أكد البطريرك المارونى فى لبنان الكاردينال مار بشاره بطرس الراعى، دعمه المساعى الرامية إلى إجراء مصالحة بين أطراف أحداث العنف والاشتباكات التى شهدتها منطقة الجبل قبل نحو 10 أيام، بما يحفظ استقرار لبنان ويصون وحدة الجبل بمختلف مكوناته.
وأشار بطريرك الموارنة – في رسالة وجهها إلى القوى السياسية اللبنانية – إلى أن الاستقرار في منطقة الجبل وكافة أرجاء البلاد، يرتكز على وجود الدولة الفاعل بكل مؤسساتها الأمنية والقضائية والإدارية.. معتبرا أن تحقيق المصالحة في أحداث عنف الجبل، وطي هذه الصفحة الأليمة التي عكرت صفو الاستقرار في لبنان من شأنه أن يشدد على ثبات ما تم إنجازه من مصالحات في السابق، فضلا عن أنه يحول دون حدوث فتنة في منطقة الجبل أو ثغرات أمنية تهز الكيان اللبناني وتزعزع استقرار البلاد.
وشهدت منطقة الجبل يوم الأحد قبل الماضي أحداث عنف واشتباكات مسلحة، حيث قطع عدد من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة وزير الخارجية رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.. كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته في جانب من جولة الوزير باسيل.
وكان المحتجون على زيارة باسيل إلى الجبل، قد قطعوا الطرق بهدف منع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وبينما اعتبر الحزب الديمقراطي اللبناني والتيار الوطني الحر أن الحادث مثّل “كمينا مسلحا” فإن الحزب التقدمي الاشتراكي، ينفي بصورة قاطعة صحة هذا الاتهام، مؤكدا أن رئيس التيار الوطني الحر أدلى بتصريحات انطوت على استفزاز وإثارة للمشاعر الطائفية بين الدروز والمسيحيين في الجبل، وهو الأمر الذي دفع أنصار الحزب الاشتراكي إلى قطع الطرق في الجبل بصورة عفوية، وأن المرافقين الأمنيين للوزير الغريب هم من بادروا بإطلاق النيران بصورة عشوائية على المحتجين.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز، ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.