أطلق شباب الحراك الاحتجاجي في الجزائر حملة على شبكات التواصل الاجتماعي للتحذير من ناشط إخواني قالوا إنه “يسعى إلى الاندساس في صفوف المتظاهرين، بهدف نشر دعاوى التطرف والعنف”.
ووفقاً لما تداوله شباب الحراك، فإن هذا الناشط يقيم في تركيا، ويدعى رضا بودراع. وتم تداول صور تشير، وفقاً لناشريها، إلى أنه كان وراء محاولات رفع صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأعلام تركيا خلال التظاهرات التي جرت في 1 مارس (آذار) في العاصمة الجزائرية. وهي المحاولات التي تصدى لها المتظاهرون، رافضين إبراز أي رايات غير العلم الجزائري.
حملة التحذير من هذا الناشط الإخواني جاءت إثر تصريحات مثيرة للجدل قال شباب الحراك الجزائري إنه أدلى بها لقناة تلفزيونية تبث من تركيا، داعياً إلى تشكيل “جيش حر” وميليشيات مسلحة في الجزائر.
في معرض للأسلحة
وقد سعت “اندبندنت عربية” إلى التواصل مع بودراع للتثبت من صحة هذه المعلومات، لكنه لم يرد على اتصالاتنا. ولم يصدر عنه أي تعليق أو نفي لهذه الدعاوى التحريضية، على الرغم من أن طابعها الاستفزازي ألهب شبكات التواصل الجزائرية.
وظهر بودراع في إحدى الصور وهو يلقي خطاباً في أنقرة على منصة تحمل شعار حزب “مؤتمر الأمة” الذي صنَّفه تحالف دول الاعتدال العربية ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.
شباب الحراك الجزائري تداولوا أيضاً صورة مثيرة للجدل يظهر فيها بوذراع في معرض للأسلحة، وهو يستقي معلومات عن نوع محدد يستعمله القناصة للرماية من بُعد. وتساءل المدوّنون الجزائريون عن سر اهتمام بودراع بأسلحة القنص، في حين أنه يعرّف عن نفسه في القنوات التلفزيونية، التي تبث من تركيا، كمحلل استراتيجي.
شبكات التواصل الاجتماعي، التي يستعملها شباب الحراك الجزائري لترتيب نشاطاتهم والتنسيق فيما بينهم، تشهد استياءً متزايداً مما يسميه النشطاء الجزائريون “ألاعيب إخوانية” تهدف إلى الزج بالحراك الاحتجاجي الجزائري في مستنقع العنف، لجعله بمثابة “ربيع عربي 2”.
وكان القيادي الإخواني المصري وجدي غنيم أثار ردود فعل عاصفة من قبل شباب الحراك الجزائري، قبل أسبوعين، إثر شريط فيديو انتقد فيه التظاهرات الاحتجاجية في الجزائر لأنها “تنادي بالديموقراطية بدلاً من المطالبة بتطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية”.
الدعوات الإخوانية المنادية بـ “عدم تمكين العلمانيين” في الحراك الجزائري تشهد تزايداً لافتاً منذ حوالي أسبوع، خصوصاً منذ مطالبة قائد الأركان الجنرال أحمد قايد صالح بتفعيل إجراءات شغور منصب رئيس الجمهورية، للتسريع بإيجاد تسوية سياسية للأزمة. ما يتعارض مع الدعوات الإخوانية الهادفة إلى زج الحراك الاحتجاجي الجزائري في مآل مشابه لما شهدته ثورات “الربيع العربي”.
لكن تلك الدعوات الإخوانية لا تجد أي صدى في الحراك الاحتجاجي الجزائري. فقد تعرضت العديد من الوجوه الإخوانية، التي حاولت الانضمام إلى التظاهرات، للطرد من قبل الشباب الرافض لمحاولات الإخوان الاندساس في الحراك. ومن بين هؤلاء رئيس حزب “جبهة العدالة والتنمية”، عبد الله جاب الله، والإعلامي نور الدين ختال.