تطورات مهمة سُجلت في الساعات الأخيرة، على محور ملف ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وذلك طبقاً للأجواء “الإيجابية” التي حملها معه مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد أمس، الى لبنان والتي بدأها ببث تطمينات من وزارة الخارجية عقب لقائه الوزير جبران باسيل، أبرزها يتعلق بـ”بدء مرحلة اللمسات النهائية على شكل المفاوضات ودور الاطراف المعنية بها وهي الامم المتحدة لبنان واسرائيل في ظل مواكبة أميركية”. لكن كل هذه الإيجابيات، لا يُمكن “تقريشها” في حال لم تُدرج مزارع شبعا ضمن منطق تلازم الترسيم البرّي والبحري وذلك بحسب قناعة لبنان، التي يبدو أنها تُخالف المنطق الإسرائيلي الذي يُصرّ على إبقاء “المزارع” خارج عملية التفاوض
حتّى الساعة، تشير معلومات متعلقة بعملية تلازم الترسيم البري والبحري، تُشير إلى ان الجانب الإسرائيلي يُصرّ حتى الساعة، على إبقاء مزارع شبعا خارج إطار الترسيم بعدما ربطها بالقرار الأممي 1701، مع العلم أن لبنان ما زال على موقفه المصر أن المزارع لبنانية وانه كان يجب أن تخضع للقرار 425 الذي ينص على إنسحاب إسرائيل من جميع الأراض اللبنانية، من دون قيد أو شرط”. من هنا، فإن عودة ساترفيلد إلى إسرائيل أصبحت مؤكدة سواء هذه الفترة أو بعد فترة وجيزة، نظراً للجواب الذي ينتظره لبنان المتعلق بتلازم الترسيم براً وبحراً، ومن دون أسقاط هوية “المزارع” اللبنانية. وفي هذا الشق تحديداً، ثمة مواقف رأت أن ما تقوم به إسرائيل، ليس أكثر من مناورة تسبق التسويق لصفقة القرن.
على ضفّة “حزب الله”، فقد كان الحزب المواكب الأبرز لحركة ساترفيلد في البلاد، فعيونه لم تحد عن الطرقات التي سلكها طيلة يوم أمس، ولا حتى صمّ آذانه عنه فحوى الرسائل التي نقلها للرؤساء الثلاثة. لكن هذا لا يعني تدخله لا بالمعطيات ولا حتى بالطروحات خصوصاً وأن الرئيس بري هو الرجل الموثوق لديه، ويُمثل طروحاته خلال كل النقاشات التي يطرحها مع ساترفيلد. في هذا السياق، يُشير الباحث والمؤرخ الأكاديمي عصام خليفة ل”اي نيوز” إلى ان لبنان أنجز مهمة ترسيم الحدود البرية مع إسرائيل، مباشرة بعد هدنة العام 1949، لذلك من المُستهجن لا بل المُستغرب أن يُعاد هذا الترسيم اليوم، وذلك وفقاً للمادة الخامسة من بند اتفاق الهدنة”.
وقال خليفة: “هناك خرائط واضحة باللغتين الإنكليزية والعبرية. وللتذكير، فإن لبنان كان حاول إعادة الترسيم البحري مع قبرص، لكن الأخيرة أخلّت بالإتفاق حيث أنه بدل أن تستمر في المسعى الترسيمي الذي طرحه لبنان، قابلته بترسيم حدودها البحرية مع إسرائيل من دون الأخذ بموافقة لبنان، الأمر الي يُعتبر مخالفة واضحة لاتفاق الترسيم. وحتى اليوم هناك نزاع لبناني قبرصي، حول هذا الموضوع”.
وحول ما وصفه لبنان بـ”الإنجاز” في عملية التفاوض التي يقودها الأميركي، أوضح خليفة أنه حتى الأن لا يعلم لبنان بعد الآلية التي ستُتبع طريقة التفاوض، وحتى الإسرائيلي والأميركي لم يُعلنا عنها. ثانياً من يقول ان عملية الترسيم ستخضع لمهنية من دون أن تنحاز أميركا إلى الجانب الإسرائيلي كما هو الحال في العديد من الملفات”، مضيفاً: في ظل ما يُحكى عن صفقة القرن وقبلها الصمت الأميركي حيال سرقة هوية فلسطين، اك يعد هناك شيئاً مستبعد في الإنحياز الاميركي الاعمى والواضح لإسرائيل”.
وفي السياق نفسه، فقد نقلت وكالة “رويترز” عن متحدث إسرائيلي قوله أن بلاده مُنفتحة على اجراء محادثات مع لبنانَ بوساطة اميركية حولَ ترسيم الحدود”. وبحسب قناة “كان” الإسرائيلية، فإن اسرائيل وافقت على اجراء هذه المحادثات التي يُمكن أن تكون نافعة لمصالح البلدين في تطوير احتياطات الغاز الطبيعي والنفط”.