اشتبك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع الممثلة الإسرائيلية روتيم سيلا على شبكات التواصل الاجتماعي، ذلك إن نتانياهو اعتبر أن من يمتنع عن التصويت لصالح حزبه، حزب الليكود، في الانتخابات التي ستجري في التاسع من الشهر الجاري، فإنه يصوت لصالح أغلبية ستملي فيها الأحزاب العربية إرادتها، وأنه سيكون على الناخبين الاختيار بين “بيبي أو طيبي”، باعتبار أن بيبي هو لقب نتانياهو وطيبي في إشارة إلى النائب الفلسطيني أحمد الطيبي.
ولم تتحمل روتيم سيلا هذه المقولات وردت مؤكدة أن العرب وناخبي اليسار هم بشر وأن إسرائيل هي دولة لكل مواطنيها، فسارع رئيس الحكومة الإسرائيلية للرد قائلا إن إسرائيل “ليست دولة لجميع مواطنيها” ويقصد بذلك عرب إسرائيل، واعتبر أنه “طبقا لقانون الجنسية الاساسي الذي أقريناه فإن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، هو وحده”، وهنا تدخلت الممثلة الإسرائيلية غال غادوت بطلة فيلم “المرأة الخارقة” دفاعا عن زميلتها ودعت على حسابها في أنستغرام إلى “التسامح تجاه بعضنا البعض”، ويبدو ان هذا الجدل يصب فيما يسعى إليه نتانياهو من تبني خطاب يميني متطرف، يقوم بوصم وشيطنة عرب إسرائيل وآخرين، بهدف توسيع قاعدة ناخبيه.
ويتوقع بعض المحللين مزيداً من تلك التصريحات في الأيام الأخيرة من الحملة فيما يخوض نتانياهو معركة تبدو متقاربة النتائج مع شبهات بالفساد قد تؤدي إلى توجيه التهمة إليه.
وقال رؤوفين حزان استاذ العلوم السياسية في الجامعة اليهودية في القدس “الأمر يبدو مثلما يفعل ترامب عندما يتهجم على ممثل أو فنان أميركي”، موضحا أن نتانياهو سيقوم بتصعيد الاستقطاب من خلال التركيز على خطاب يقول: “نحن في مواجهة الآخرين، وينبه حزان إلى أن عرب إسرائيل ليسوا المستهدفين الوحيدين بخطاب نتانياهو، وإنما “كل من ليس في معسكره السياسي هو بالنسبة له خائن”
وكان نتانياهو قد حذر يوم الانتخابات في 2015 من أن الناخبين العرب يتوجهون إلى مراكز الاقتراع “بأعداد كبيرة”، وحرص على أن ينشر موقع إخباري شريط فيديو تأكيداً لكلامه.
وهذا العام واصل مساعيه لإقناع الناخبين بأن منافسه الرئيسي قائد الجيش السابق بيني غانتس، سيتحالف مع أحزاب سياسية عربية، ويمثل عرب إسرائيل نحو 17.5٪ من سكان إسرائيل.
وترى سوسن زاهر، نائبة المدير العام لمركز “عدالة” القانوني للأقلية العربية الإسرائيلية أن خطاب نتانياهو لا يعتبر مجرد كلمات عنصرية، وإنما هو خطاب عنصري عن سابق تصميم، وتساءلت زاهر “وما الذي سيؤدي له هذا التحريض على الأرض وفي الشوارع ضد العرب؟”.
عموما، يرى المراقبون أن السياسة الاسرائيلية انحرفت بشكل حاد إلى اليمين في السنوات القليلة الماضية، في ظل شعور العديد من الناخبين بخيبة الأمل إزاء فشل محاولات السلام مع الفلسطينيين.
ولكن بعض المراقبين يشيرون، بصورة خاصة، إلى انتهازية نتانياهو، ويضربون المثال بالاتفاق الذي أبرمه مع “حزب القوة اليهودية” اليميني المتطرف الذي يعتبره الكثيرون عنصريا، سعيا لتسهيل طريقه لدخول البرلمان، مما أثار اشمئزازاً واسعا، لكن نتانياهو دافع عنه بالقول إنه يسعى لضمان عدم إهدار أي من أصوات اليمين في وقت يفكر في ائتلافه المقبل.
واعتبر غدعون راهت من “معهد الديموقراطية الإسرائيلية” البحثي أن هدف نتانياهو الحقيقي هو البقاء رئيساً للحكومة والإفلات من السجن.
وتكمن المشكلة في أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر تقدم ائتلاف غانتس الأزرق والأبيض بفارق ضئيل، وإن كان هذا الإتلاف بعيدا جدا عن تحقيق الأغلبية المطلقة
كما استحضر نتانياهو أساليب حليفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقام بتوبيخ الشرطة التي حققت معه ووسائل الإعلام التي أوردت الأنباء، وسلط الضوء على علاقته الوطيدة بترامب في إطار جهوده لتصوير نفسه رجل دولة لا بديل عنه.
ولكن تصريحاته المتعلقة بالقانون الذي يعد اسرائيل “الدولة القومية للشعب اليهودي”، كانت الأكثر إثارة للانقسامات.