تحليلات سياسية
لماذا يعتبر فوز ترودو في الانتخابات الكندية خبراً ساراً للعرب هناك؟
بعد أن أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في كندا تقدم الحزب الليبرالي، بزعامة رئيس الوزراء جاستن ترودو، يمكن للاجئين السوريين هناك تنفس الصعداء، فماذا يعني استمرار الليبراليين في الحكم في كندا رغم التقارب التاريخي في النتائج مع المحافظين؟
تراجع ترودو ولكن
أعلنت قناة «سي بي سي نيوز» الكندية، عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول، حصول الليبراليين على 156 مقعداً من إجمالي 338 مقعداً، حسب نتائج أولية غير نهائية، وهو ما يعني تراجعاً ملحوظاً في عدد المقاعد التي كان الحزب قد حصدها قبل أربع سنوات، حيث كان نصيبه 177 مقعداً.
وحلَّ المحافظون في المرتبة الثانية بـ121 مقعداً، بينما احتلّ انفصاليو كيبك المرتبة الثالثة بـ32 مقعداً، وخلفهم مباشرة حزب الديمقراطيين الجدد بـ25 مقعداً، بينما لم يحصل حزب الخضر سوى على 3 مقاعد، بحسب ذات المصدر.
ويحتاج الحزب الذي سيشكل الحكومة 170 مقعداً، وهو ما يعني أن حزب ترودو سيكون مضطراً للتحالف مع أحزاب أخرى لتشكيل حكومة أقلية.
نتائج تعتبر مفاجأة
النتائج الأولية تعد مفاجأة، قياساً على استطلاعات الرأي التي سبقت عملية التصويت التي جرت الأحد الماضي 20 أكتوبر/تشرين الأول، والتي كانت تظهر تقارباً كبيراً بين حزب ترودو وحزب المحافظين بزعامة أندرو شير، حيث إن الشعبية الكبيرة التي كان يتمتع بها ترودو والتي مكّنته من تحقيق انتصار كبير ومفاجئ عام 2015، بدا أنها تراجعت بفعل عوامل كثيرة قبل وأثناء الحملة الانتخابية.
الولاية الأولى لليبرالي ترودو أضعفتها فضائح عدة، فقد تراجعت شعبيته إثر قضية تدخل سياسي في آلية قضائية، وأساءت إلى سمعته صور نُشرت في خضمّ الحملة الانتخابية، تُظهره متنكراً بشكل رجل أسود، كما أنه لم يعد يتمتع بعامل صغر السن في مقابل منافسيه كما كان الحال قبل أربع سنوات، حين تفوق على ستيفن هاربر المحافظ، فمنافسه الحالي شير يبلغ من العمر 40 عاماً فقط، بينما ترودو أصبح في السابعة والأربعين.
اللاجئون والبيئة
وكان ترودو قد وجَّه دعوةً أخيرة يوم التصويت لانتخابه لولاية ثانية، وقد بُح صوته بسبب مشاركته في عشرات التجمعات العامة، وقال خلال لقاء في منطقة فانكوفر «نحتاج إلى حكومة تقدمية قوية، توحّد الكنديين وتكافح التغير المناخي، ليس لمعارضة تقدمية».
وطوال مدة الحملة الانتخابية دافع ترودو عن تحقيقه اقتصاداً متيناً، وعن تشريع الحشيش، وفرض ضريبة على الكربون، وعن استقبال عشرات آلاف اللاجئين السوريين، وتوقيع اتفاقات تبادل حر مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
أما زعيم حزب المحافظين أندرو شير فتركّزت وعوده الانتخابية على إعادة التوازن في الميزانية، وبخفض الضرائب مع هدف بسيط هو «إعادة المال إلى جيوب الكنديين»، وحاول تعويض صورته القاتمة بعض الشيء بهجمات مباشرة ضد ترودو، إلا أنه نال نصيبه من الجدل بسبب معارضته للإجهاض، والكشف المتأخر عن جنسيته المزدوجة الكندية والأمريكية، وشبهات برعاية حملة تشويه ضد خصمه ماكسيم بيرنييه.
واللافت في النتائج الأولية هو تراجع حزب الخضر بزعامة إليزابيث ماي، الذي أشارت النتائج لحصوله على 3 مقاعد فقط، رغم أن قضية البيئة كانت في بؤرة الحملات الانتخابية.