أصدر الوزير والنائب السابق اللبناني، محمد الصفدي، بيانا جديدا، اليوم الأحد، بعد إعلان انسحابه كمرشح لرئاسة الحكومة اللبنانية.
وقال “الصفدي” موضحا في البيان الذي حصلت “سبوتنيك” على نسخة منه: “أردت أن يكون بيان انسحابي أمس بيان يجمع ولا يفرق، شكرت فيه الرئيس الحريري على تسميتي لتشكيل الحكومة العتيدة، ولم أود أن أذكر تفاصيل المفاوضات بيني وبينه، فإذا بي أفاجأ اليوم ببيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري يتضمن تفنيدا لما صدر عني وذلك في إطار الاستخدام السياسي”.
وأردف: “هنا أود أن أؤكد أن المرحلة التي يمر بها لبنان مرحلة صعبة ومفصلية وخطيرة وتتطلب مننا جميعا التكاتف والتضامن ووضع الخلافات السياسية جانبا”.
وتابع محمد الصفدي: “وانطلاقا من هذا الأمر، تخطيت الوعود التي على أساسها قبلت أن أسمّى لرئاسة الحكومة المقبلة، والتي كان الرئيس قطعها لي، لكنه لم يلتزم بها لأسباب ما زلت أجهلها، فما كان مني إلا أن أعلنت انسحابي”
واختتم الصفدي بيانه قائلا: ” أما اليوم فأدعو الجميع الى الحكمة والتبصر والوعي أن لبنان أكبر مننا جميعا وهو في خطر داهم. حمى الله وطننا وانقذه من المحن”.
وكان المكتب الاعلامي لسعد الحريري، أكد في بيان له أنه “منذ أن طلب الوزير السابق محمد الصفدي سحب اسمه كمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، يمعن التيار الوطني الحر، تارة عبر تصريحات نواب ومسؤولين فيه وطورا عبر تسريبات إعلامية، في تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية هذا الانسحاب، بحجة تراجعه عن وعود مقطوعة للوزير الصفدي وبتهمة أن هذا الترشيح لم يكن إلا مناورة مزعومة لحصر امكانية تشكيل الحكومة بشخص الرئيس الحريري”، بحسب صحيفة “النهار” اللبنانية.
وتابع بيان “الحريري”: إزاء هذا التمادي في طرح وقائع كاذبة وتوجيه اتهامات باطلة، وجب توضيح الآتي:
أولا: إن مراجعة بيان الانسحاب للوزير الصفدي كافية لتظهر أنه كان متيقنا من دعم الرئيس الحريري له وعلى أفضل علاقة معه، وتمنى أن يتم تكليف الرئيس الحريري من جديد، وهو ما يتناقض مع رواية التيار الوطني الحر جملة وتفصيلا. كما يتضح من مراجعة البيان نفسه أن الوزير الصفدي كان صادقا وشفافا باعلان أنه رأى صعوبة في “تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الافرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ اجراءات انقاذية فورية تضع حدا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع”، وهو ما يكذب كليا مزاعم التيار الوطني الحر ومسؤوليه.
ثانيا: إن الوزير جبران باسيل هو من اقترح وبإصرار مرتين اسم الوزير الصفدي، وهو ما سارع الرئيس الحريري إلى ابداء موافقته عليه، بعد أن كانت اقتراحات الرئيس الحريري باسماء من المجتمع المدني، وعلى رأسها القاضي نواف سلام، قد قوبلت بالرفض المتكرر أيضا. ولا غرابة في موافقة الرئيس الحريري على ترشيح الوزير الصفدي الذي يعرف القاصي والداني الصداقة التي تجمعه به والتي جرى ترجمتها في غير مناسبة سياسية.
ثالثا: إن الرئيس الحريري لا يناور، ولا يبحث عن حصر امكانية تشكيل الحكومة بشخصه، لا بل إنه كان أول من بادر إلى ترشيح أسماء بديلة لتشكيل الحكومة. وفي المقابل، هو كان واضحا منذ اليوم الأول لاستقالة الحكومة مع كل ممثلي الكتل النيابية، أنه لا يتهرب من أي مسؤولية وطنية، إنما المسؤولية الوطنية نفسها تفرض عليه إبلاغ اللبنانيين والكتل النيابية سلفا أنه إذا تمت تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور، فإنه لن يشكل إلا حكومة اخصائيين، انطلاقا من قناعته أنها وحدها القادرة على مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة والعميقة التي يمر بها لبنان.
رابعا، وأخيرا: إن سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار الوطني الحر هي سياسة غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي يجتازها بلدنا، وهو لو قام بمراجعة حقيقية لكان كف عن انتهاج مثل هذه السياسة عديمة المسؤولية ومحاولاته المتكررة للتسلل الى التشكيلات الحكومية، ولكانت الحكومة قد تشكلت وبدأت بمعالجة الأزمة الوطنية والاقتصادية الخطيرة، وربما لما كان بلدنا قد وصل إلى ما هو فيه أساسا”.
وأعلن وزير المال اللبناني السابق محمد الصفدي انسحابه كمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، أمس السبت، بعد أن رفض إلا بتشكيل حكومة اختصاصيين تلبية لمطالب الناس المحقة بالشارع، مؤكدا انه يدعم تسمية الحريري لترؤس الحكومة، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وأعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل، الجمعة، أن تكليف الوزير السابق محمد الصفدي تشكيل الحكومة الجديدة ينتظر موافقة القوى السياسية، مشيرا إلى أنه إذا حصل هذا التوافق فمن المرجح أن تتم الدعوة إلى الاستشارات النيابية في مطلع الأسبوع المقبل.
وقال الصفدي في بيان أصدره مكتبه “وعليه، أطلب سحب اسمي من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة وآمل أن يتم تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد”.
وندد محتجون تظاهروا في الشوارع السبت بترشيح محمد الصفدي المحتمل، قائلين إن ذلك يتعارض مع المطالب برحيل النخبة السياسية التي يرون أنه جزء منها.