أكد رئيس مكتب الاتصال العسكري المصري بالكويت، أن مصر والأمة العربية، بذلتا في حرب السادس من أكتوبر، جهدًا يفوق طاقتهما، وأثبت الجيش الوطني المصري مقدرة تفوق ما توقعه الجميع، بينما قدم الشعب القوي الصامد، عطاءً يفوق كل تصور، فكانت نتيجة الجهد والعطاء، نصرًا خالدًا تتدارسه الشعوب، ويجتهد في تحليله خبراء العلوم العسكرية والاستراتيجية حتى الآن.
جاء ذلك خلال الاحتفال الذي نظمه مكتب الاتصال العسكري المصري بالكويت مساء اليوم الاثنين؛ بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ46 لانتصارات أكتوبر المجيدة، بحضور سفير مصر لدى الكويت طارق القوني، ورئيس هيئة الخدمة الوطنية العسكرية الكويتية اللواء الركن محمد أحمد الخضر، وحشد من الملحقين العسكريين ورؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية في الكويت.
وأضاف رئيس مكتب الاتصال العسكري المصري بالكويت قائلًا: “إن حرب أكتوبر لم تكن فقط من أجل استرداد الأرض والكرامة، وإنما كان السلام نصب أعيننا، فالشعوب العريقة وعلى مدار تاريخها، تعرف معنى السلام وتسعى إليه، وتدرك جيدًا أن السلام يجب أن يستند إلى العدل وقوة تحميه، وهو ما أدركه الشعب المصري العظيم، ونفذته القيادة الحكيمة للقوات المسلحة في ذلك الوقت، فتحية عرفان وامتنان وتقدير لأرواح أبطال مصر شهداء جيشها العظيم، الذين روت دماؤهم الغالية، تراب سيناء المقدس فأثمر لنا سلامًا وأملًا في الحياة، وتحية لأرواح شهداء الجيش الكويتي، والتي امتزجت دماؤهم بدماء الجيش المصري، وتحية واجبة لأبناء وأسر شهداء مصر في كل العصور، وفي الحرب على الإرهاب .. فالقوات المسلحة المصرية، لا تنسى تضحيات أبنائها وتتذكر دائمًا بطولاتهم بكل خير والفخر”.
وأشار إلى أنه بعد مرور 46 عامًا على انتصار أكتوبر، وكما عبرت مصر الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من عام 1967 حتى 1973، وبعد فترات عصيبة مرت بها خلال ثورتي يناير 2011، ويونيو 2013، استطاعت مصر محاصرة خطر الإرهاب، وتوجيه ضربات قوية لعناصره وتنظيماته، واستطاعت تثبيت أركان الدولة، وإعادة الاستقرار والثقة والهدوء للمجتمع المصري، وإرساء أساس لتنمية اقتصادية شاملة، ومواجهة الواقع والتعامل معه بكل شفافية، من خلال العلم وبذل الجهد والعمل الدؤوب والثقة بالنفس، مع استمرار التطلع إلى مستقبل أفضل.
وتوجه رئيس مكتب الاتصال العسكري المصري بالكويت -في ختام كلمته- بالشكر والتقدير للحضور الكريم، كما وجه تحية إعزاز وتقدير لدولة الكويت، على ضيافتها الكريمة، والدور المتميز والمستمر في دعم مصر، لتحقيق المصالح المشتركة لكلا البلدين.
ومن جانبه، هنأ سفير مصر لدى الكويت طارق القوني -في تصريحات للصحفيين على هامش الاحتفال- أبناء الجالية المصرية في الكويت، بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، مشددًا على أن يوم السادس من أكتوبر، يمثل يوم العزة والكرامة واسترداد الأرض، ليس للمصريين فقط، وإنما لكل الأمة العربية.
وأشاد القوني بالدور المهم الذي قامت به الكويت في دعم مصر إبان حربي الاستنزاف والسادس من أكتوبر، وما قدمته من مساعدات وتضحيات وشهداء أبرار، امتزجت دماؤهم الزكية بدماء أشقائهم من أبطال القوات المسلحة المصرية على أرض سيناء الطاهرة.
وبدوره، هنأ رئيس هيئة الخدمة الوطنية العسكرية الكويتية اللواء الركن محمد أحمد الخضر -في تصريح على هامش الاحتفال- الشعبين المصري والكويتي، وجميع الشعوب العربية، بالذكرى السادسة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، والتي جسدت أروع ملاحم التعاون العربي في مواجهة العدو، وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وقام رئيس مكتب الاتصال العسكري المصري بالكويت -في نهاية الاحتفال- بتكريم اثنين من المشاركين في حرب أكتوبر 1973، أحدهما مصري مقيم حاليًا في الكويت، والآخر نجل أحد الشهداء الكويتيين المشاركين في الحرب المجيدة، وأهدى كل منهما درعًا تذكاريًا.
كما أُقيم معرض -على هامش الاحتفال- ضم عددًا من اللوحات التي تبرز بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر عام 1973، ولوحات أخرى تضم نسخًا مما كتب بالصحف الورقية خلال فترة الحرب، والعديد من المطبوعات التي تروج للسياحة في مصر، فضلًا عن بعض النماذج الرائعة للتماثيل الفرعونية.