ابنه إلى المحكمة السبت 16 مارس/آذار 2019، حيثُ ظهر المتهم بالقتل. ووصف عُمَر الهجوم بأنَّه «فعلٌ جبان. يجب أن تكون هناك عاقبة مناسبة تجعلنا نتجاوز الأمر. فالمسألة مروعة ومثيرة للغضب، وهذا ليس شعوراً جيداً. لقد قتل 49 شخصاً، أطفال وبالغون تلقوا الرصاص بظهورهم في أثناء الصلاة».
ليليك عبد الحميد
نشر أحد أقارب عبد الحميد نداء على فيسبوك للبحث عنه، قائلاً: «رحل رفيق الكفاح في نيوزيلندا… ضحية إرهابي نيوزيلندا الحيوان».
وأضاف: «كل المسلمين تحزن قلوبهم عليك، ويدعون لك».
أشرف علي
تعود أصول علي إلى جزر فيجي، وكان من بين القتلى.
ويقول صديقه عبد القيوم لصحيفة Daily Mail الأسترالية: «كنا نذهب إلى المدرسة معاً».
كان من المفترض أن يجتمعا في وطنهما الأم خلال الأسابيع القليلة القادمة. وقال عبد القيوم إنَّه سيتذكر دائماً ضحكة صديقه الهادئ.