اتفق رئيسا الصين وكوريا الشمالية، اليوم الخميس، على العمل بشكل مشترك من أجل خلق مستقبل مشرق للعلاقات بين الدولتين والحزبين الحاكمين، داعيًا في الوقت نفسه إلى استمرار المحادثات بين واشنطن وبيونج يانج حتى تحقيق نتائج مرجوة في الملف النووي.
جاء ذلك خلال محادثات أجراها الرئيس الصيني “شي جين بينج” ورئيس حزب العمال الكوري رئيس لجنة شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) “كيم جونغ أون” في العاصمة (بيونج يانج).
وأشاد بينج بالجهود التي بذلتها كوريا الشمالية لحماية السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وإخلائها من السلاح النووي، مشيرا إلى أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يرتبط بالسلام والاستقرار الإقليميين.
وقال بينج “تم استعادة المستقبل المشرق لحل الملف النووي الكوري من خلال الحوار في العام الماضي، ما لاقى اعتراف وإشادة المجتمع الدولي. والآن يتطلع المجتمع الدولي عامة إلى الاستمرار في المحادثات بين الطرفين الأمريكي والكوري الشمالي حتى تحقيق نتائج مرجوة”.
وحول العلاقات الصينية-الكورية الشمالية، قال بينج إنه عقد أربعة لقاءات مع نظيره الكوري الشمالي منذ العام الماضي، ما فتح صحفة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية الصينية الكورية، وعزز الصداقة العميقة بين البلدين، معربا عن ثقته بأن الطرفين قادرين على الاستفادة من الزيارة الحالية كفرصة نادرة لرسم المستقبل للعلاقات الصينية الكورية وخاصة بالتزامن مع مناسبة الذكرى السنوية الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هذا العام.
وأضاف بينج أن الحفاظ على الصداقة بين الشعبين يتفق مع مصالح البلدين الأساسية وكذلك تيار تقدم العصر، كما أنه خيار استراتيجي يتخذه الطرفان من المنظور طويل المدى، مشددا على أن العلاقات بين الجانبين لن تهتز بسبب الأوضاع الدولية المتغيرة والمتقلبة.
وتابع بينج أن العلاقات الصينية الكورية الشمالية دخلت مرحلة تاريخية جديدة، حيث تعلق الصين حزبا وحكومة أهمية كبيرة على الصداقة والتعاون الودي بين الطرفين، وتتمسك بحزم بسياسة ثابتة تجاه كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) التي تتمثل في الحفاظ على العلاقات الثنائية وتوطيدها وتعزيزها بصورة جيدة.
وأشار بينج إلى ضرورة تعزيز التبادلات رفيعة المستوى وتطوير العلاقات الثنائية لمواجهة الأوضاع الدولية والإقليمية المعمقة والمتقلبة، مع تقوية التواصل الاستراتيجي بين الطرفين لتبادل وجهات النظر حول القضايا الكبرى لتوفير ظروف ممتازة للتنمية في البلدين، وتوسيع التعاون العملي ليعود بالمزيد من النفع على شعبي البلدين، إضافة إلى تنشيط التبادلات الودية لتوطيد أساس الصداقة الصينية الكورية.
وأبدى الرئيس الصيني رغبة بلاده في العمل مع كوريا الشمالية على تطبيق خطط إحياء الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتنظيم فعاليات تشمل المجالات التعليمية والصحية والإعلامية والشبابية فضلا عن المناطق المحلية من البلدين.
من جانبه، قال رئيس حزب العمال الكوري رئيس لجنة شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (رئيس كوريا الشمالية) “كيم جونغ أون” إن زيارة الرئيس الصيني جاءت بمناسبة الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معتبرا أن لها مغزى كبير في تاريخ العلاقات الثنائية، وتعد تشجيعا كبيرا ودعما سياسيا لحزب العمال والحكومة والشعب في كوريا الشمالية.
وأبدى أون موافقته التامة على التحليلات والتخطيطات الرائعة التي قدمها الرئيس الصيني للعلاقات الثنائية، لافتا إلى أن تناقل الصداقة التقليدية بين البلدين جيلا بعد جيل هو موقف ثابت لكوريا الشمالية حزبا وحكومة.
وأكد أون حرصه على علاقات الصداقة العميقة بينه وبين الرئيس الصيني، واهتمامه البالغ بتوافق الآراء الذي توصل إليه معه، ورغبته في اغتنام زيارته لبلاده لتعزيز التواصل الاسراتيجي بين الجانبين والتبادلات والتعاون في شتى المجالات لرفع مستوى العلاقات الثنائية إلى درجة أعلى.