وصف جمعة سعيد علي، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الإسلامية بجنوب السودان، العلاقة بين مصر وبلاده بأنها أزلية وتاريخية ومستمرة ومتعددة، وتتمثل في التواصل المستمر بين القيادة بالبلدين، مشيدا بالمشروعات المصرية المتنوعة بجنوب السودان، وأهمها مشروعات الري، وافتتاح فرع لجامعة الإسكندرية والتعاون الديني والثقافي.
وأشاد مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان- في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش مشاركته بأوغندا في مؤتمر الشباب في إفريقيا، وملتقى المنظمات الدينية في وسط وشرق وغرب أفريقيا، الذي عقده المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة- بالدعم الإنساني والاقتصادي، الذي تقدمه مصر لجنوب السودان من معونات إنسانية وصحية، بما يترجم تلك العلاقات الأزلية والبحتة بين البلدين والشعبين، معربا عن أمله في التوسع في المشروعات الزراعية والطبية والطاقة.
وقال جمعة إن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس جمهورية جنوب السودان سالفاكير ميارديت لمصر ساهمت بشكل كبير في دفع علاقات التعاون بين البلدين في مجالات متنوعة، مؤكدا ترحيب شعب بلاده وتطلعه لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جنوب السودان؛ لمزيد من التبادل المشترك.
كما ثمن المسئول بجنوب السودان، الجهود المتميزة التي تقوم بها مصر للتصدي لآفة الإرهاب التي تجتاح العالم كله، مبينا أن منهج الأزهر الوسطي المعتدل يقف حائط صد ضد الأفكار المتطرفة.
وأضاف أن القيادة الرشيدة التي تتمتع بها مصر، خاصة مع رئاستها للاتحاد الأفريقي، وتبنيها المنهج المعتدل الوسطي، هي الخطوة الأولى لمكافحة الإرهاب؛ لأن الوسطية هي السبيل لدحر الفكر المتطرف، ونعتقد أن مصر هي البديل والوجهة المؤهلة؛ لدحر الإرهاب والتطرف والتشدد الديني، معربا عن أمله في أن يوفق الله مصر قيادة وشعبا وحكومة لمواجهة الإرهاب.
كما ثمن الجهود التي تقوم بها وزارة الأوقاف ودار الإفتاء في مصر؛ لنشر قيم التسامح والسلام والتفاهم، كما أشاد كذلك بزيارة بابا الفاتيكان لمصر ولقائه مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لإطلاق رسالة تسامح وسلام من أرض الكنانة مصر إلى العالم.
وحول رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هذا العام، قال جمعة إن مصر دولة كبيرة في أفريقيا وقوة لا يستهان بها، فهي الأخت الكبرى لأشقائها الأفارقة، وتتجه الآن مع رئاستها للاتحاد لفتح العلاقات بين دول القارة، وكذلك لجذب أنظار واهتمام الدول العربية بأفريقيا؛ لتكون مصر بوابة الدخول إلى القارة والعرب.
وأوضح أن مصر تهتم بتعزيز العمل العربي والأفريقي المشترك، وتشجيع إقامة المشروعات المشتركة، بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في أفريقيا، مثمنا الزيارات المستمرة التي يقوم بها الرئيس السيسي لمختلف دول القارة، منذ رئاسة مصر لأفريقيا.
وحول دور العلماء والمفكرين لمواجهة الإرهاب وظاهرة الإسلاموفوبيا، قال إن عليهم نبذ أي خلافات هامشية، والاتفاق على كلمة سواء بينهم؛ لحماية الشباب من مخاطر الإرهاب والاحتكام للكتاب والسنة، وأن يكون شعار الجميع نبذ العنف والتطرف، ونشر قيم التسامح، والبعد عن الغلو، والتمسك بمنهج الوسطية، وفتح أبواب الحوار البناء والهادف بين اتباع الأديان؛ للتركيز على القواسم الإنسانية المشتركة، ومواجهة الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، والنظرة العدائية من البعض في الغرب ضد الإسلام.
وأشاد المسئول السوداني، بالبيان الختامي لاجتماع المؤسسات الدينية في أفريقيا، الذي احتضنته كمبالا، بمشاركة 100 مؤسسة من 30 دولة؛ لبحث مستقبل الشباب في أفريقيا، ومناشدة رجال الأعمال والمؤسسات؛ لتوفير فرص العمل للشباب، وإعدادهم لفرص سوق العمل، ودمجهم سياسيا واقتصاديا في مجتمعاتهم، مبينا أن تلك التوصيات وبيان كمبالا سيرفع للمسئولين ببلاده لمتابعته.