حوارات
حوار صريح مع الدكتور/ أحمد دويدار إمام المركز الأسلامى بوسط منهاتن – أجري الحوار / أمجد مكي / 2013
– يجب ان يفرق الناس بين أهل العلم ولاتطلب الفتوي الا من الفقيه العالم …
– الاصل في الإسلام هو الصلح ولكن …
– السياسة عمل بشرى مرتبط بالزمان و المكان و مرتبط بروئ الرجال فى بعض المواقف التى يعتبر الزمان و المكان من العوامل الرئيسية فيها أما الدين هو ثابت ثبوت التوحيد و ثبوتة أيماننا بأن الله واحد
- إذا ما جعلنا المساجد مجالا لإطروحات السياسة لتحولت المساجد ألى ساحات من الخصومة
– تحويل المساجد إلى ساحات حرب حزبية تؤدى ألى فتن و الفتن منهية عنها فى الأسلام .
– ليس كل التهم التى تلقى على الأسلام صادرة عن فهم حقيقى بالأسلام لماذا لأنه يجب على كل عاقل فى هذه الدنيا أن يفرق بين الدين و أتباعه.
– و يجب أن يعلم الناس أن ليست كل المظاهرات تعبير عن الرأى بل هى فى بعض الأحيان مصلحة لدخول بعض الناس الذين لا هم لهم إلا تفريق المجتمعات
– لابد أن تكون للدولة هيبة .
– الأقتتال عى الهوية و على المذهبية هذا نوع من الطرف المذهبى الشيطانى الذى يغرى الناس بالأختلاف إلى حد التكفير و الكراهية و التصفية العرقية
– لا أستطيع أن أحمل الشيطان كل مساوئ و ذنوبى و لا أستطيع أن أحمل حتى أعدائى حماقاتى و تقصيرى فى حق نفسى و ذاتى و لا أستطيع أيضا من خلال تلك النظرة المتوازنة أن أعزل المفهوم الذى لا يخفى على الدنيا كلها إن هناك من يتربص للأمة الإسلامية و العربية .
– ( حوار أهل الدين ) و ليس حوار الأديان .. لماذا لأن الذى يتحاور هو الإنسان و ليست الأديان .
– تأثرت بفضيلة الشيخ محمد الغزالى و تأثرت أيضا فى طريق العرض بفضيلة الشيخ محمد متولى الشعوارى ..
و من المملك العربية السعودية تأثرت بالشيخ عائض القرنى و فضيلة الشيخ سلمان العودة و أيضا تأثرت بالدكتور عبد الكبير العلوى المدغرى و كان وزير أوقاف مغربى سابق .
– أنا أمارس كرة القدم كهواية بأنتظام و تقريبا محترف تنس طاولة و أحب زيارة المتاحف .
مقدمة :
من لا يذكر الناس …. لا يذكر الله … فالذين تعاملوا و تعرفوا عن قرب مع الإمام الشيخ / أحمد دويدار يقدرون فيه قدرته على التعامل بواقعية و مهنية و موضوعية مع المجتمع العالمى فالأسلام دين عام شامل صالح لكل زمان و مكان لكننا نحن المسلمين لسنا جميعا على قدر من الدراية أو المعرفة بأن نقوم بهذا الدور ليرانا الآخر و ليحكم علينا حكما صحيحا …
و الإمام دويدار ليس صورة تقليدية لمن تعودنا أن نتعامل معهم فقد إختار أن يمارس الدعوة فى أمريكا و وقف أمام البيت الأبيض معلنا سماحة الأسلام فى وجه العالم و منذ خطابه الشهير أمام الرئيس السابق جورج دبليو بوش و كوفى آنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بعد شهرين لتأبين الضحايا فى الهجمات الأرهابية التى ضربت نيويورك و واشنطون ٢٠٠١ ولا يزال الدكتور/ دويدار إمام المركز الأسلامى بمنهاتن و المحاضر فى جامعة هارنفورد الأمريكية على ذات النهج و النشاط فى توضيح ( سماحة الأسلام ) لكل من يزور المركز الأسلامى بوسط منهاتن معلنا بكل ثقة أن الدين الأسلامى هو دين السماحة و الحب و المودة و بحسب جاليات عربية يعيشوا بنيويورك يعتبر مسجد وسط منهاتن الذى يشرف عليه الشيخ دويدار الأشهر فى مقاطعات نيويورك الخمس و هى بروكلين و كوينز و مانهاتن و ستاتن أيلاند و برونكس .
و المركز الأسلامى يقع فى مركز متوسط على بعد خطوات من حى بارك أفينيو موطن الأثرياء و حديقة سنترال بارك و حى المسارح فى بروداوى و يتكون المسجد من خمسة آدوار و يسع إليه نحو ألف مصلى فى يوم الجمعة و قال الدكتور دويدار أن منهجه الدعوى يعتمد على الوسطية الذى هو من الوسط ( الواقع بين الطرفين ) المضاد للطرف و فى القرآن الكريم :
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُوْنُوْا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُوْنَ الرَّسُوْلُ عَلَيْكُمْ شَهِيْدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِيْ كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُوْلَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيْرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِيْنَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيْعَ إِيْمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوْفٌ رَحِيْمٌ.
و لقد إستطاع الإمام أحمد دويدار أن يكسب عقول الذين يعرفوه و نحن فى هذا النطاق نود أن نقدمه للقارئ العربى لنستفيد من تجربته و نتعرف على الظروف التى تتطلب ممن هو فى مكانته الشخصية أو الأجتماعيةأن يكون لهم نفس الدور المؤثر و الفاعل و الداعى إلى الخير بأسلوب مقبول و مهضوم للمجتمع الذى يعيش فيه .
