حوارات

حوار مع وزير مفوض السيدة / أصالة ورداك نائب رئيس بعثة أفغانستان لدي الأمم المتحدة – أجري الحوار : أحمد محارم – أمجد مكي

المرأة في أفغانستان كانت تعاني الكثير من ضياع حقوقها .. أثناء الاحتلال السوفيتي .. وأيضا أثناء حكم حركة طالبان

أحد أفرادعائلة والدي ذو الميول الأصولية قام بدس السم لوالدي وقتله … 

هناك تغيير كبير حدث للمرأة الأفغانية في ظل إدارة الرئيس حامد كرزاي .

نرحب بمساعدة الدول ولكن دون التدخل في شئوننا الداخلية .

أسامة بن لادن مثال سيئ للإسلام والمسلمين في أفغانستان ..

 

تكريم المرأة وتقدير أهميتها لم يمكن وليد الصدفة .. وإنما كان هذا التكريم منذ الخليقة .. فكلنا لآدم وحواء كبشروقد كرم القرآن الكريم المرأة حيث أن أحد سور القرآن الكريم تحمل إسم النساء..

وقد أوصانا الحديث النبوي الشريف بالأم ثلاث مرات قبل الأب .. ولذلك ليس من باب المجاملة أو الدبلوماسية ما يقال أن (وراء كل رجل عظيم إمراءة) .. وفي حياتنا العامة نجد ترجمة حقيقية وواقع ملموس يؤكد هذه المعاني وتلك المفاهيم .

 

ولقد أتيحت الفرصة للجريدة أن تجري حوارا متميزا وجريئا مع السيدة/ أصيلة ورداك، الوزير المفوض لبعثة أفغانستان الدبلوماسية لدى الأمم المتحدة.

وخلال الاستطراد في الحديث وحتى إكتماله ..  وجدنا أننا أمام شخصية متميزة لسيدة دبلوماسية  تحتل منصب دبلوماسي على أعلى مستوى.. فهي نموذج يحتذى به للمرأة المسلمة المعاصرة، إنها بالفعل تقدم للغرب نموذجا للمرأة نتشرف ونعتز به كمسلمين حيث أنها تجمع بين العلم والثقافة والتدين والذكاء….

إنها سيدة من نوع خاص .. فهي تقوم بدور متميز بالمناداة بحقوق المرأة الأفغانية في أفغانستان وفي المجتمع الدولي أيضا وبالتأكيد فهي على إطلاع واسع بواقع المرأة المسلمة وحقوقها وأيضا حقوق الطفل في المجتمع الإسلامي ….

إن السيدة / أصيلة ورداك الممثل المقيم لدولة أفغانستان لدى الأمم المتحدة تحدثت إلى جريدة ربيع العرب عن الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية لبلدها على الساحتين الإقليمية والدولية .. حوار نرجو أن يحوذ علي إعجاب القارئ العزيز .. وهذا هو نص الحوار :

 

س1 نود أن نقدم سيادتكم للمجتمع العربي والجالية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المناصب المختلفة التي توليتيها حتى تم تعيينك في منصب نائب سفير دولة أفغانستان لدى الأمم المتحدة في نيويورك ..  وهل من الممكن أيضا أن تحدثينا عن عائلتك الكريمة ودورهم الجهادي أثناء فترة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان؟

 

ج1 لقد تخرجت من جامعة كابول في أفغانستان من كلية الزراعة ثم شيئا فشيئا تحولت اهتماماتي إلى المجال السياسي والحياة السياسية وكنت أكثر ميولا للاهتمام بها

 ولما انتهيت من دراستي بالجامعة اضطررت أنا وعائلتي للهجرة إلى باكستان نظرا لإشتداد الحرب الأهلية في أفغانستان في ذلك الوقت، وعشنا في باكستان أنا وعائلتي في معسكر للاجئين الأفغان .. وبالطبع عانينا من صعوبة الحياة في المعسكر اللاجئين فقد كانت فترة عصيبة وصعبة علي وعلى عائلتي ..

