شهدت مدينة طرابلس اللبنانية مظاهرات ومسيرات حاشدة، ضمت الآلاف من أبناء المدينة، رفضا لاندلاع فتنة مذهبية بين أبناء الطائفتين السُنّية والشيعية، ومشددين على أن أبناء طرابلس ذات الغالبية السُنّية، يقفون صفا واحدا مع أشقائهم من أبناء الجنوب اللبناني الذي يضم غالبية المواطنين من الطائفة الشيعية.
وانطلقت المسيرة الحاشدة من ساحة (النور) والتي تعد أحد الميادين المركزية للتظاهرات في طرابلس التي تُلقب بـ “عاصمة الشمال” لتجوب الشوارع الرئيسية في المدينة، بمشاركة لافتة من المواطنين من مختلف الفئات المجتمعية والشرائح العمرية.
ورفع المتظاهرون أعلام لبنان، ولافتات تندد بمحاولات إحداث الشقاق والفتن الطائفية والمذهبية بين الطائفتين السُنّية والشيعية، من بينها لافتات ضخمة تحمل عبارة (تسقط فتنة السلطة الطائفية) ورددوا الهتافات التي تؤكد على الوحدة الوطنية اللبنانية بين اللبنانيين جميعا.
وقال المتظاهرون إن أبناء طرابلس وخندق الغميق (إحدى مناطق العاصمة بيروت ومعظم سكانها من الطائفة الشيعية) وصور والنبطية (جنوبا) هم شعب واحد ويد واحدة لدعم العيش المشترك والوقوف في مواجهة الطائفية.
وأشاروا إلى أن انتفاضتهم الشعبية التي انطلقت اعتبارا من 17 أكتوبر الماضي، هي ثورة في المقام الأول على الطائفية والحرمان وتردي الأوضاع المعيشية، متهمين “السلطة السياسية” باللجوء إلى سلاح الطائفية في سبيل وأد انتفاضتهم.
على صعيد متصل، دعت قيادات حركة أمل وحزب الله جمهور الثنائي الشيعي إلى “التحلي بالوعي الكافي وعدم الانجرار خلف الشائعات وعدم ترويج ما يساعد على الفتنة بين أبناء البلد الواحد”.
وحذر بيان مشترك صادر عن حركة أمل وحزب الله – بعد اجتماع لقيادات الحركة والحزب – من التحريض على الفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي، داعين الجميع إلى التعقل وتقدير العواقب وضبط الخطابات، ومطالبين من القوى الأمنية اتخاذ الإجراءات المناسبة والحزم في مواجهة أعمال الشغب وكل أنواع التعدي على الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرق.
وكانت الساعات القليلة الماضية ضد شهدت اتصالات عديدة ومكثفة بين كبار السياسيين والقيادات الدينية، لمنع اندلاع فتنة مذهبية بين أبناء الطائفتين السُنّية والشيعية الأمر الذي قد يهدد السلم الأهلي اللبناني، والعمل على تطويق ذيول الاضطرابات العنيفة التي شهدتها البلاد على مدى الأيام الأربعة الماضية وأخذ بعضها طابع المواجهات المذهبية والطائفية.
ويشهد لبنان منذ نحو 4 أيام توترات واشتباكات في العاصمة بيروت ومناطق أخرى متفرقة، اتسمت بالعنف وأخذ بعضها منحى طائفيا ومذهبيا مسلحا، على خلفية تداول مقاطع مصورة سجلها أشخاص ونشروها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحمل تهجما وعبارات تنطوي على تطاول وإهانة مذهبية متبادلة.
ووقعت فجر اليوم اضطرابات عنيفة في بيروت وكذلك في مدينة طرابلس تمثلت في قيام مجموعات من الأشخاص بقطع الطرق باستخدام الإطارات المشتعلة وصناديق النفايات وترديد الهتافات وحاول البعض انتزاع مجموعة من اللافتات التي تحمل صورا كبيرة لزعماء سياسيين والاعتداء على منزل مفتي طرابلس والشمال (للطائفة السُنّية) الشيخ مالك الشعار، في ما سُمع دوي إطلاق الرصاص بصورة متقطعة بعض شوارع بيروت، وشوهد أشخاص مسلحون يتنقلون في عدد من الطرقات، على نحو استدعى تدخل الجيش لضبط الأوضاع وإنهاء مظاهر الاضطراب.