سياحة
تسلُّق جبل إيفرست ليس بهذه البساطة.. تكلفة المغامرة تصل إلى 100 ألف دولار، والنهاية قد تكون مأساوية
التدريب البدني وعشرات الآلاف من الدولارات ليسا سوى جزءٍ بسيط من الأشياء التي يحتاج إليها محبو المغامرة لتسلُّق جبل إيفرست. إذ يقول بعض الخبراء إنَّ الأمر يتطلب أكثر من ذلك بكثير.
يسافر مئات الأشخاص من جميع أنحاء العالم إلى جبال الهيمالايا كل عام، حالمين بالوصول إلى قمة إيفرست، ويقضون أسابيع في جمع العتاد، والتكيُّف مع الارتفاع، وانتظار طقسٍ جيد.
لذا نستعرض هنا كل ما تحتاج إلى معرفته حول تسلق إيفرست.
أفضل وقتٍ لتسلُّق جبل إيفرست
يحاول معظم متسلقي الجبال الصعود إلى قمة إيفرست، التي تعد أعلى قمة في العالم، في شهر مايو/أيار. وبالتحديد بعد منتصف الشهر، حيث تكون فيها درجات الحرارة أكثر دفئاً، وتبتعد فيها رياح الارتفاعات الشاهقة، المعروفة باسم التيار النفاث، عن الجبال.
ويسبق هذا الوقت موسم الرياح الموسمية مباشرةً، ويحاول المتسلقون عادةً تجنُّب زيارة منطقة إيفرست في حال هطول أمطار متكررة، لأنَّها يُمكن أن تجعل ظروف التسلُّق زلقةً وخطيرة.
وفي حال كانت هناك مغامرة في طقس غير جيد، أو حدث تغير مفاجئ في حالة الجو، فإن النهاية قد تكون كارثية
وقال ديل ريمسبيرغ، المدير الفني لجمعية مرشدي الجبال الأمريكية: «هذا أفضل وقتٍ في العام تُتاح فيه أكبر فرصة للوصول إلى القمة».
وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ توافر طقسٍ جيد هو أمر بالغ الأهمية للمتسلقين. إذ قال ريمسبيرغ إنَّ المتسلقين لن يحاولوا الوصول إلى القمة دون توافر ظروف جوية مناسبة. لذا يقضى الكثيرون أسابيع في مخيم القاعدة منتظرين الوصول إلى الظروف الجوية المناسبة دون ضماناتٍ بأنَّها ستتوفر بالفعل.
من أين تبدأ الرحلة؟
يقع جبل إيفرست على الحدود بين نيبال والتبت، وهناك العديد من الطرق التي يُمكن تسلُّقه عبرها، لكنَّ غالبية المتسلقين عادةً ما يختارون بين طريقين: الطريق الجنوبي في نيبال والطريق الشمالي في التبت
وتعمل معظم شركات الارتحال في نيبال بشكل جيد، وذلك بسبب أن التسلق في التبت أصبح أكثر تكلفة وأكثر تقيُّداً في السنوات الأخيرة.
ويسافر أولئك الذين يتسلقون الطريق الجنوبي إلى العاصمة النيبالية كاتماندو، ثم يسافرون إلى قرية لوكلا، حيث يبدأ المسافرون في المشي مسافاتٍ طويلة إلى مخيم قاعدة إيفرست.
كم من الوقت يستغرق تسلُّق إيفرست؟
يستغرق حوالي شهرين، إذ نقل جوردون جانو، مدير البرامج في شركة Alpine Ascents International للارتحال التي يقع مقرها في سياتل، مجموعة مكونة من 12 متسلقاً إلى جبال الهيمالايا في أواخر شهر مارس/آذار، ولا يتوقع عودتهم إلى الوطن حتى نهاية الشهر الجاري مايو/أيار.
ما الذي يفعله المتسلقون كل هذه المدة؟
يقضي المتسلقون، إلى جانب بعض موظفي شركات الارتحال والمرشدين المنتمين إلى مجموعة شيربا العِرقية، نحو أسبوعين في المشي مسافاتٍ طويلة إلى مخيم قاعدة إيفرست، الذي يقع على ارتفاع حوالي 5200 متر.
ثم يمضون قرابة أسبوعين في التكيُّف مع الارتفاع وانتظار الأحوال الجوية الجيدة قبل مواصلة السير أربعة أيام أخرى، ثم يصلون إلى مخيماتٍ أخرى، وبعد ذلك يصعدون إلى القمة أخيراً.
يقضي معظم المتسلقين أشهراً أو حتى سنوات قبل التفكير حتى في الذهاب إلى جبال الهيمالايا. وقال جانو إنَّ مرشدي شركته لا يصطحبون معهم إلى إيفرست سوى المتسلقين الذين ينجحون في الوصول إلى قمةٍ أو اثنتين من القمم الصعبة الأخرى.
كم تبلغ تكلفة تسلق جبل إيفرست؟
يمكن أن يكون الذهاب إلى إيفرست أغلى من شراء سيارة جديدة، إذ يمكن للمتسلقين دفع مبلغ يتراوح بين 35 ألف دولار و100 ألف دولار.
وتشمل التكلفة 11 ألف دولار للحصول على تصريح التسلُّق من حكومة نيبال أو التبت، والأكسجين المعبأ في زجاجات، ومعدات الارتفاعات الشاهقة الذي تشمل الخيام والمنامات والأحذية ذات الرقبة الطويلة.
وتغطي النفقات كذلك الرعاية الطبية والطعام ودعم مرشدي شيربا والأكسجين المعبأ في زجاجات الخاص بهم، وهو أمرٌ إلزامي لكل متسلق أجنبي.
هل هناك مَن يتحكم في عدد الأشخاص الذين يتسلَّقون الجبل؟
نعم، لكن لا يوجد سقفٌ محدد لعدد الأشخاص الذين يمكنهم الصعود.
إذ شهد العام الجاري إصدار 381 تصريح تسلُّق، أي أكثر بتسعة تصريحاتٍ فقط من تلك التي أصدرتها نيبال في عام 2017، وفقاً لما ذكره داندوراج غيميري، المدير العام لوزارة السياحة في نيبال.
لكنَّ ألان أرنيت، الذي صعد إلى قمة إفرست أربع مرات، أوضح أنَّ عدد الأشخاص الذين يحاولون التسلُّق من الجانب النيبالي أكثر من ذلك بكثير.
إذ يعتقد أنَّ هناك حوالي 800 شخص ربما يخوضون تلك الرحلة، لأنَّ كل متسلقٍ أجنبي يحتاج إلى مرشدٍ من مرشدي شيربا.
وقال غيميري إنَّ معظم شركات الارتحال تراجع خبرة عملائها في التسلُّق قبل مساعدتهم في الحصول على تصريح، لكنَّه أكَّد أنَّ نيبال لا تحتاج حالياً إلى دليلٍ على امتلاك خبرةٍ في التسلق من أولئك الذين يصعدون إلى إيفرست.
وذكر أنَّ السلطات تدرس تغيير هذه الممارسة.