 وبدأت في كتابة مقالات سياسية تحت اسم أو أسماء مستعارة وكنت أرسلها لعدد من الصحف في باكستان لكوني لاجئة فكان لا يحق لي ممارسة الحياة السياسية أو الكتابة في السياسة، أو ممارسة أي نشاط وكنت أتحدث في هذه المقالات عن حقوق المرأة الأفغانية والمرأة المسلمة بصفة عامة ونظرة المجتمعات الإسلامية السلبية للمرأة في ذلك الوقت وقد شجعني ذلك على أن أعمل مدرسة في معسكر اللاجئين الذي كنت أقيم فيه مع عائلتي لتعليم الأطفال والنساء وشيئا فشيئا كنت أطلب مساعدات من  الأغنياء من السيدات العرب لدعم هذه المدرسة ماديا وبالأدوات المدرسية وحقيقة الأمر فإن الكثير من السيدات العرب سواء في مصر أو السعودية أو لبنان غيرها من الدول العربية قد قدموا لي الكثير من المساعدات المختلفة لتطوير هذه المدرسة ومساعدتنا سواء ماديا أو عينيا.

ثم أصبحت مسئولة بالتنسيق في إرسال السيدات إلى مناطق أخرى في باكستان لمساعدة اللاجئين الأفغان في ذلك الوقت وبعد ذلك وجدت عمل مناسب في منظمة دولية Care Internationalوعملت في هذه المنظمة لمدة كبيرة ثم اتجهت للعمل في الهيئة الكندية العليا وكنت أقوم بأعمال خاصة بالمرأة وحقوق المرأة وأيضا الطفل وحقوق الطفل بصفة عامة، وكان مطلوب مني التنقل كثيرا من أفغانستان إلى باكستان والعكس من أجل مباشرة هذا المشروع والإشراف عليه وهو المشروع الذي أنشئ فرع منه في أفغانستان أيضا وكان يعنى في المقام الأول بالمرأة وحقوقها بصفة عامة، ومن الصعب علي السفر بصفة مستمرة نظرا لصغر سني ولكن عائلتي شجعتني على الاستمرار في هذا العمل وكان والدي رحمه الله يرافقني في هذه الرحلات إلى أفغانستان لمباشرة هذا المشروع والذي كنت أشرف عليه

وكان أشاهد معاناة المرأة في أفغانستان، فالمرأة كذلك في أفغانستان كانت تعاني كثيرا من ضياع حقوقها فهي لا تستطيع أن تعمل خارج منزلها وممنوع عليها التنقل بدوم محرم لها وممنوع عليها الذهاب إلى الطبيب لأن الأطباء كانوا من الرجال في ذلك الوقت .. وكان محرم على الطبيب أن يقوم بالكشف على السيدات وكنا نضطر للسفر إلى باكستان أو الهند لعرض السيدات على أطباء في تلك الدول فقد كانت الحياة قاسية جدا بالنسبة للمرأة الأفغانية في ذلك الوقت .. وكان هناك الكثير من الأرامل نظرا للحرب في ذلك الوقت ولا يوجد لديهم عمل يقوموا به فكانوا يقمن بطلب المساعدات المادية من المارة في الشوارع لكي يقوموا بإطعام أطفالهم.

وفي عام 2001 أقيم مؤتمر في ألمانيا لمناقشة حقوق المرأة الأفغانية وذهبت إلى هذا المؤتمر وكنت ممثلة للمرأة الأفغانية في هذا المؤتمر، وبعد عودتي من هذا المؤتمر بحوالي شهرين كانت الأحداث المأساوية في 11 سبتمبر حيث تغير كل شئ، فعند عودتنا وجدنا منزلنا قد دمر نتيجة للحرب واضطررنا للإقامة في فندق في كابول في ذلك الوقت، وعانينا كثيرا من عائلة والدي رحمه الله حيث كانوا من الأفغان الأصوليين .. وبالتالي من الصعب عليهم تقبل فكرة سيدة من أفراد العائلة بأن تتعلم أو تسافر وأن يكون لها شأن في يوم من الأيامولكن والدي كان مؤيد لي ومشجع لي بصفة دائمة .

وفي يوم من الأيام التي لا أنساها قام أحد أفراد عائلة والدي .. بوضع السم له في الطعام .. وقتل والدي .. وبالتأكيد قاموا بهذا العمل المجرم الدنئ للانتقام من والدي على تشجيعه المستمر لي في حياتي التعليمية والعلمية وأرادوا بهذه الجريمة أيضا أن يحبطوا من نشاطي وعزيمتي ..