كثيرا هى المواقف و التحديات التى وقف فيها الإمام دويدار رمزا للإسلام المعتدل مساعدا للآخرين و مقدما لهم النصح و الجريدة تعتز بأن تتيح للقارئ العربى الفرصة للإطلاع على هذا الحوار و اللقاء المتميز مع الدكتور / أحمد دويدار
و من المعروف أن القرآن حالة متكاملة من اللغة و الفهم و الصوت و إذا كانوا هؤلاء الثلاثة غير موجودين فهناك شئ ناقص و من المعروف أن الشيخ دويدار يعرف عنه أن صوته من أجمل الأصوات فى التلاوة و حاصل على المركز الأول فى العالم فى التلاوة عام ١٩٩٨ في الحفظ و التلاوة .
وإليكم نص الحوار :
س١ـ فضيلة الشيخ دويدار له علاقات متميزة مع أصحاب الديانات الأخرى و لك معهم حوارات و سجالات هل لا حدثتنا عن ذلك ؟
ج١ـ نعم فى حقيقة الأمر أن إيمانى بهذا العمل ينطلق من قوله تعالى فى سورة الشورى شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ
فمنهجيا فى الاسلام الدين واحد و الرب واحد الذى أرسل الرسل فلقد أرسلهم على فترة من الزمان لكى يتناسب كل زمان مع رسوله و مع القوم الذين يرسل إليهم الرسول و لذلك أنا أنطلق من قاعدة أن الله واحد و أن الذين واحد و أن الناس جميعا مخاطبون فى القرآن لقوله تعالى ( يا أيها الناس .. يا أيها الأنسان .. يا أيها الذين آمنوا .. يا بنى آدم )
ولا يوجد فى القرآن آيه واحدة تقول ياأيها المسلمون و لذلك قوله تعالى لتعارفوا يحتم علينا أن يتقدم بعضنا إلى الآخر بيد المصافحة و التعارف و الحوار أعمالا لشريعة الله فى هذا الكون و أعمالا لحكمة الله فى هذا الكون و الذى لا يؤمن بهذا الإختلاف هو يعطل هذه السنة الكونية التى ما أراد الله غيرها و لو أراد غيرها لخلقنا كلنا أمة واحدة و هكذا يقول الله تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
ولذلك خلقهم يقول المفسرون أن حكمة الخلق إقتضت الإختلاف و لهذا أوجب التعارف ووجب الحوار من أجل إيجاد وسيلة غعيش مشتركة
س٢ـ يعتقد البعض أن شخصية الإمام أو الداعية فضلا عن جدارته العلمية يحتاج شئ لا غنى عنه لنجاحه و قدرته على التأثير على الناس منها على سبيل المثال الكاريزما الشخصية نود معرفة وجهة نظركم فى هذا السياق ؟
ج٢ـ أنا أؤمن بأنه الأنسان مجموعة من الطاقات إذا غلبت عليها الطاقة الأيجابية أصبحت شخصيته شخصية جاذبة للناس صالحة لأن تتواصل و جديرة بأن يأخذ و يعطى معها مع الناس و الجماهير و هذه الطاقات الإيجابية أعمدتها الرئيسية الصدق و الأخلاق لأن الناس لا تتواصل مع الكذابين و أعتقد أيضا أن هذا أيضا منحة من الله سبحانه و تعالى و أعتقد أيضا أنها داخلية ناطقة بالخير على صفحة الوجه و اللسان
س٣ـ ترى الناس فى موضوع الفتاوى و عدم معقولية البعض منها و ربما ساعدت بعض وسائل الأعلام عن قصد أو بدون قصد بأن تهتز صورة أصحاب الفتاوى فحتى نعود لمساحة الأحترام و التقدير لأصحاب الفتاوى فماذا يمكن لنا النصح فى هذا السياق ؟
ج٣ـ أولا أنصح نفسى و أنصح من يتعرض للعمل الدعوى لأن نفرق بين الدعوة و العظة …و التى تتحدث فى الرقائق لترقيق القلوب و تقريب الناس من الرحمن طمعا فى الجيلان و بين الفقيه و بين المفتى و بين القارئ و بين المحدث و بين العالم اللغوى المفسر… فكل هؤلاء يختلفون عن بعضهم فى القدرات و فى المرجعيات الدراسية و لذلك وجب التنويه للناس أن هذا اللقب الذى يحصل عليه بعض الناس من أهل العلم ليس له ميزان عند المتخصصين فمثلا فى القرى كلمة شيخ تطلق على حافظ القرآن أو الذى يقرأ القرآن فى المناسبات الدينية و لكنه قد يكون حافظا للقرآن و لكنهه غير مؤهلا للفتوى على الأطلاق و بعض أهل العلم يتميزون بالعظى فهو واعظ تهتز له المنابر و تمتلئ الساحات حين يتكلم و حين يتحدث يصمت الناس و كأنه على رؤسهم الطير و لكنه إن جاء فى الفتوى جاء هزيلا و جاء ضعيفا وربما يحدث فتنا لا أول لها ولا آخر فعادة الناس تعجب بالواعظ لأنهم يرققون القلوب و يستجلبون الدمعة من الأعين و لهذا يرتبط الناس عاطفيا بالواعظ لأن القلب أضعف المناطق فى الوجود الأنسانى سهلا ما تستميله و بذلك أضرب مثلا بفضيلة الشيخ الغزالى رحمة الله كان كاتبا من الطراز الأول و متحدثا من الطراز السابع أو العاشر حين يكتب لا يصمد أمامه قلما آخر .
