مقالات

الدين الإسلامي خط أحمر – بقلم: عبد الحميد جاد

إنّ الجالية المصرية المسلمة في نيويورك ونيوجيرسي، تشعر بغضب شديد بسبب ما ورد في تغريدة لرئيس تحرير جريدة صوت بلادي الأستاذ/محب غبور، ينتقد فيها حديث لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بتاريخ 1 يونيو على صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، بطريقة لا تليق والمكانة العلمية التي يحتلها الإمام الأكبر في مصر والعالم الإسلامي، فالعالم أجمع يحترمه ويجله. وقد انتقد ”غبور” وهذه ليست المرة الأولى، فضيلة الإمام، في تدوينة، معتبراً أنّ قول الإمام الأكبر في موضوع ضرب الزوجة الناشز، يعتبر تمييزاً ضد المرأة…

لقد أحزن الجالية المصرية المسلمة في نيويورك ونيوجيرسي كثيراً، أن الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر يُهاجم ويُسخر من تصريحاته، ويساء إليها أيّما إساءة من قبل رئيس تحرير جريدة صوت بلادي. وتؤكد أنّ ما صدر عن الصحفي هو بمثابة لغو غير مقبول جملة وتفصيلا.

فما يتعرض له شيخ الأزهر اليوم من بعض الكتبة ليس بجديد، وللأسف فهم يركبون على سفينة حرية التعبير واستقلالية الصحافة باعتبارهم واحة الديمقراطية المدعاة؟! وفي هذا يصدق عليهم قول الله تعالى: ”وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون”. فحرية التعبير غلافهم مفضوح وعداؤهم لكل الرموز الإسلامية دفين.

وحتى تتضح الصورة، وتنجلي الحقيقة، فحديث الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال الحلقة الثامنة والعشرين ببرنامجه الرمضاني على التليفزيون المصري ”حديث شيخ الأزهر”، هذا الحديث التلفزيوني، للأسف أخرجه الصحفي ”محب غبور” من سياقه، وألبسه لباس التضليل والتشكيك…فشيخ الأزهر، أوضح بما لا يدعو للشك، أن كلمة ”واضربوهن” ليست أمرا بالضرب، وأن النبي صلى وسلم لا يحبذ هذا الأمر ولم يمارسه مرة واحدة في حياته، لكن للأسف الشديد فهمت على أنه أمر، وأن الضرب حق للزوج حتى لو كان نتيجة لخلافات تافهة… وقد أوضح الإمام الأكبر أن الحالة التي تحدث عنها الإسلام هي أن يكون الزوج كريم ويحب زوجته، ويريد أن يبقى عليها ولا توجد وسيلة باقية إلا الضرب الرمزي، وذلك من باب عقوبة الأم لابنتها التي تحبها وتقدمها على نفسها ولكن تضطرهم الظروف لهذه العقوبة، حرصا عليها.

ما غرّد به هذا الصحفي ، ليس بجديد، فقد سبقه سابق، ممن ليس له رصيد معرفي بأمور الدين.
فالذين يهاجمون شيخ الأزهر يفعلون ذلك، لكونه ليس على هواهم… فهناك من طلب في السابق من الأزهر بأن يكون ميراث المرأة مثل الرجل، وهذا مخالف لدين الله وشرعه، وهو ما رفضه الأزهر بجانب أشياء أخرى طلبت منه ورفضها، لذلك نجد من يقوم بالهجوم على الشيخ الإمام الأكبر، فهو يهاجم في حقيقة الأمر الأزهر. والشيخ الجليل الإمام الأكبر، عالم جليل من طراز فريد، يجمع بين غزارة العلم وبين التواضع الجم وعدم التعالي بعلمه على الناس، لهذا أحبه الناس والتفوا حوله وذهبوا إليه في كل مكان يتواجد فيه، فقد سخّر كل جهده لخدمة الأزهر، ولخدمة الدعوة الإسلامية وتوعية المسلمين بالأحكام الفقهية الصحيحة دون تشدد أو تساهل ودون إفراط أو تفريط فقد سلك منهجاً وسطياً يقوم على التيسير لكنه في نفس الوقت يرفض التمادي في الأخذ بالرخص التي أفسدت حياة المسلمين. لم يسخر علمه لخدمة تيار من التيارات، فلم يُعرف إلا مدافعاً عن الحق…