لقد كانت تجربة قاسية جدا في حياتي منذ مقتل والدي رحمه الله فوالدي هو أبي وصديقي ومعلمي ورفيقي ومثلي الأعلى وكل شئ في حياتي .. حيث كان دائما يشجعني على التعليم والدراسة المستمرة حيث أنه كان رحمه الله خريج جامعة أوكلاهاما بالولايات المتحدة الأمريكية في فترة السبعينات ..

لقد كانت فترة صعبة وقاسية في حياتي في ذلك الوقت بعد أن فقدت أبيوفي ذلك الوقت جاءتني منحة دراسية في جامعة جورج تاون في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية لعمل ماجستير ..  وقد ترددت كثيرا في قبول هذه المنحة نظرا لشعوري بالإحباط الشديد من جراء فقدان والدي في ذلك الوقت، وفكرت في كلام والدي وتشجيعه المستمر لي على أنه كان يحب أن يراني مثل وقدوة للمرأة الأفغانية المتعلمة .. وفكرت في حديث والدي لي جديا حيث كانت وصيته ذلك وقررت ترك أحزاني والذهاب إلى هذه المنحة.

وعند إنتهائي من هذه المنحة شجعتني عائلتي على العمل في المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وخاصة التي تعني بحقوق المرأة والطفل مثل منظمة اليونيسيف .. ومن خلال عملي في تلك المنظمات الدولية أعطاني ذلك الفرصة للانطلاق للحقل السياسي والحياة السياسية نظرا لشغفي بها ورشحت نفسي عام 2005 كأول إمراءة أفغانية تترشح في البرلمان الأفغاني في ذلك الوقت.

ولولا النظرة الضيقة للعائلات الأفغانية وميولهم الأصولية في المحافظة التي رشحت نفسي بها لكنت نجحت في دخول البرلمان كأول إمرأة في تاريخ أفغانستان تكون نائبة في البرلمان الأفغاني

ثم إتجهت بعد ذلك للعمل في البنك الدولي في منصب كبير وإستمريت فترة أعمل في البنك الدولي .. وإنتقلت بعد ذلك للعمل في وزارة الخارجية الأفغانية كرئيسة لقسم حقوق الإنسان في ذلك الوقت وبعد ثلاث سنوات من عملي في وزارة الخارجية رشحتني الحكومة الأفغانية لكي أعمل كوزير مفوض ومستشار لبعثة أفغانستان لدي الأمم المتحدة وهو المنصب الذي أعمل به في الوقت الحالي .

وأستطيع أن أقول لك أنني أعمل ليل نهار في هذا المنصب من أجل المرأة الأفغانية وحقوقها .. فهي عانت كثيرا خلال الحروب الأهلية  في أفغانستان وماقبلها من الإحتلا السوفيتي لأفغانستان والأضرار التي خلفتها هذه الحروب من تأثير مباشر علي المرأة والطفل في أفغانستان .

ومثال علي ذلك والدتي .. قد كانت والدتي في أفغانستان تقوم بتدريس القرآن للأطفال في أحد المدارس الأفغانية في ذلك الوقت .. ثم بعد ذلك إنتقلت للعمل كمديرة لاإحدي المدارس الثانوية وإستمرت في هذا المنصب ٣٢ عاما 

وقد واجهت والدتي العديد من الصعوبات والمضايقات أثناء عملها في هذه المدرسة وذلك أثناء لإحتلال السوفيتي لأفغانستان .. حيث كانوا يطلبون من والدتي (قوات الاحتلال السوفيتية) عدم الصلاة في المدرسة بالحجاب .. !! مما إضطر أمي بالصلاة في البيت بعد الإنتهاء من عملها ..

حيث كنا مجبرين علي عمل أشياء ضد تقالدينا ومبادئنا الإسلامية .. حيث كانت قوات الاحتلال السوفيتي ترغم النساء في بعض الاحيان علي الرقص في الأماكن العامة بدون حجاب .. !! وكان هذا التطرف من قبل السوفيت يقابله نوع آخر من التطرف وهو تطرف حركة طالبان .. حيث كانت حركة طالبان تقوم بمنع المرأة من الخروج من منزلها ..  أوأن تذهب إلى الطبيب لأن الطبيب لابد وأن يكون سيدة وليس رجل ..  وكنا نضطر أن نسافر إلى باكستان وإيران لكي نعرض أنفسنسنا علي الأطباء هناك .. 

 

س2 : كيف كان دور المرأة الأفغانية أثناء حكم فترة حكم طالبان وهل حدث تغيير في هذا الدور الآن في ظل إدارة الرئيس كرازي؟

 

ج2 أنا أسمي فترة حكم طالبان بالعصر الأسود .. بالنسبة للمرأة وحقوق المرأة الأفغانية وبعدما ذهب حكم طالبان وجاء حكم الرئيس حامد كرازي حدث تحول كبير بالنسبة لحقوق للمرأة الأفغانية .. حيث أننا لدينا الآن  27% من أعضاء البرلمان الأفغاني من السيدات .. ولدينا الآن 3 وزيرات من السيدات في الحكومة الأفغانية .. لدينا عمدة سيدة، ولدينا حاكم إمراءة، ولدينا سيدات  في السلك الدبلوماسي وأنا مثل حي أمامك الآن ..

هناك بالفعل تغيير كبير جدا حدث في تلك الفترة بالنسبة لحقوق المرأة والطفل أثناء حكم الرئيس الحالي كرازي، فهناك 8 مليون طفل ذهبوا للمدارس الآن ونصف هذا العدد من البنات ..

لدينا الآن مستشفيات ومستوصفات ولدينا سيدات  في مناصب أعلى محكمة قضائية في أفغانستان وفي مكتب المدعي العام، وهناك أيضا سيدات كثيرة الآن يعملوا كقضاة في محاكم أفغانستان

 

س3 : من المعروف أن هناك قرار للولايات المتحدة بانسحاب قواتها من أفغانستان بحلول عام 2014، كيف ترى الحكومة الأفغانية تأثير ذلك القرار على الناحية الأمنية لأفغانستان، وهل ستطلبون مد فترة عمل القوات الأمريكية هناك أم أن الجيش الأفغاني والشرطة المحلية قادرة على حفظ الأمن هناك والسيطرة الأمنية على البلاد؟

 

ج3 الوقت الآن هو وقت تسليم السلطة لأفغانستان من القوات الأمريكية، فهذا هو الوقت المناسب لتسليم السلطة وانسحاب القوات الأمريكية .. فقد ساعدتنا كثيرا هذه القوات خلال عشرة سنوات في الحفاظ على الأمن ولكن حان الآن وقت الاعتماد على أنفسنا والقيام بمهام الأمن ..

فلدينا الآن جيش أفغاني .. ولدينا بوليس أفغاني .. ولدينا الآن أفراد على درجة عالية من الكفاءة في جهاز الأمن القومي الأفغاني ولكن المشكلة الحقيقية التي تواجه القوات الأفغانية هي ليس عدد أفرادها أو تدريباتها ولكن هي نقص المعدات والأسلحة التي تملكها

 

س4 : هل تقبلوا بمساعدة دول مثل روسيا والصين أو إيران بعد انسحاب القوات الأمريكية بحلول عام 2014 ؟

 

ج4 نحن في الحكومة الأفغانية نرحب بمساعدتهم ..  ولكن أن تكون هذه المساعدات الأمنية بطريقة مسئولة .. ودون التدخل في الشئون الداخلية لأفغانستانولاأعتقد أنه سيكون هناك أي نوع من التعاون مع روسيا أو الصين أو حتى إيران، حيث أن الكل للأسف له أطماع في بطريقة أو بأخري في أفغانستان ..

وأود هنا أيضا أن أتحدث عن  تواجد  حلف الناتو و منظمة اليوناما في أفغانستان ..  فالناس البسطاء في الريف الأفغاني ينظرون إلى منظمة اليوناما أو حلف الناتو على أنهم منظمات لم تحترم الثقافة المحلية والعادات والتقاليد الأفغانية حيث أن الفقراء البسطاء في أفغانستان ينظرون إليهم بنظرة السلبية

 

س5 : ما هي نظرة المجتمع الدولي للإسلام الأصولي في أفغانستان ؟

 

ج5 : المشكلة في سؤالك إنها ما بين طرفين فالمجتمع الدولي يعتقد أن كل المسلمين في أفغانستان من القاعدة وذو ميول أصولية .. وهذه بالطبع فكرة خطأ.. فحركة طالبان كانت مثال سيئ للمجتمع الأفغاني حيث كانت الحرب الأهلية فهناك عدة فصائل متصارعة ومتحاربة .. والكل للأسف يود أن تكون له الزعامة  ..

