حوارات

حوار مع دكتور معز دوراد مدير جهاز التنسيق فى هيئة الأمم المتحدة لشؤن المرأة – أمجد مكي / 2017

س١ـ دكتور معز دوراد مدير جهاز التنسيق فى هيئة الأمم المتحدة لشؤن المرأة تسعد جريدة المستقبل أن تجرى معكم هذا الحوار و تود فى البداية أن تقدم دكتور معز للقارئ فهل تتكرم أن تحدثنا عن شخصك الكريم و عن سفرياتك و عن الأماكن التى خدمت فيها حتى وصلت إلى هذا المنصب الرفيع ؟

 

ج١ـ أنا أسمى معز دوراد مصرى و أفتخر بمصريتى من مواليد الأسكندرية و تعلمت ونشأت فى حى المعادى بالقاهرة و فى مدن أخرى فى العالم و تخرجت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة تخصص أقتصاد التحقت بوزارة الخارجية المصرية أواخر الثمانيات ثم أرسلت إلى منحة لدراسة الماجستير بدراسات التنمية و الأدارة العامة بجامعة هارفارد و من ثم ألتحقت ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى حيث عملت لمدة ١٧ عاما فى المركز الرئيسى فى نيويورك و فى المنطقة العربية و فى هذا النطاق ساهمت كأحدا مؤلفى تقارير التنمية البشرية العالمية أعوام ١٩٩١ ـ ١٩٩٥ ثم ١٩٩٨ و أيضا عملت كمنسق و أحد مؤلفى تقرير التنمية الإنسانية العربى الأول الصادر عام ٢٠٠٢ وكان من آخر مهامى فى ال UNDP هو المنسق الإنسانى لعمليات الآغاثة فى المالويف بعد كارثة تسونامى عام ٢٠٠٦ إشتغلت فى صندوق الأمم المتحدة للمرأة حيث أشغل منصب المدير العام لإدارة التنسيق فى هيئة الأمم المتحدة للمرأة و عضو الأدارة العليا للمنظمة

 

س٢ـ على الرغم من تطور حقوق كثيرة للمرأة العربية بالمقارنة بالعهد الماضى إلا أننا نجد كثير من النماذج النسائية التى تعانى كثيرا فى المجتمع العربى من أنتقاص من حقوقها فما هو السبب فى هذا؟

 

ج٢ـ المرأة العربية تواجه تحديات جسيمة فى الوقت الراهن و لا تزال فى نواحى متعددة تتخلف و تحاول الإلحاق بأخواتها ليس فقط فى العالم المتقدم و لكن أيضا فى العالم النامى و فى دول أكثر فقرا من دولنا العربية و مع أدراكنا للمشوار الطويل و التحدى الكبير أمام المرأة العربية للحصول على حقوقها كاملة و تفعيل تلك الحقوق مع أدراكنا لذلك يجب أيضا نعلم أن المرأة العربية خلال الخمس عقود الماضية حققت تقدما باهرا بالأخص فى تنمية قدرتها من خلال التعليم و الصحة و التطور المؤسسى لدولنا العربية و إذا قارنا بين مسيرة تقدم المرأة العربية و مثيلاتها فى دول العالم الآخرى نجد أن تقدم المرأة العربية فى مجالات التعليم و الصحة فاقت معدلاته مناطق العالم الآخرى و لكن المشكلة أن المرأة العربية بدأت تلك المسيرة من مستوى متدنى و لذلك على الرغم من سرعة التقدم لا تزال فى مستوى منخفض بالأخص فيما يتعلق الأستفادة من الفرص لأستغلال إمكانيتها فعلى سبيل المثال لا تزال نسبة مشاركة المرأة العربية فى سوق العمل أقل نسبة مقارنة بأقاليم العالم الآخر و نسبة تضررها بالبطالة أعلى من أقاليم العالم الآخرى و أيضا من ناحية الحقوق و القوانيين فنجد أنه على الرغم من أن الدول العربية قد صدقت رسميا على المواثيق و العقود الخاصة بحقوق المرأة إلا تفعيل تلك العهود الدولية لا يزال ناقصا سواء فى التشريعات الوطنية و أكثر من ذلك بكثير فى الممارسات الواقعية و الأسباب ترجع إلى ١ـ المواريث التقليدية  ٢ـ عدم أستيعاب قيمنا الثقافية التقدمية و فى هذا الصدد يجدر الذكر أن الدين الأسلامى الحنيف قد سبق الغرب بأكثر من ١٢٠٠ عام فى تقليص حق المرأة فى العمل و فى الملكية بل و فى الميراث و من أسباب التخلف الأخرى فى هذا الصدد هو نقص الأرادة السياسية و عدم وجود أنظمة للمحاسبة(accounttibility ) لسجل الحكومات فى تفعيل القوانين و ضمان الحقوق

 

س٣ـ لماذا يهضم حق المرأة بصفة عامة فى العالم على الرغم من أنها كائن بشرى له حقوقه كاملة ؟

 

ج٣ـ هناك أسباب كثيرة لذلك تاريخية و تراكمية و ثقافية و أقتصادية و أجتماعية وبالطبع سياسية فالمرأة عالميا و فى جميع دول العالم بلا إستثناء بما فيها دولنا عانت من عدم المساواة فى الحقوق و الأمكنيات و الفرص مع الرجل ولا يزال التميز ضد المرأة من أجهاضها يشكل أكثر أشكال التميز و الإضطهاد و أنتشارا فى العالم و بينما نجحت الحضارة الإنسانية فى القضاء على العبودية فى القرن ال١٩ و القضاء على الأستعمار و الشمولية فى القرن الماضى والقرن ال٢٠ لا تزال تكافح من أجل القضاء على ذلك الشكل من التميز الأوسع إنتشارا و هو ضد المرأة و من ركائز هذا التميز سواد وسطوة الفكر و الهياكل الأموية (patricker ) التى تعطى للرجل السلطة و السيادةو تبدأ المشكلة منذ الطفولة و بطريقة الأولاد و البنات و تنتشر فى قيم و هياكل و مؤسسات المجتمع و لكن الأمل الآن من خلال عمل منظمات مثل المنظمة التى انتمى لها و تعاون الدول و الحكومات هو القضاء على ذلك الشكل من التميز الأوسع إنتشارا

 

س٤ـ ما رأيكم على تأثير ثورات الربيع العربى على المرأة العربية و التحديات الجديدة التى يطرحها التغير السريع بدولنا و مجتماعتنا ؟

 

ج٤ـ بالطبع فإن التغير السريع و المضطرب الذى تشهده كثير من مجتماعتنا و دولنا العربية يطرح فرص و تحديات أمام المرأة العربية أبدأ أولا بالفرص و عينة بالفرص التى يطرحها هذا التغيير فمع بلوغ ما قد يكون فجر الديمقراطية حقيقية فى بعض الدول يفتح ذلك الباب أمام مشاركة حقيقية فعالة و ناجزة للمرأة العربية فإذا نجحت الدول العربية التى تشهد تغيير و غيرها فى أنشاء نظام ديمقراطى حق سوف يعطى ذلك للمرأة العربية الفرصة فى المشاركة السياسية سواء بفعلها أو ريادتها و قيادتها و إذا حدث ذلك الحلم سيختلف كثيرا عن الماضى حيث سمحت معظم الديكتاتوريات العربية للمرأة بالمشاركة الصورية إنعكست على أعداد من النساء فى مناصب تنفيذية أو تشريعية و لكن ذلك وجود أسمى و صورى فأخوانهم الرجال بلا أثر أن أقامة ديمقراطيات حقيقية سيساهم فى ضمان تمكين حقيقى و مشاركة حقيقية للمرأة فى السياسة و المجتمع و الفرصة الثانية مع الإنفتاح الأعلامى الذى واكب حركات التغيير العربية خلال الثلاث سنوات السابقة يسمح ذلك بتسليط الضوء على مشاكل طال إخفائها أو الأقلال من أهميتها من قبل الأنظمة السابقة و من ضمن تلك المشاكل العنف ضد المرأة و التحرش الجنسى و هناك أمل أن تشغل المرأة و المنظمات العربية المناهضة أن يستغلوا هذا الأنفتاح الأعلامى فى نشر الوعى حول تلك المشاكل الموجودة فى كل مجتمع التى تستوجب رد فعل حازم و حاسم ننتقل إلى التحديات التى يطرحها التغيير السريع فى المنطقة العربية بما فى ذلك التغيير السياسى من تلك التحديات زوال الأنظمة العربية السابقة فقدت المجتمعات محرك فعال عمل على تأسيس حقوق المرأة لأسبابه الخاصة و ذلك المحرك الرئيسى كانت الأنظمة العربية نفسها على سبيل المثال قانون الخلع و زيادة نسبة المقاعد البرلمانية المخصصة للمرأة فى مجلس الشعب المصرى و السؤال و التحدى الذى يطرح نفسه هل ستستطيع القوة التقدمية فى الدول العربية المتأثرة بالتغيير هل ستستطيع الإستعاضة عن ذلك المحرك السابق فى طلائع سياسية و مجتمعية تعمل على تأثيث و تفعيل حقوق المرأة التحدى الآخير و هو الأهم الذى يواجه المرأة العربية يتعلق بصعود تيار الأسلام السياسى و إقتصلر تفسيره للموروث الدينى على تفسيرات كثيرا ما تكون رجعية تتجاهل ثراء و تقدمية هذا الموروث الدينى و هناك خطر حقيقى من سيطرة هذه التسييرات الأحادية و الردعية بما يتنفى مع فقد شرائعنا الدينية فى كثير من الجوانب المتعلقة بالمرأة و المجتمع

 

س٥ـ ما هو تعريف سيادتكم للتنمية البشرية كمفهوم حديث؟

 

ج٥ـ التنمية البشرية أيضا يطلق عليها التنمية الإنسانية (human development ) تعرف بأنها عملية زيادة خيارات البشر بما يترافق مع قيمهم و تطلعاتهم و تغطى التنمية البشرية تنمية إمكانيات الإنسان من خلال الصحة و التغذية و التعليم و إستخدام هذه الإمكانيات من خلال المشاركة السياسية و الأقتصادية ( العمل و الإستثمار ) و الثقافة و التنمية البشرية هى وسيلة و غاية فى نفس الوقت فزيادة خيارات البشر هدف فى حد ذاتها و أيضا و سيلة لمزيد من إثراء حياتهم و مجتماعتهم و لا يجب الخلط بين التنمية البشرية و تنمية الموارد البشرية فالأخيرة تختص بشق زيادة الإمكانيات فقط و ليس إستخدامها و الموارد البشرية ننظر للإنسان كأداه ووسيلة وليس كغاية و مراد

 

س٧ـ ما مدى ثقة الجمهور بعلم التنمية البشرية و لماذا هناك لدى الكثير من الناس حول قدرة التنمية البشرية على إحداث تغيير فى العالم فالبعض يراها أنها الخلاص للبشرية من همومها و البعض الآخر لا يراها كذلك فما هى المعوقات التى تواجه علم التنمية البشرية و القائمين على تدريب هذا العلم ؟

 

ج٧ـ بينما أعرف أن هناك قدر كبير من الدراسة و الخبرة للمتطلبات ووسائل التنمية البشرية لست على نفس  القدر من المعرفة يسمو بالموضوع إلى مستوى العلم نظرا لأنه هناك العديد من المتغيرات التى تؤثر على التنمية البشرية من خصوصيات الدولة المعنية إلى المشكلات التى تواجها إلى المحددات أمام صانع القرارإلى آخره وإذا نظرنا اإلى التاريخ الحديث نجد أن الدول التى سلكت طريق التنمية البشرية من خلال الأستثمار فى التعليم و الصحة ثم ذلك الحواجز و المعوقات فى زيادة التشغيل و العمالة تلك الدول مثل دول شرق آسيا نجحت فى زيادة خيارات مواطنيها و الوصول إلى قدر كبير من التقدم و لكن التحديات التى تواجه تفعيل مفهوم التنمية البشرية و هى تحديات سياسية فى المقام الأول فابنسبة للصناع القرار كثيرا ما يكون العائد من إستثمارهم فى التنمية البشرية قد يفيد قطاعات من المجتمع مثل الطبقات الفقيرة ليس لها نفوذ سياسى كافى و بالتالى يفضل السياسيون صانعوا القرار إفادة طبقات مجتمعية أكثر تأثيرا مثل النخب و الطبقات الوسطى بما يتعارض مع توجه التنمية البشرية الذى يعطى أولوية لزيادة المساواة و العدالة الأجتماعية و أخيرايظل هناك تحدى تفصيل الخبرة و المعرفة فى التنمية البشرية من الستوى العالمى إلى المستوى القطرى نظرا لخصوصيات كل دولة

 

س٨ـ ما هو دور الأمم المتحدة فى التنمية البشرية و هل تقوم هيئة الأمم المتحدة بدور فعال فى هذه التنمية و ما هى الإنجازات التى قامت بها هيئة الأمم المتحدة حتى الآن فى هذا المجال ؟

 

ج٨ـ للأمم المتحدة أدوار متعددة الجوانب فيما يختص بالتنمية البشرية لا يسع الوقت للتعرض لهم كلهم و لكن أختصارا من الجوانب الهامة لدور الأمم المتحدة دعم الدول الأعضاء فى تقديم الأتفاقات الدولية التى تحدد القيم و الأعراف و الألتزامات الخاصة بحقوق الإنسان و التنمية و كثيرا ماتطرح إيضا أهداف التنمية كأهداف الألفية فهذا الدور فى وضع المواثيق و الأعراف دور فى منتهي الأهمية يتجسد بأكثر من ٨٠ معاهدة و أعلان عن حقوق الإنسان بما فيها من مجال عمل العهد الدولى للقضاء على أشكال التميز ضد المرأة وأيضا إعلان (               ) ثم تقوم أيضا منظومة الأمم المتحدة بدور عملى فى دعم و مساعدة الدول الأعضاء فى تفعيل تلك المنظومة من المواثيق و الأعراف و على سبيل المثال تقوم الأمم المتحدة كل يوم بمحاربة الفقر من خلال مساعدة ٣٧٠ مليون فى المناطق الريفية و دعم الصحة الأنجابية بما ينقذ أكثر من ٣٠ مليون إمرأة كل عام و توفير الغذاء ل٩٠ مليون نسمة فى ٩٥ دولة و تعبئة أكثر من ١٢٥٠ بليون دولار سنويا و دعم الدول لتحقيق أهداف الألفية أو تفعيل ما أتفق عليه فى بيجين بشأن كل تلك أمثلة دور الأمم المتحدة أو عمليات الأمم المتحدة (operational )

رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق