أكد الناقد الفني نادر عدلي، أن تقليص عدد المسلسلات التي يتم إنتاجها لعرضها في السباق الرمضاني كل عام أو في أي موسم آخر -دون قوة إنتاجية وجودة فنية- يؤثر بالسلب على جودة الأعمال الدرامية ويضعف الموسم، مضيفا أن فكرة التحيز لقصر عرض الأعمال الدرامية في موسم رمضان تعد خطأ فادحا.
وقال نادر عدلي -في حوار أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط- إن دراما رمضان هذا العام تعد أضعف دراما تليفزيونية تم تقديمها على مدار السنوات الماضية سواء من خلال الموضوعات التي تم طرحها، وكانت في معظمها مقتبسة أو على المستوى الفني وقدرات كتاب السيناريو، حيث افتقدت مسلسلات هذا العام للبناء الدرامي القوي الذي يجذب الجمهور للمشاهدة.
وذكر أن غياب عدد كبير من كبار النجوم أثر سلبا على شكل الدراما في الماراثون الرمضاني هذا العام، ومن أبرزهم الزعيم عادل إمام والنجم يحيي الفخراني والفنانة نيللي كريم والنجمة يسرا، موضحا أن مسلسل “قابيل” يعتبر أفضل عمل درامي تم تقديمه في الماراثون الرمضاني.
وأثنى عدلي، على أداء كل من الفنانين محمد ممدوح وعلي الطيب في مسلسل “قابيل”، وإنجي المقدم في مسلسل “ولد الغلابة” وحلا شيحة في مسلسل “زلزال”، وريهام عبد الغفور في مسلسل “زي الشمس”، قائلا إنه رغم الانتقادات التي تم توجيهها للعمل الأخير، إلا أن ريهام عبد الغفور ساهمت بأدائها المميز في تطور الأحداث.
ورأى أن مسلسل “قابيل” يعتبر أفضل عمل درامي تم تقديمه في الماراثون الرمضاني هذا العام ، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن العمل مقتبس من عدة أعمال أجنبية، إلا أنه تم تقديمه بشكل متماسك وبناؤه الدرامي قوي، مشيدا بالمخرج كريم الشناوي.
وأوضح أن سيناريوهات الأعمال الكوميدية هذا العام اعتمدت على مواقف سخيفة دون بناء درامي فبدت أمام المشاهد سطحية وليس هناك ارتباط بينها وبينه، لافتا إلى أن المسلسلات الكوميدية هذا العام كانت في أسوأ حالتها، باستثناء مسلسل “بدل الحدوتة تلاتة” للفنانة دنيا سمير غانم نظرا لخفة ظل دنيا والاستعراضات في العمل.
وأشار إلى أن مسلسل “زلزال” كان أبسط الأعمال الدرامية وأكثرها متابعة هذا العام لأن الأحداث واضحة بدون تعقيدات ويدور العمل حول فكرة انتقام البطل لنفسه من ظلم الآخرين، معتبرا أن المسلسل عمل متوسط المستوى ومشاركة محمد رمضان وحلا شيحة أمر جاذب للمشاهدة.
وانتقد الناقد الفني نادر عدلي، مسلسل “ولد الغلابة”، قائلا إن الشخصية التي جسدها النجم أحمد السقا خلال الأحداث تتعارض مع ما ترتكبه من أفعال، والتحول في الشخصية لم يكن بالشكل المحكم، فقد قدم السقا شخصية شديدة المثالية ثم تتحول عن طريق الصدفة والتدبير لارتكاب جرائم بشكل لا يمكن أن تخرج بمثل هذا التكوين، وتكرار مسألة القتل في أحداث المسلسل والادعاء بأن البطل مثالي أفسد العمل بالكامل.
وأضاف أن الجزء الثالث من مسلسل “كلبش” لم يحقق النجاح المنتظر لتراجع جزء كبير من المعارك البوليسية في العمل، كما أن المعالجة في مسلسل “زي الشمس” لم تكن موفقة ليتحول المسلسل لعمل باهت، لافتا إلى أن خيانة الأخت لشقيقتها أمر وارد في المجتمع ولكن المعالجة في المسلسل لا تتناسب مع المجتمع وتبدو غريبة.
وأكد الناقد الفني نادر عدلي، أن النص الجيد والمعالجة المحكمة للأحداث والإخراج المتميز والإنتاج القوي وحسن اختيار أبطال المسلسل بما يلائم طبيعة كل دور أهم عوامل نجاح أي عمل فني، لافتا إلى أن نجاح أي عمل درامي ليس مرتبطا بعرضه في موسم محدد.