وقع قادة و زعماء دينيون، الثلاثاء، في أبوظبي ميثاق حلف الفضول الجديد الذي أطلقه “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”، ضمن أعمال الملتقى السنوي السادس المنعقد في الفترة بين 9 و11 ديسمبر الجاري في أبوظبي تحت عنوان: “دور الأديان في تعزيز التسامح.. من الإمكان إلى الإلزام”.
ولقي الميثاق الجديد ترحيبا كبيرا من جانب ألف شخصية من المسؤولين الحكوميين، وممثلي ديانات العائلة الإبراهيمية، ورجال الفكر والإعلام، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام).
واعتبر هؤلاء أن الميثاق “يشكل انتقالا بالبشرية جمعاء نحو إنهاء الخطاب القائم على الصراع الديني أو العرقي، ويمهد لتشكيل حلف قوي من أولي بقية، للدفاع عن السلم والسلام في العالم”.
وأكد المشاركون أن السياق الدولي المعاصر يفرض مأسسة هذا الحلف، ووضع ميثاق له، يعمل على نقل الحرية الدينية وعلاقات التعاون وقيم التسامح من مجرد الإمكان إلى درجة الالتزام الأخلاقي والإلزام القانوني، خاصة فيما يتعلق بحماية دور العبادة التي أصبح الاعتداء عليها يهدد حرية الدين في أنحاء كثيرة من العالم.
وشهدت أعمال الملتقى عرض نص “ميثاق حلف الفضول الجديد” وبنوده، ومناقشته على ضوء الوثائق والمواثيق والإعلانات التي مهدت له، مثل إعلان مراكش لحقوق الأقليات، وإعلانات أبوظبي للسلم، وإعلان واشنطن ووثيقة الأخوة الإنسانية ووثيقة مكة المكرمة.
وتنص بنود ميثاق حلف الفضول الجديد على “ضرورة احترام مبدأ الكرامة الإنسانية، على اعتبار أن الناس وإن اختلفت أديانهم وألسنتهم وألوانهم وأعراقهم فقد كرمهم الخالق”، و مبدأ حرية الاختيار وحرية ممارسة الدين، ومبدأ التسامح، ومبدأ العدالة ومبدأ السلم ومبدأ الرحمة و مبدأ البر بالآخرين ومبدأ الوفاء بالعهود والمواثيق والتضامن.
ويؤكد الميثاق دور القادة الدينيين في الإسهام بنشر السكينة وبناء السلم، من خلال التنسيق بين معتنقي أديان العائلة الإبراهيمية وبين أتباع الديانات الأخرى من العائلة الإنسانية، والتصدي للتطرف والفكر العنيف وخطابات التحريض والكراهية، وانتهاج مقاربة تصالحية في كل دين لترسيخ التسامح بشتى أبعاده.
يذكر أن “منتدى تعزيز السلم” كان قد خصص ملتقاه السنوي الخامس في الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر 2018 لموضوع “حلف الفضول: فرصة للسلم العالمي”.
و بعد النجاح الذي حققته مبادرات ومشاريع مشتركة بين ثلة من قادة الأديان الإبراهيمية، مثل الملتقى السادس فرصة لتدارس مشروع تشكيل حلف كبير مؤسس على القيم الدينية والإنسانية المشتركة، يستطيع الإسهام في التخفيف من حدة المعاناة التي تعيشها البشرية اليوم، وإطلاق مبادرات واسعة النطاق لتعزيز التعايش والتضامن والمحبة بين بني البشر على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومشاربهم الفكرية.