و المثل الآخر فضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله حين يتكلم يصمت الكل و لكنه حين يكتب لا يجد القلم يطاوعه فيكتب له الآخرين فهذا الكلام لا أقوله من عندى و لكنه معروف فى العامة و الخاصة فيجب أن يفرق الناس فى أهل العلم ولا تطلب الفتوى إلا من الفقيه العالم و الله أعلم
س٤ـ تشهد الجالية المصرية فى الوقت الحالى خاصة بعد ثورتى ٢٥ يناير و ٣٠ يونيه تشهد حالة من الأستقطاب الشديد فيما بين أبناء الجالية ما هو السبيل لحدوث تقارب أو تقليل هذا الأستقطاب بطريقة أو بأخرى بين أبناء الجالية المصرية فى الولايات المتحدة فى رأيك ؟
ج٤ـ السبيل هو الوجوع للأصل و الأصل عندى هو كتاب الله و سنة رسوله و عمل الصحابة الكرام فالله سبحانه و تعالى يقول قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
و الله سبحانه و تعالى يعلمنا أن الدنيا زائلة و لو كانت تساوى عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر فيها شربة ماء
و الأصل عندى ما فعله سيدنا على بن أبى طالب حيث قال لسيدنا معاوية وصاحبه و كلاهما سيدان و من المفارقات الغريبة فى التاريخ الأسلامى أن يكون المتقاتلان سيدان و لكنهما سيدان بالنسبة لنا جميعا حتى و إن إفترقا فى أعين الله سبحانه و تعالى
فقد قال سيدنا على بن أبى طالب لسيدنا معاوية ( لك الدنيا و لنا الآخرى و حقن الدماء قد يختلف البعض مع ذلك الطرح لا مانع و لكن الأصل عندى حقن الدماء بأى طريقة لأن الأصل هو حرمة الدم نسأل الله سبحانه و تعالى أن يحقن دماء المسلمين و الأصل عندى أيضا أن الأعداء يجلسون فى نهاية الأمر على طاولة المفاوضات لكى يحاولون البحث عن مخرج مشترك .. فما بالنا بأن العدالة ليست هما الأصل بينما الأصل هو الأخوة إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخوانكم و انا أقول أن هذه الجالية لازال فيها الخير الكثير الذى لم يكشف النقاب عنه بعد .. و أرى فيها معادن رجالا طيبين لم تتح الفرصة بعد لكى يعملوا هذا المعدن فى مكانه المطلوب ولا زال عندى أن الأصل فى الأسلام هو الصلح هو إيجاد وسيلة للأصلاح و عدم إقتحام الروئ الشخصية فأن الفقه حتى فى العمل الفقهى الأختلاف وارد لأنه عمل بشرى أما الشريعة فهى محض نزيلا من الله سبحانه و تعالى و لذلك يقول أهل العلم من أساتذتنا إن الفقه قد يتغير بتغير الزمان و المكان لأن الفقه معناه فهم الأنسان للدين بالضرورة أما المساحة التى حكمها الله سبحانه و تعالى بأحكام ثابتة و هذا ما يعرف فى علم الأصول فلا خلاف فيها فلا يستطيع أحد أن يقول أن العشاء خمس ركعات و لكن قد يختلف إثنين من العلماء فى فتوى من الفتاوى التى تخرج من المعلوم من الدين بالضرورة لا حرج فى ذلك فأن الأختلاف رحمة و لذلك خلقنا الله سبحانه و تعالى و أقول و أكرر أن السياسة عمل بشرى مرتبط بالزمان و المكان و مرتبط بروئ الرجال فى بعض المواقف التى يعتبر الزمان و المكان من العوامل الرئيسية فيها أما الدين هو ثابت ثبوت التوحيد و ثبوتة أيماننا بأن الله واحد و تنزيله واحد و كلامه واحد إما السياسة عملهم عمل بشرى قد يخطئون و قد يصيبون و الله علم
س٥ـ كان هناك أسباب لربط الدين بالسياسة أيام النبى صلى الله عليه و سلم و كان هناك ضرورة و أسباب لذلك الربط و دوافعه و لكن هناك مساجد فى الولايات المتحدة و معروفة أن هذه المساجد للعبادة فقط لوحظ فى الفترة الأخيرة خاصة بعد ثورتى مصر أن هناك بعض أئمة المساجد يحاولوا أن يروجوا لفكر سياسى معين ماذا تقول فضيلة الشيخ فى هذا السياق ؟
ج٥ـ أولا لابد أن أؤكد أن هذا الأقتحام يحتوى على خطورة من أوجه متعددة بعضها شرعى و بعضها قانونى فأما الجانب الشرعى كما قلت مرة أخرى أن الأمور السياسية عمل نسبى قد يتفق عليه أو يختلف عليه البعض و إذا ما جعلنا المساجد مجالا لإطروحات السياسة لتحولت المساجد ألى ساحات من الخصومة و لكن قد يقول قائل يجب على الإمام أن يدعى الناس بالحلال و الحرام أقول نعم هو يقول ما قاله الله سبحانه و تعالى إجمالا و يقول ما قاله الله سبحانه و تعالى فى الحلال و الحرام كما ذكرته السنة النبوية بدون أن يسقط قياسه الشخصي فى أمورا نسبية لأنه بذلك يؤثر على الناس و قد يختلف معه الآخرين و يتجاذبون أطراف الحديث و من هنا تحدث الفتنة التى أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نبتعد عنها و قال لنا أن االماشى إلينا خيرا من الراكب و الواقف خيرا من الأثنين و الذى دخل داره و أغلق عليه بابه خيرا من الجميع هذا من الناحية الشرعية .
