بعد أيام من عودة العلاقات الدبلوماسية كاملة بين الأردن وقطر، شهد أمس الثلاثاء، محادثات بين مسؤولين أتراك وأردنيين بارزين لتوطيد العلاقات.
ذكرت وكالة “رويترز” نقلا عن مسؤولين إن المحادثات جاءت ابتعادا من المملكة الهاشمية عن شركائها التقليديين في الخليج.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ”رويترز”، إن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اجتمع مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، بينما أجرى مدير المخابرات التركية ووزير الدفاع ورئيس الأركان محادثات مع مسؤولين أردنيين بارزين.
واتفق البلدان على “تعزيز علاقاتهما وتوسعة التعاون الاقتصادي وتعميق التنسيق إزاء القضايا الإقليمية”، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
وعين الأردن سفيرا جديدا في الدوحة الأسبوع الماضي بعد عامين من سحب السفير تضامنا مع الحلفاء في الخليج، الذين قطعوا علاقاتهم مع قطر، متهمين إياها بدعم الإرهاب وهو اتهام تنفيه الدوحة.
وصرح مسؤولون ودبلوماسيون في أحاديث خاصة نقلتها “رويترز”، أن “توطيد العلاقات مع تركيا وقطر، وهما غريمتان للسعودية، تحول في السياسة الخارجية الأردنية التي دعمت في السنوات الأخيرة الرياض والإمارات في الصراعات الإقليمية والعربية”.
وكان الأردن تخلى عن اتفاقية للتجارة الحرة مع تركيا العام الماضي تحت ضغط من الحلفاء في الخليج الذين يسعون لتحجيم الدور التركي في المنطقة.
وتقول مصادر دبلوماسية إن التقارب المتزايد مع أنقرة وقطر تسارعت وتيرته منذ غير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقودا من السياسية الأمريكية واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وعلى النقيض من دول الخليج، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تأييده الصريح لدور الأسرة الهاشمية بقيادة الملك عبد الله في الوصاية الدينية على المواقع الإسلامية في المدينة المقدسة.
وتخشى عمان من أن خطة ترامب التي لم يكشف عنها بعد تسعى لتقويض هذا الدور.
وفي مؤشر آخر على الابتعاد عن الخليج، رفع الأردن في الشهور الأخيرة القيود على نشاط جماعة “الإخوان المسلمين” أكبر جماعة معارضة في البلاد. وتعتبر كثير من دول الخليج “الإخوان المسلمين” منظمة إرهابية بينما تقول الجماعة إن نشاطها سلمي.