إنّ الجالية المصرية المسلمة في نيويورك ونيوجيرسي، تعتبر تدخل “غير المسلم” في تفسير الآيات القرآنية بغير ما جاء به الله، وبهدف تغيير مقاصدها، هو أمر “مرفوض ولا يجوز شرعاً”. وتطالب بالعقلانية ووزن الكلام قبل النطق به، بخاصة أن المواطنة التي تطالب بها الكنيسة في كل حوار أو مناسبة تقتضى أن نتريث في إصدار الكلام وألا نسيء إلى أحد نهائياً، أو نسعى إلى إحداث الفتن بين أبناء الوطن.

والجالية المسلمة في نيويورك ونيوجيرسي، تستنكر تدخل الصحفي ”محب غبور” ومن على شاكلته، في الشأن الإسلامي وتفسيرهم القرآن في الفترة الأخيرة بما يخدم أهدافهم. وكان من المفترض أن لكل عقيدته التي يؤمن بها ولا يجب أن يخوض في عقيدة المسلمين… فهذا أمر غير مقبول، وعقيدتنا كمسلمين لا مجال فيها للشك لأن الآيات الكريمة واضحة وصريحة.

وتعتبر الجالية المصرية المسلمة في نيويورك ونيوجيرسي، أنّ المتطاولين على ثوابت الإسلام عبء ثقيل على الوطن، ومعول هدم كبير لأمنه واستقراره، وهو ما يحتاج إلى الحسم والحزم، لأننا لا نستطيع أن نواجه التشدد والتطرف بقوة وصلابة وإقناع، وأن ندافع بحق عن حضارة الإسلام وروحه السمحة في ظل إفساح المجال أمام الجهلة والمأجورين والمنتفعين للتطاول على ثوابت العقيدة، وما استقر في وجدان الأمة، وصار معلوماً من الدين بالضرورة.

وتدعو الجالية المصرية المسلمة في نيويورك ونيوجيرسي، إلى الحفاظ على وحدة البلد والالتزام بتعاليم الإنجيل الداعي للمحبة والسلام، وعدم التدخل في الشأن الإسلامي. فأي مواطن في أي ديانة يجب أن يتسم بآداب الحوار واحترام الديانات الأخرى، وعدم إثارة الفتن والتفرقة.

وتلفت الجالية المصرية المسلمة في نيويورك ونيوجيرسي، إلى أن المسلمين بمصر، ملتزمون بتعاليم القرآن والسنة، في المودة والمحبة مع المسيحيين، خصوصاً الأقباط، رغم أي تصريحات غير مسؤولة.

فالأزهر كان وما زال الحافظ للمنهج الإسلامي الوسطي الذي ينير لأهل السنَّة الطريق في كل العالم، والهجوم على الأزهر هو في معناه ومبناه هو هجوم على القيم والأخلاق والتعاليم التي ينادي بها الأزهر.

والأزهر بقي على مدار الزمن المدافع عن أهل السنة والجماعة والعقيدة والمنهج الوسطي، وهو المنبر الأول الذي يشيع الفقه الإسلامي على اختلاف مذاهبه، ويشير إلى أن الأزهر عاش جامعةً للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ففيه رواق المغاربة، ورواق الأتراك وغيرهم، فضلاً عن أن أكثر من 50 في المائة من علماء الأرض تربَّوا وترعرعوا في دهاليز الأزهر، وأن من يقوم بالتدريس الآن في أغلب الجامعات الإسلامية هم من خرِّيجي الأزهر وعلمائه، بل إن كثيراً من العلماء يأتون من مشارق الأرض ومغاربها للأزهر، ليتعلموا ويتربَّوا فيه…

بقلم الكاتب الصحفي /عبد الحميد جاد

نقلًا عن جريدة المستقبل.

الوسوم

رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق