دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعضاء حلف شمال الأطلسي يوم الخميس إلى الاستعداد لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات الجديدة منها العدوان الروسي المتزايد والمنافسة الاستراتيجية الصينية والهجرة غير الخاضعة للسيطرة.
ووجه بومبيو هذه الدعوة في افتتاح اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في واشنطن بمناسبة الذكرى السبعين لإنشاء الحلف.
وأضاف بومبيو ”يجب أن نجعل حلفنا مستعدا لمواجهة التهديدات الناشئة… سواء كان ذلك عدوانا روسيا أو هجرة غير خاضعة للسيطرة أو هجمات إلكترونية أو تهديدات لأمن الطاقة أو المنافسة الاستراتيجية الصينية التي تشمل التكنولوجيا و(اتصالات) الجيل الخامس وعدة قضايا أخرى“.
وفي وثيقة استراتيجية صدرت عام 2018، وضع الجيش الأمريكي مواجهة الصين وروسيا ضمن الأولويات الرئيسية لاستراتيجية الدفاع الوطني الجديدة.
وركزت أولى جلسات اجتماع الحلف على سبل ردع روسيا بما في ذلك في منطقة البحر الأسود حيث استولت على ثلاث سفن بحرية أوكرانية العام الماضي.
ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج روسيا لإطلاق سراح السفن وأطقمها.
وأضاف أن انتهاك روسيا لمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى الموقعة عام 1987 يعد جزءا من ”نمط سلوكي مزعزع للاستقرار“.
وكانت الولايات المتحدة قالت إنها ستنسحب من المعاهدة هذا الصيف إذا لم توقف موسكو الانتهاكات المزعومة للمعاهدة التي تمنع نشر صواريخ نووية تُطلق من البر في أوروبا.
وقال ستولتنبرج ”لن نفعل مثلما تفعل روسيا… ليس لدينا أي نية لنشر صواريخ نووية تُطلق من البر في أوروبا“.
وأضاف بومبيو في تصريحاته أن على الحلف أن يواجه أيضا الحرب المتصاعدة في الفضاء الإلكتروني، ومن ذلك ما تقوم به الصين في هذا المجال.
إعلان
وحذرت واشنطن من أنها لن تدخل في شراكات مع الدول التي تتبنى أنظمة شركة هواوي تكنولوجيز الصينية، لكنها على خلاف بشأن هذه القضية مع الاتحاد الأوروبي الذي رفض دعوة الولايات المتحدة لحظر نشاط الشركة داخل التكتل. والجزء الأكبر من أعضاء حلف شمال الأطلسي من دول الاتحاد الأوروبي.
وتخضع شركة هواوي للتدقيق من وكالات المخابرات الغربية بسبب علاقتها المتصورة بحكومة الصين وإمكانية استخدام معداتها للتجسس. ونفت الشركة مرارا تورطها في أي عمل مخابراتي لصالح أي حكومة.
والولايات المتحدة على خلاف مع الدول الأوروبية أيضا بسبب عدم التزام الكثير منها بإرشادات حلف الأطلسي الخاصة بالإنفاق الدفاعي والتي تبلغ اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال ستولتنبرج للصحفيين إنه ينبغي على دول الحلف الالتزام بزيادة الإنفاق الدفاعي لتحسين تقاسم الأعباء داخل الحلف.
وأضاف ”تعهد جميع الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بزيادة الإنفاق الدفاعي لتحسين تقاسم الأعباء في حلفنا، وأتوقع من جميع الحلفاء، بما في ذلك ألمانيا بالطبع، أن يلتزموا بالتعهد الذي قطعناه معا“.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا دول الحلف إلى إنفاق أكثر من اثنين بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. وطلب من قادة الحلف العام الماضي زيادة ذلك إلى أربعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وقال إن الولايات المتحدة تدفع 4.3 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي لحلف شمال الأطلسي.
واختص ترامب بالذكر ألمانيا لعدم فعلها ما يكفي في هذا الإطار.
وقال ستولتنبرج إن ألمانيا تحرز تقدما الآن ، لكن ينبغي لجميع الحلفاء بذل المزيد من الجهد.
وأضاف ”لم نقدم هذا التعهد لإرضاء الولايات المتحدة. لقد قطعناه لأننا نعيش في عالم لا يمكن التنبؤ بأحداثه ويكتنفه عدم اليقين“.
وقال الأمين العام للحلف إن الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة، العضوين في الحلف، بشأن خطة تركيا لشراء منظومة صواريخ إس-400 الدفاعية من روسيا ليس جزءا من جدول الأعمال الرسمي لاجتماع واشنطن، ولكن سيتم مناقشته على هامش الاجتماع.
إعلان
وأوقفت الولايات المتحدة تسليم معدات خاصة بطائراتها المقاتلة إف-35 إلى تركيا بسبب اعتزامها شراء منظومة إس-400.
وتقول الولايات المتحدة إن شراء تركيا المنظومة الروسية من شأنه أن يهدد أمن طائرات إف-35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن.