ارتفع سعر صرف الدولار اليوم الأربعاء في سوريا ليصل إلى 715 ليرة سورية، وسط حالة من الترقب بسبب الأزمة اللبنانية والمعارك في الشمال السوري التي تؤثر على حالة العرض والطلب.
وصل سعر صرف الدولار اليوم الأربعاء في بعض المدن السورية إلى 715 ليرة سورية للدولار الواحد، فيما تراوح بين 695 و700 في مدن أخرى بحسب العرض والطلب فيها، بينما يثبت المصرف المركزي سعره عند 435 ليرة.
يتحدد سعر الصرف عادة بالعرض والطلب بين العملتين المتقابلتين، وأثرت الأزمة اللبنانية سلبا على سعر الصرف لأن تحويلات المغتربين السوريين في أوروبا والخليج يأتي جزء كبير منها عبر لبنان، فيما أفادت مصادر لوكالة “سبوتنيك” أن السوق السورية فيها بضائع تركية مهربة عبر المعابر الشمالية وهذا ما يؤثر سلبا على الإنتاج المحلي.
من جهة ثانية ما يزال الحصار الاقتصادي الخانق على سوريا الذي تفرضه الولايات المتحدة والغرب يؤثر على الكثير من مجالات الاقتصاد السوري، ويترافق مع صعوبة في إيجاد أسواق خارجية لتصدير الإنتاج السوري الذي بدأ بالتحرك على الصعيد العام والخاص، والذي أيضا توجد عليه ملاحظات كثيرة من قبل الخبراء في هذا المجال الذين ينتقدون عدم المرونة في القوانين ويصفون أن بعضها يعيق تأمين المواد الأولية اللازمة للصناعات ويعيق العملية الإنتاجية.
واعتبر رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشعب السوري ورئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس الشهابي عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” أن أي مبادرة لدعم الليرة السورية يجب أن تحفز الإنتاج والتصدير لا أن تعرقله، وقال:
“نصحنا سابقاً و ننصح مجدداً.. أي مبادرة لدعم الليرة يجب أن تكون بالليرة السورية و ليس بالدولار و يجب أن تحفز الإنتاج و التصدير لا أن تعرقله..! أي قرار أو نشاط يجب أن يخلق الطلب على الليرة وليس العكس.. كما نؤكد على ضرورة وقف كامل لتمويل المستوردات وحصر القروض المصرفية بالمنشآت الإنتاجية مع إعطاء أولويات الإقراض للتصدير و ذلك لمحاربة المضاربة على الليرة من قبل المقترضين غير المنتجين”.
وأضاف الشهابي: “كما نؤكد على ضرورة محاربة التهريب الذي تفاقم بسبب المعابر و إجبار تلك المعابر على التعامل بالليرة السورية بدل الدولار ..”!.
وفي منشور آخر يتعلق بالموضوع قال الشهابي: “وضعنا الحالي أشبه بمن يريد أن يملىء خزان متعدد الثقوب بالمياه و مستخدماً صنبوراً لا يعمل..! مازال أمامنا الوقت لتصويب العمل و ترميم الثقة الاستثمارية التي تضررت بفعل الاجراءات الاخيرة.. !”.
ولفت الشهابي: “لا يحتاج الأمر إلى دكتوراة في علم الذرة لمعرفة أن وضع العراقيل أمام تأمين المواد الأولية و خطوط الإنتاج للمعامل سيضعف الإنتاج و سيؤدي إلى تفاقم التهريب و ازدياد الأسعار و تدهور أسعار الصرف”.
وأكد: “كلما نتقدم خطوة نحو الأمام تأتي بعض القرارات الفجائية الاعتباطية لتعيدنا عشرات الخطوات الى الوراء.. و ماذا بعد..؟!”.
وكانت الحكومة السورية، وضعت في شهر شباط من العام الحالي خارطة طريق متكاملة تهدف إلى “إعلان سوريا دولة خالية من المواد المهربة” وحددت برنامج زمني لتنفيذها حتى نهاية العام الجاري.
وذكرت وكالة “سانا” أن فريق عمل حكومي برئاسة رئيس الوزراء عماد خميس بلور خارطة طريق متكاملة المهام والمسؤوليات لـ”إعلان سورية” دولة خالية من المواد المهربة في مدى زمني أقصاه نهاية العام الجاري.
من جهة ثانية انخفض سعر محصول الحمضيات الإستراتيجي الذي تستفاد منه حوالي 60 ألف أسرة سورية أمس الأربعاء ليصل سعر كيلو “الساستوما” (نوع من أنواع الليمون) إلى 30 ليرة سورية (0.05 دولار أي 5 سنت) من أرض البستان فيما وصل سعر البرتقال من نوع “أبو صرة” إلى 50 ليرة سورية، بينما تراوحت “الكرمنتينا” بين 50 إلى 120 ليرة.
ذكرت مصادر محلية في محافظة اللاذقية لوكالة “سبوتنيك” أن سعر كيلو “الساستوما” وصل إلى 30 ليرة سورية من أرض البستان فيما وصل سعر برتقال “الأبو صرة” إلى 50 ليرة، وتراوحت “الكرمنتينا” (نوع من البرتقال) بين 50 إلى 120 ليرة.
وكان مجلس الوزراء السوري أقر في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني العام المضي حزمة من الإجراءات لتسويق موسم الحمضيات ودعم إنتاجه وتسويقه محلياً وخارجياً تتعلق بدعم الشحن والنقل وتتضمن قيام هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات بدعم الحاويات المصدرة بحرا بمبلغ 1600 دولار لكل شاحنة وحاوية وقيام وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدعم عمليات نقل وتسويق الحمضيات وتوفيرها في الأسواق المحلية بأسعار مناسبة وتصدير الفائض منها، بحسب وكالة “سانا”.
ومنذ أيام طلب مجلس الوزراء السوري من جميع الوزارات توسيع دائرة الحوار مع المختصين والمواطنين للوصول إلى استراتيجية وطنية متكاملة ومتجانسة تحقق الأهداف فيما يتعلق بتحسين المستوى المعيشي للمواطن أو في مكافحة الفساد.
وذكرت وكالة “سانا” أن مجلس الوزراء أكد على ضرورة الالتزام بالبرامج الزمنية الموضوعة تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد المستمرة للحكومة والتي أكدها في مقابلته الأخيرة مع قناتي السورية والإخبارية السورية”.