و من الناحية القانونية يحتوى هذا التعرف على خطورة قد تغرى بعض الناس بأن يطالبوا هؤلاء الناس الذينن يحولون المساجد ألى ساحات حزبية بأن يطالبونهم بأن يتنازلوا عن أماكنهم أو الرخصة الخاصة بالمسجد لأنه المفترض أن المسجد الذى ينتمى إلى Non profit orginzation أو غير هادف للتربح فى القانون الأمريكى يجب أن يكون أبوابه مفتوحة للجميع و يجب أن يكون العمل فى المنظمات الخيرية بعيدا عن الأنتماء السياسى و هذا بنص القانون
لا يعقل أن يتم جمع الأموال لإنشاء مساجد للناس كافة ثم تتحول بعد فترة بسبب ضيق الوقت عند معظم أفراد الناس و بالتالى هم لا يريدون التدخل بسبب الضيق فينتهز الفرصة من لديه الوقت ليسيطر على الأمر وليحوله إلى مكان حزبى أفكاره و أهدافه و طموحاته السياسية هذا الأمر يحتوى على مخاطر شرعية و مخاطر قانونية و لكن أؤكد مرة أخرى هذا ليس له علاقة بتباين الحلال من الحرام و لكنه ما أقوله هو تحويل المساجد إلى ساحات حرب حزبية تؤدى ألى فتن و الفتن منهية عنها فى الأسلام
س٦ـ كثر الكلام هذه الأيام على أن الدين الأسلامى دين عنف و يدعو للقتل و للأسف سهل من هذه الأقاويل العديد من الجماعات المتطرفة سهلت من رواج هذا المفهوم لدى الغرب فما هو الدور التنويرى فى إيصال الرسالة للعالم أجمع بأن الدين الأسلامى دين أعتدال كيف نغير هذا المفهوم و ما هو دور الأئمة و الدعاة فى هذا الموضوع ؟
ج٦ـ ليس كل التهم التى تلقى على الأسلام صادرة عن فهم حقيقى بالأسلام لماذا لأنه يجب على كل عاقل فى هذه الدنيا أن يفرق بين الدين و أتباعه بمعنى أن الدين الأسلامى فى سماحته كتنزيل صافى من الله سبحانه و تعالى العليم الحكيم لا يمكن أن يعتديه النقص أو التشويه أو التحريف و بالتالى لا يمكن أن يكون الخطاب الإلهى عبر الإسلام فيه ما يشير رب الدين أما أن يفهم بعض أتباع الدين أى دين فهمهم الخاص الذى تارة يقترب من الصواب و تارة يبتعد عنه و بقدر ما نقترب من الصواب أو يبتعدون عنه تكن الفتن و يكن التحريف و يكن التشويه…
و لكن يجب أن نقول فى هذا الصدد أيضا أن بعض المستشرقين من الذين درسوا الأسلام إنقسموا فى هذا الصدد إلى ثلاثة أقسام القسم الأول كان يدخل على الدراسات الأسلامية بقلب مفتوح يريد أن يفهم و يدرس و يعى و يحلل و يستنبط النتائج المحايدة العادلة السمحة و القسم الثانى .. اختلط عليه الأمر فخلط بين الجيد و السيئ و بين ما هو غث و بين ما هو ثمين و تارة يكون مصيبا و تارة أخرى يكون مخطئا فى تحليله و نتائجه و تارة يختلط عليه الأمر فيخرج فهما مشوها يشوه به عقول الناس و يتعامل به على سماحة الأسلام التى أرادها الله صافية نزيهة و القسم الثالث دخل عليه بكراهيه مطلقة و حقد أصيل فلم يفهم و لم يشرح و ضل و أضل و ذلك ينطبق عليه قول الله سبحانه و تعالى وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (44)
و أنا أقصد أن أقول أن الأجابة الموضوعية تقتضى الحرفية فى الأجابة فلا يجب أن نلقى التهم جزافا فنقول مثلا أن كل الغرب حاقد و كاره للإسلام هذا ليس حقيقى ولا يجب أيضا أن نقول أن كل المسلمين كلهم معتدلون و أصحاب رأى سديد و سليم فالحقيقة أيضا ليس كذلك
س٧ـ كثرت أعمال العنف و القتل فى مصر للأسف فى الآونة الأخيرة و سقط العديد من الضحايا من المصريين و إقترح البعض أن يكون هناك حوار سياسى مع الجهات التى تقوم بهذه الأعمال و عارض البعض الآخر ذلك الاتجاه و طالب بتطبيق الحل الأمنى فقط على هؤلاء ممن يقومون بتلك الأعمال … فضيلة الشيخ دويدار مع أى إتجاه ؟
ج٧ـ لا ينكر عاقل ولا يستطيع أن يرفض مؤمن صادق النية و طاهر القلب مبادرات الصلح فالصلح خير كما يقول الله سبحانه و تعالى ( و أحضرت الأنفس الشح ) و يقول المفسرون أن شح النفوس هو الذى يرفض الصلح فلا يرفض أبدا ذكى القلب صافى النية نقى السريرة حقن دماء المسلمين و لكن يجب أن نأخذ فى الأعتبار أيضا أن هؤلاء الذين تورطوا فى الدماء لا حل لهم إلا القصاص أو العفو فلابد أن تكون للدولة هيبة ولابد أن يكون للشعب كرامة فالشعب حصانته أن يكون مكرما كما إرتضى الله لبنى الإنسان أن يكونوا مكرمين ( و لقد كرمنا بنى آدم ) و أن يتم أعمال القانون على الصغير و الكبير لكى تكتسب هيبة و مصداقية و لذلك الإيمان وحده بدون عدالة و الهيبة لا قيمة لها لإقامة النظام و لهذا يقول الإمام بن تميمة و الذى يحبه الكثيرون من المتشددين نسبيا و الرجل برئ من ذلك يقول الإمام نصر الله الدولة العادلة الكافر أهلها و هزم الله الدولة الظالمة المؤمن أهلها فلابد أن يكون هيبة لكى لا تتحول المجتمعات لفوضى و خراب ، و يجب أن يلتزم الناس بالقانون و يجب أن يعلم الناس أن ليست كل المظاهرات تعبير عن الرأى بل هى فى بعض الأحيان مصلحة لدخول بعض الناس الذين لا هم لهم إلا تفريق المجتمعات و شيوع الفوضى و الخراب ولا أقول ذلك بأن نمنع الناس بآن يتحدثوا فى أمر دنياهم و فى أمر ساستهم و حكومتهم بل دائما الرأى يسمع و دائما القول يقال بالحكمة و الموعظة الحسنة و إنا بقولها دائما أن تكميم الأفواه و عدم السماح بالرأى و الرأى الآخر يذكى الفتن و الأضطرابات و يحول النشاطات ألى ما تحت الأرض بدلا من فوق الأرض
س٨ـ هل فضيلتك من أنصار وجهة نظرية المؤامرة الذى يحدث على الأرض فى منطقتنا العربية من إقتتال و فتنة طائفية بين أنصار الدين الواحد و أنصار الديانات الأخرى لم تكن يوما من طبيعة الناس فهل نظرية المؤامرة وإرادة أم أنه إستعداد داخلى من الشعوب العربية و كيف ترى حال الأمة الأسلامية من الهوان و الضعف و ما هو أسباب التشتت و الهوان الذى يعيش فيه هل هذا ما فعلناه بأيدينا أم نحن دائما ضحية كما نقول ؟
ج٨ـ الأمر لا يستقيم إلا بالنظرية المتوازنة فلا أستطيع أن أقول أن الأمر كله مؤامرة و ألا أسقط من حساباتى الهمة و الأرادة الشخصية الأنسانية للمرء و الفرد والله سبحانه و تعالى سيحاسبنا يوم القيامة و يقول الله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فلا أستطيع أن أحمل الشيطان كل مساوئ و ذنوبى و لا أستطيع أن أحمل حتى أعدائى حماقاتى و تقصيرى فى حق نفسى و ذاتى و لا أستطيع أيضا من خلال تلك النظرة المتوازنة أن أعزل المفهوم الذى لا يخفى على الدنيا كلها إن هناك من يتربص للأمة الإسلامية و العربية و تحاك لهم الشرور لكنى لا أعطيه أكثر من حجمه لأنى كما قلت المرض حينما يهاجم الأجسام ينجح فى الأجسام الضعيفة و يفترسها أما حين يهاجم الأجسام التى أعتادت على الأخذ بالأسباب فغالبا ما تهزمه هذه الأجسام الصحيحة .
و لهذا تعلمنا السنة النبوية الشريفة أن الإبتلاءات و المحن التى يصاب بها المرء المؤمن فى حياته لابد أن يأخذها على محمل التطعيم فهى تطعمه بالأمراض و الفتن و البلاية المستقبلية و أستعيد هنا الكلمة التى تقول الضربة التى لا تقتلنى تقوينى فيجب أن يمسك الناس بحبل الله سبحانه و تعالى و قيم الدين المتسامحة فى كل الأديان و أن يحاول أن يلتقوا إلى مشروع ينهض بمجتماعتهم و العمل الدؤوب الناجح لأن مثلنا كمثل قوما ركبوا سفينة بعضهم فى الأسفل و البعض الآخر فى الأعلى .. فهم بعض من فى الأسفلها أن يخرقوا فيها خرقة فقال بعض الناس فى الأعلى إتركوهم و شأنهم فقال لهم أناسا العقل ميزانهم أن تركتموهم هلكوا و هلكنا جميعا فلا يجب أبدا أن نترك المجتمعات للمخربين و الفاسدين و أصحاب التفسيرات المنحرفة الصالة و لا يجب أن نترك المجتمعات عبثا فى أيدى أعداءها و أن يثبت الناس من نشاطهم و عزائهم على أساس أنه ليس فى الأمكان أبدع مما كان و أن العدو هو الذى يخلق المؤامرات ولا سبيل لنا به و أن كل ما يحدث لنا من مكروهات هو من صنع أعدائنا فذلكم من شأنه فتور الهمة و العزيمة و بالتالى الخراب للكل و يجب أن ننهض جميعا على قلب رجلا واحد بؤيمان صادق و عزم أكيد و قلوب ملؤها المحبة و الأصلاح و الخير بدون إقصاء للجميع كى ننهص جميعا بمجتمعاتنا العربية و الأسلامية
س٩ـ لاحظنا وجود سيادتكم فى مؤتمر أتحاد مسلمى أمريكا حيث كان هذا الحضور لكم له أثر إيجابى جيدا جدا رغم أنه كان هناك غيابات من بعض الدعاه الأئمة حيث كان لهم موقف معين تعزيزا لرؤية إتجاه معين فى مصر و هناك وجهة نظر تقول أنهم أخطأوا بعدم الحضور و للأسف أعطوا صورة سلبية هل ترى بأن مثل هذه التصرفات تشكل مظهرا إيجابيا أم سلبيا ؟
ج٩:أولا أنا أسأل نفسى و أسأل الكل ما هى معيار الجلسات الطيبة فى نظر الأسلام هى كالآتى :
أن يجتمع الناس على خير و على هدف نبيل أن يجتمع الناس حتى مع بعض الذين يختلفون معهم لأيجاد وسيلة للفهم أو إيجاد وسيلة للعيش أو أن تمتد الأيدى لتصافح و تبتهل لله سبحانه و تعالى أن ينير الطريق للجميع أو يتعارف الناس مع بعض المسؤولين على الأرض التى نعيش عليها تقاربا و فهما لروح المواطنة كمسلمين يتمتعون بجنسية هذا البلد الذى فيه من الخير الكثير يعملون معهم فيما يصلح أمر الدين و الدنيا و فيما يصلح أمر المعاش..
و فيما يقرب وجهات النظر و فيما تفيم جسور التفاهم بين المجتمعات و مسؤولى هذه المجتمعات أين الشر فى ذلك ؟ ذلك كله خير ؟ من يمنع عن هذا ما هى حجته وما هو كلامه أمام الله سبحانه وتعالى و لكن أن كان فى إجتهاده نصيبا من خير أسأل الله سبحانه و تعالى أن يعطيه من نيته و عموما لكل مجتهد نصيب و كما قلت مثل هذه المواقف نسبية قد يكيفها البعض بصواب و قد يكيفها البعض بالخطأ و لكن حين تكون النوايا حسنة يكون دائما الثواب حتى و إن كان الإجتهاد خطأ و أسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعل أجتهادى فى ذلك صوابا و أن يجعل إجتهاد غيرى فيما إختلف فى تلك النظرة صوابا نسبيا بالنسبة له يؤجره الله عليه رغم أنى أرى أن الحضور كل خير .
س١٠ـ نحن نعرف أن المسلمين أخوة فى السراء و الضراء فكيف نفسر للغرب هذه المعانى التى خرجنا و توحدنا عنها فإمام مسجد و داعية إسلامى وقف معه إتحاد مسلمى أمريكا بكل الجهود المعنوية و المادية لدعم قضيته الشخصية كيف يكون وجهة النظر الخاصة بأتجاه سياسى معين عائقا و حائط صد له و لآخرين عن الظهور بالمظهر الذى تعودنا عليه من مسلمى أمريكا ؟
ج١٠ـ أولا أنا أربأ بأهل الدعوة و العلم و أصحاب الفضل أن تتأخر علاقاتهم الإنسانية بالمواقف السياسية فكما قلت أنه أن السياسة عمل نسبى تعتريه الخطأ و الصواب و إذا كان هناك أمور كما قلت أيضا ليست فيها نسبية كالدماء يحاسب من تورط فى الدماء من كل الأطراف فلا جدال فى ذلك و لكن أن تتأثر العلاقات الإنسانية و الشخصية أما أن يتأثر أهل العلم أو الفضل تتأثر علاقاتهم الأخوية ببعضهم لبعض على حساب مصالح المجتمعات فأنا لا أرى خير فى ذلك و أضرب مثلا واقعيا هناك عمل مشترك يتفق عليه الجميع أن التواصل مع مسؤلى هذا البلد لجلب الخير لأبناء الجالية هو عمل نبيل هل يجادل فى ذلك أحد ؟ و إذا كان هذا عمل نشترك فيه جميعا فى تقيمه على أنه شئ إيجابى و أنا أختلف مع الأستاذ/ أمجد مكى الذى هو من أعمدة هذا العمل فقررت ألا أشترك فى هذا العمل لأنى أختلف معك فى وجهة نظر سياسية أو أجتماعية هل نخسر أو نكسب بهذا الإختلاف ذلك هو المثل الذى أضربه فحينما إجتمعنا فى يوم مؤتمر إتحاد مسلمى أمريكا كان هذا لإقامة هذا الحوار بين الجالية و بين المسؤولين و لكى تكون هناك الفرصة لتعارف الناس و إذكاء روح المحبة و التعاون فإذا تغيبنا عن هذا العمل هل من تغيب خسر شخصا بعينه هو من إختلف معه ؟ أم خسر كل العمل النبيل و كل أفراد العمل النبيل و كل الأهداف المطلوبة لهذا العمل الذى يكون نادرا ما يجتمع عليه الناس بهذا الحجم سنويا ناهيك أن الغياب يذكى المشاعر السلبية و أصل من أصول الدين أننا نحاول أن نميت المشاعر السلبية و نحى المشاعر الإيجابية و ذلك أيضا من أساسيات الدين يقول الله سبحانه و تعالى فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
و أكرر مرة أخرى أن الدنيا و الحياة و سجالاتها و معاركها لا تنتهى عند حد معين أو مناسبة معينة أو موقف واحده فالدنيا متغيرة فلابد أن نترك الأبواب مفتوحة لإنه فى آخر المطاف يجلس الناس جميعا مرة أخرى لكى يقتسموا وسائل العيش و التفاهم المشترك .
س١٠ـ لديك نموذج للأنسانية فلديك سكرتير قائم بأعمال المسجد شخصية كان تابع لإحد الديانات الأخرى و إهتدى للإسلام و يقدم العديد من الخدمات لرواد المسجد منذ حوالى ٢٥ سنة ماذا تقول عن هذه التجربة ؟
ج١٠ـ أقول عنها أسوتى فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن الإسلام يدخل فيه المرء تكن هى هويته هو دينه و منهاجه و حياته و بالتالى تتلاشى فكرة القبلية و فكرة العصبية ولا يحضر فى المشهد سوى بطل واحد هو الدين و هؤلاء هم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين حملوا رايات الإسلام نورا يشعل التاريخ حضارة و علما و نماءا لقد نشأؤا فى المجتمعات الجاهلية و إقترفوا من عادات الجاهلية ما إقترفوا وما هو معلوم للكافة و حين أسلموا و إكتنفهم الإسلام بنوره ورحمته و علمه أنتجوا للدنيا نماذج بشريه قادت العالم للنور و الخير و السلام
س١١ـ الأقتتال الحادث على أرض العراق بين السنة و الشيعة ما هو رأى سيادتكم فى دوافغه و كيف يمكن التعامل معه ؟
ج١١ـ هذا عمل الشيطان لأن الأقتتال عى الهوية و على المذهبية هذا نوع من الطرف المذهبى الشيطانى الذى يغرى الناس بالأختلاف إلى حد التكفير و الكراهية و التصفية العرقية و ذلك من عمل الشيطان يجب أن يعلم الناس جميعا أنهم موقوفون أمام الله سبحانه و تعالى أمام الله سواء يوم القيامة و سيحاسب الإنسان فردا أمام الله سبحانه و تعالى و لن يسأله الله سبحانه و تعالى لماذا لم تكره المذهب الآخر و لماذا لم تكره الدين الآخر لن تكن هذه الأسئلة من ورقة الأسئلة يوم القيامة و لن تكون الإجابة أبدا مقبولة إذا قيل لقد كرهته لأنه يختلف عن مذهبى بئس الأجابة و بئس الفهم و الفعل و ذلك من عمل أعداء الأمة الأسلامية الذين لا يريدون لهذه المجتماعات تقدما و حضارة و نماءا
رابعا أن الشريعة الأسلامية فيها وسعت الشريعة أصحاب الأديان الأخرى فى العصور المختلفة للخلافة الإسلامية و كنا نرى أن الخلفاء العباسيين مستشاريهم من أصحاب الأديان الأخرى يتعاملون معهم تعامل مهنى فلا يلزمنى هذا الكسول المتكاسل حتى و لو كان من أهل دينى لا يلزمنى و لكن يلزمنى أن أعلمه و أن أعظه بالموعظة الحسنة و ذلك هو الأسلام و حينما جاءت المرأءة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تسأله عن الرقية لطفلها رقاه رسول الله بالرقية الشرعية و لكنه قال لها إذهبى للحكيم فلان فإنه يطبد و كان هذا الحكيم يهوديا … تلك هى سماحة الأديان مع أهل الأديان الأخرى فما بالنا بأن تكون تلك السماحة كيف يجب أن تكون مع أهل المذاهب فى الدين الواحد يجب أن تكون أكثر تسامحا و أكثر سعة و أكثر رحابة و إلا فإن الخراب سيحل على الجميع و أنا شخصيا إشتركت فى مؤتمر مؤخرا فى مسجد الخوئى فى ضيافة فضيلة الشيخ فاصل السهلام فى حضور الكثير من علماء الشيعة و السنة و كان الكلام كله يدور حول توحيد الكلمة و الصف و أذكاء روح المحبة و العمل فيما هو نحن متفقون فيه و هو لله الحمد أكثر من ٩٥٪ و خلصنا فى نهاية الأمر بأن تتكرر مثل هذه المؤتمرات و قد دعوتهم بنفسى أن يتفضلوا بالحضور فى مسجدنا و نحن جميعا مجتمعين على كلمة واحدة لا إله إلا لله محمد رسول الله صلاتنا واحدة و قبلتنا واحدة و قرآننا واحد و نبينا واحد و سنتنا واحدة و المواطنة واحدة فلما الإختلاف .
س١٣ـ ماذا تقول فضيلتكم فى مسألة الدعوة إلى حوارات الأديان ماذا تقول فى هذا السياق رغم أعتراض البعض عليها و على هذه الفكرة ؟
ج١٢ـ لقد قدمت ورقة بحث منذ ثمانى سنوات فى أحد المؤتمرات ( حوار أهل الدين ) و ليس حوار الأديان أولا لماذا قلت أهل لأن الذى يتحاور هو الإنسان و ليست الأديان و لماذا قلت الدين لأن الدين كما قلت أساسه واحد فأنا أفضل أهل الدين بدلا من الأديان لقوله تعالى شرع لكم من الدين و لم يقل شرع لكم من الأديان و حين قال ذلك ذكر سيدنا نوح و موسى و أبراهيم و سيدنا عيسى و معنى هذا أن كل هؤلاء المعايير الأصلية فى الدين الواحد جاءوا بها و المبادئ الأصلية فى الدين الواحد جاءوا به هو واحدة و لهذا أنا أقول حوار أهل الدين و ليس حوار الأديان
و أيضا أريد إن أضيف أن الله سبحانه و تعالى جعل فى الحوار منهجا فى القرآن الكريم فلقد سمح الله سبحانه و تعالى لكل الكائنات بالتحاور مع بعضها البعض بل و سمح للكائنات أن تتحاور معها و لم يقف عند هذا الحد بل سمح بالحوار مع أشر الكائنات الشريرة هو الشيطان و هو أن يتحاور معه فطلب منه الشيطان أذكى طلب فى التاريخ قال له إعطنى الوقت لأن الوقت أثمن ما فى الوجود قال ربى إنظرنى إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنذرين .
فلم يكن الشيطان مالا ولا جاها و لا نفوذا و لا سلطانا بل طلب الوقت فأعطاه الله الوقت و لكن الله وعد بأن يتبع الشيطان سيكون جاره فى جهنم فيرد الشيطان و يقول ليس لى عليه سلطان و لكن أمرتهم فأتبعونى و لكى يعلمنا الحوار و الحوار أرقى ما إنتجته البشرية كوسيلة للتفاهم و الله أسأل أن يقيم من ذلك دائما بيننا لإقامة حياة كريمة
س١٣ـ هل تأثرت فى بداية مشوارك الدعوى ببعض الشيوخ و الدعاوى ؟
ج١٣ـ تأثرت كثيرا بالإمام إبن حزم حيث كان مغتربا فى بلاد الأندلس و جاء من بلاد بعيدة حيث كان يبحث دائما ما هو لائق و ما هو مواءئم و مناسب بين علمه و بين المجتمعات العديدة التى دخل عليها .
و تأثرت أيضا بفضيلة الشيخ محمد الغزالى و أيضا الإمام أبو حامد الغزالى الفيلسوف و العالم تأثرت أيضا فى طريق العرض بفضيلة الشيخ محمد متولى الشعوارى ..
و من المماكة العربية السعودية تأثرت بالشيخ عائض القرنى و فضيلة الشيخ سلمان العودة و أيضا تأثرت بالدكتور عبد الكبير العلوى المدغرى و كان وزير أوقاف مغربى سابق و هو صاحب الكتاب المهم الناسخ و المنسوخ فى القرآن و أيضا الشيخ عبد الرحمن آل شيخ من المملكة السعودية و كان صديقا عزيزا و تألمت كثيرا لفراقه و فضيلة الشيخ سلطان العلمى من الأمارات العربية المتحدة و العالم الموريتانى الشيخ الشنقيتى
س١٤ـ ما هى هوايات الشيخ دويدار ؟
ج١٤ـ أنا أمارس كرة القدم كهواية بأنتظام و تقريبا محترف تنس طاولة و أحب زيارة المتاحف و القراءة العالمية فى كل الموضوعات و أتابع دائما العلوم الخاصة بالكون .
