ذكرت وكالة “بلومبرج” أن تعداد القوى العاملة في إفريقيا سيفوق نظيره داخل القارة الآسيوية بحلول نهاية القرن 21 ، في الوقت الذي تصارع فيه القارتان لمواكبة تحديات اقتصادية وديمغرافية عديدة.
وأوضحت “بلومبرج” -في سياق تحليل أجرته لبيانات شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة وبثته اليوم الأحد- أن نسبة تعداد الأفارقة في الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 15 إلى 64 عامًا تعد ربع مثليتها حاليًا في آسيا، إلا أنه من المرجح أن تتضاعف هذه النسبة بحلول عام 2100، في حين ستواجه دول آسيا زيادة مطردة في معدلات الشيخوخة.
ولفتت “بلومبرج” إلى أن عدد الموظفين إجمالًا حول العالم سيشهد ارتفاعا بنسبة 29% ليصل إلى 5ر6 مليار موظف بحلول نهاية القرن 21، مقابل 5 مليارات حاليًا، فيما سيسجل تعداد الموظفين داخل القارة السمراء وحدها زيادة أكثر من الثلث مقابل 15% حاليًا أي سيرتفع قوام القوى العاملة الأفريقية على مدار الـ 80 عامًا المقبلة بمقدار ملياري شخص ليصل إلى 75ر2 مليار شخص، مقابل تراجعًا في آسيا بمقدار 415 مليون شخص، ما يعادل 13%.
ولفتت “بلومبرج” إلى أن تعداد القوى العاملة داخل نيجيريا، أحد أبرز الاقتصادات الواعدة في إفريقيا على سبيل المثال، مرشح لزيادة تقترب من 350 % أي 375 مليون شخص بحلول 2100 ليصل إلى أكثر من 485 مليون شخص، في حين يشهد قوام القوى العاملة في الصين، ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، تراجعًا متسارع الخطى منذ الآن.
عالميًا، توقعت “بلومبرج” ارتفاع عدد الفئة العمرية -المتراوحة بين 15 إلى 64 عامًا- ليصل إلى 5ر6 مليار شخص بحلول 2029 أي زيادة بمقدار 5ر1 مليار شخص مقارنة بنسبة الآن، لافتة إلى أن أكثر ما يستدعي الانتباه في هذا التحليل هو أن 80% من الزيادة المتوقعة تأتي من الدول التي تعد دخول الأفراد فيها زهيدة، في حين ستشهد هذه الفئة العمرية تراجعًا في الدول ذات الدخول المرتفعة بفعل انخفاض معدلات المواليد.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن هذه التحولات ستخلق تحديات في عدد من البلدان، حيث ستقع الضرائب وأسعار الأصول والموارد داخل هذه الدول تحت ضغوط كبيرة، في حين قد تتسبب الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والهندسة وقوة الحوسبة تخوفا من التوظيف في العديد من الصناعات.
وأشارت “بلومبرج” إلى دراسة أعدتها شركة “أكسفورد إيكونوميكس” مؤخرا تتوقع فقدان 20 مليون شخص وظائفهم في مجال التصنيع بحلول نهاية 2030 وستكون المناطق المتضمنة للعمالة الأقل مهارة حول العالم هي الأكثر تضررًا.
وأضافت الدراسة أن كل جهاز “روبوت” يتم تصنيعه في الفترة المقبلة سيتسبب في فقدان 6ر1 عامل وظائفهم كمعدل متوسط، مشيرة إلى الاستعاضة بأجهزة الروبوتات عن العنصر البشري في أكثر من 7ر1 مليون وظيفة بالمصانع منذ عام 2000.