الاتفاق بين حكومة هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي والذي تم توقيعه في الرياض، أمس الثلاثاء، اعتبره البعض تاريخيا، في حين انتابت بعض الجنوبيين مخاوف ومحاذير من ذوبان قضيتهم، ويرى مراقبون أن الأيام المقبلة، ومع بداية التطبيق على الأرض هي التي تؤكد أو تنفي تلك المزاعم.
ونقلت وكالة سبوتنيك، عن ماجد الشعيبي، رئيس المركز الإعلامي لجبهة الضالع بالجنوب اليمني ، إن “اتفاق الرياض يمثل نقلة نوعية ومحطة مفصلية في تاريخ الصراع اليمني، ويحمل هذا الاتفاق جملة من الدلالات، منها اعتراف قيادة التحالف والمجتمع الدولي ، ونخب الحكم اليمنية بأحقية القضية الجنوبية، ورسم المعالم الأولية لتسويتها في إطار أي حل سياسي شامل، خصوصا أن المقاومة الجنوبية كانت ومازالت وستظل صاحبة الدور الريادي في مواجهة الانقلاب في كل الجبهات المحتدمة”.
وتابع رئيس المركز الإعلامي أن “الاتفاق أزاح الستار عن مواطن الضعف في بنية وآداء الحكومة، لكي يتم ترميمها بما يصب في مصلحة جميع المواطنين داخل المحافظات المحررة، وبما يعيد بناء الإجماع الوطني والسياسي تحت مظلة الشرعية، ومناهضة الدور الإيراني في اليمن وعموم المنطقة، ويضع الانقلاب الحوثي أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانخراط في حل سياسي بحيث يتم توسيع اتفاق الرياض ومصالحة عدن كي تشمل صنعاء أيضا، أو أن يواجه الانقلاب حالة الإجماع الوطني والسياسي جنوبا وشمالا في وجه مشروع الإمامة الجديدة”.
وأكد الشعيبي ، أن “الخاسر الوحيد من الاتفاق هم الحوثيين ويخشون أن تكون الخطوة القادمة هي توحيد الجهود لإنهاء الانقلاب، وهذا الاتفاق يحرمها من فرصة اللعب على المتناقضات مثلما حاولت العمل في أغسطس وما قبلها”.
وأضاف رئيس المركز الإعلامي : “من جهتنا نؤكد أن جبهات المواجهة ضد الانقلابين في الضالع وفي جميع المحافظات، سوف تزداد ضراوة بعد تحقيق المصالحة السياسية في عدن فور تطبيقها عمليا على أرض الواقع”.
وتابع : المجلس الانتقالي وقواته، التي كانت تنعت أمس على أنها مليشيات، أصبحت اليوم أمر واقع بفضل تضحياتها في سبيل محاربة المشروع الإيراني وما قدمته خلال الأيام والسنوات الماضية من انتصارات، وإعادة رسم خارطة اليمن بشكل عام، ومنحت الشرعية بلا مقابل وسام التفوق الميداني، واليوم المجلس الانتقالي بوصوله والاعتراف به كطرف رئيسي بالحرب يكون قد حقق الكثير من الإنجازات السياسية التي تأتي مكملة للانتصارات العسكرية، التي حققتها القوات الجنوبية على طول الخارطة اليمنية.
وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، التي سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) أواخر عام 2014.