و ختاما فقد ولد الشيخ دويدار فى مدينة رشيد التى ولد بها و تربى فى كتاب والده الشيخ سيد المدرس بالأزهر و فى هذا الكتاب أتم الشيخ أحمد حفظ القرآن و هو فى سن ١٢ سنة وتحول بعدها من متعلم إلى محفظ أو ( سنيد ) لوالده فى الكتاب و بدأت شهرة الشيخ الصغير تنطلق فى القرية ثم فى القرى المجاورة مما دفعه لأن يدرس القرءات العشر و كذلك التواشيح التى رفعت أسمه للسماء خاصة التواشيح السياسية للشيخ إمام الذى قابله فى أواخر شتاء عام ١٩٩٥ و أشاد بصوته و قال له ( يا أبنى أنت أذنك موسيقية فأحرص على سماع الموسيقى اأن ذلك سيفيدك كثرا فى تلاوة القرآن الكريم و فالفعل أستمع إلى النصيحة و يؤكد أنها أفادته كثيرا ) .
و عندما قلت له ( ولكن هناك من يرى أن سماع الموسيقى حرام ) فجاءة رده بأن ( الموسيقى نوع من الجمال الذى خلقه الله لكى يستمتع به الأنسان فالله جميل يحب الجمال إلى جانب أنها ترقى النفس و الحس فلماذا إذن نحرمها ) و يعترف أن طريق الشهرة كان مرسوما أمامه بالصدفة بعد أن أحيى ليلة فى مأتم بكفر الشيخ بعد تخرجه من الجامعة و كان يسير فى طريق ترابى و كان يفكر بين و بين نفسه أن القرآن لم يخلق لإحياء ليالى العزاء بل لغاية أفضل و كأن الله عز و جل أستجاب لدعائه على حد قوله فى طلب فتاتين من الأسكندرية و هما حفيدتان لرجل أعمال مصر مؤثر فى بروكلين لشرائطه الصوتية و بعدها جاءته دعوة من نفس رجل الأعمال تدعوه لإحياء ليالى رمضان . حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الأسكندرية بتقدير جيد جدا و بعدها أستكمل دراسته العليا ليحصل على الماجستير فى الشريعة الأسلامية و خلال سنوات الدراسة كان الشيخ أحمد يقضى شهر رمضان فى قريته حيث الزواج و ليالى الذكر و التوشيح التى يعشقها فقد تربى على صوت الشيخ شعيشع و عبد الباسط و الطبلاوى بل أن مجله النيوزويك الأمريكية وصفته فى بورتريه رسمته له بأنه خليفة الشيخ شعيشع .
ويعترف ان طريق الشهرة كان مرسوما أمامه بالصدفة بعد ان أحيى ليلة في مأتم بكفر الشيخ بعد تخرجه من الجامعة، وكان يسير في طريق ترابي، وكان يفكر بين وبين نفسه ان القران لم يخلق لإحياء ليالي العزاء بل لغاية افضل، وكأن الله عز وجل استجاب لدعائه على حد قوله، في طلب فتاتين من الاسكندرية وهما حفيدتان لرجل أعمال مصر مؤثر في بروكلين لشرائطه الصوتية، وبعدها جاءته دعوة من نفس رجل الاعمال تدعوه لإحياء ليالي رمضان. حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية بتقدير جيد جدا، وبعدها استكمل دراسته العليا ليحصل على الماجستير في الشريعة الإسلامية، وخلال سنوات الدراسة كان الشيخ أحمد يقضي شهر رمضان في قريته، حيث الرواج وليالي الذكر والتواشيح التي يعشقها، فقد تربى على صوت الشيخ شعيشع وعبد الباسط والطبلاوى، بل ان مجله النيوزويك الأميركية وصفته في بورتريه رسمته له بأنه خليفة الشيخ شعيشع.
فكرة السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لم تكن من أحلام الشيخ دويدار في يوم من الأيام، إلا أنه فوجئ بدعوة من المركز الاسلامى بمدينه نيويورك بعد تخرجه من الجامعة ليصلي بالمسلمين خلال شهر رمضان.
ويصف الشيخ أحمد بداية التجربة قائلاً: «كان الأمر صعبا جدا بالنسبة لي عندما طالبتني إدارة المركز بالبقاء هنا، خاصة وإنني كنت متزوجا حديثا، وبالفعل قررت البقاء، وبدأت أخطط لمستقبلي بشكل مختلف تماما بعد أن شعرت أننى وجدت هدفي أخيرا، وهو خدمة الدعوة خاصة في بلد مثل الولايات المتحدة التي لا يعرف أهلها كثيرا عن الإسلام».
ويكمل الشيخ دويدار حكايته قائلا: «في ولاية تكساس كانت البداية حيث قمت باستئجار بدروم عمارة يملكها يهودي مصري من شبرا وتم تحوليه إلى مسجد. وهناك حصلت على دبلوم في اللغتين الانجليزية والفرنسية، كما حصلت على درجة الدكتوراه في مقارنه الأديان».
وعن سبب اختياره لهذا التخصص، يؤكد الدكتور أحمد أن وضعه كداعية في بلد مثل الولايات المتحدة التي تجمع بين الأديان والملل والطوائف، حتمت عليه اختيار مثل هذا المجال حتى يستطيع مخاطبه الآخر.
ولعل هذا المنطق كان السبب وراء ترشيح الدكتور احمد لتولي إدارة المركز الاسلامي بوسط نيويورك، حيث يعد أصغر داعية يشرف على مركز اسلامى في أميركا، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، هذا بالإضافة إلى تدريسه الحضارة الإسلامية بجامعة منهاتن.
ولأنه يعيش هناك منذ سنوات عديدة، فقد تعلم من الأميركيين الكثير.. وباعترافه يقول الشيخ دويدار: «هنا عرفت معنى النظام ودقه المواعيد. وأذكر أننى عندما كنت في القاهرة تعلمت ان التأخر عن موعد القراءة نوع من الشهرة، وأن ذلك يساعد على ارتفاع أجري، ولكن عندما حاولت أن أفعل ذلك في أميركا كانت النتيجة شطب اسمي من جدول القراءة». وعلى الرغم من الشهرة والنجاح في أميركا، يحلم الشيخ أحمد دويدار بالرجوع إلى القاهرة والاستقرار فيها، لأنه يشعر بأن عليه ان ينشر الدعوة بالداخل والخارج في آن واحد.