 إن حركة طالبان هي نموذج سيئ للإسلام بمفهومه الأصولي فهم ضد المرأة وضد تقليد المرأة لأي مناصب .. وضد خروج المرأة للحياة العامة ..  فليس هذا هو الإسلام على الإطلاق فهم لا يمثلوا الإسلام المعتدل فالدين الإسلامي ينادي دائما بالمساواة بين الرجل والمرأة والثقافة الإسلامية ليست التي تمثلها حركة طالبان ذات الأتجاة الأصولي المتشدد .. 

 

س6 : في رأي سيادتكم ما هي عيوب المرأة الإسلامية هل هي نظرة المجتمع الإسلامي لها أم أن العيب ينصب على المرأة الإسلامية نفسها ومشكلتها في عدم قدرتها على تطوير نفسها في المجتمعات المدنية في بلادها .. أم هي نظرة الرجل الشرقي الغير عادلة تجاه المرأة بصفة عامة ؟

 

ج6 المشكلة أساسا في التعليم فلا يوجد العديد من السيدات المتعلمات في البلاد الإسلامية بصفة عامة وبالتالي على المجتمع الإسلامي أن يهتم أكثر في النظر بتعليم المرأة وتطوير أداءها في خدمة هذه المجتمعاتهذه نقطةوهناك نقطة أخرى أن الإعلام الغربي أحيانا يصور المرأة الإسلامية على أنها مضطهدة وليس لديها أي حقوق وإن كان هذا صحيحا في بعض الدول إلا أنه حدثت طفرة الآن في مجال حقوق المرأة في الدول الإسلامية يجب علي الإعلام الغربي أن يبرز إيجابيات تلك الطفرة ..

فأنا أعلم أن هناك العديد من السيدات في بلادكم سواء في مصر أو السعودية أو لبنان في مناصب مرموقة، ولكن مما لا شك فيه أن هناك في بلاد أخرى مثل إيران وباكستان وسابقا في أفغانستان فإن هناك أمثلة سيئة لرجال يعاملون المرأة بصورة سيئة وغير عادلة ويقومون بالاعتداء عليها

وسأعطي لك مثلا فأنا أعرف امرأة قطعت لسانها وأذنيها حيث أنها رفضت عمل شئ كان قد طلبه منها زوجها وكان عقابها قطع لسانها وأذنيها… !!

فالمشكلة ليست في المرأة فقط ولكن أيضا في معاملة ونظرة المجتمع لها في بعض الدول الإسلامية الذي لابد وأن تتغير .. وبالتالي يتغير نظرة المجتمع الغربي لنا في الكثير من هذه الأمور .

وهناك شئ آخر وهو الاهتمام العائلي بالجانب التعليمي للأولاد والبنات وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت الأم والأب على درجة ما من التعليم وأنا مثال حي على ذلك فدائما والدي ووالدتي كانوا يشجعونني أنا وإخوتي على التعليم وكانت هناك مساواة في التعامل فيما بيننا في المنزل فلا فرق بيننا.

وكذلك هناك جانب العنف الذي يمارسه الرجل على المرأة فهناك رجل عمرة 75 عاما متزوج من امرأة صغيرة 12 عاما لمجرد أنه رجل غني فإن من حقه الزواج  .. وبالتالي فأن هذا يعطي انطباع وصورة سيئة عن الإسلام لدى المجتمعات الغربية خاصة العنف المنزلي بين الرجل والمرأة.

وقد قمنا بمجهودات في منظمة المؤتمر الإسلامي والذي عقد عام 2011 وقام أعضاء المؤتمر بإنشاء قسم لحقوق الإنسان داخل المنظمة وقمت بتمثيل المرأة الأفغانية في ذلك المؤتمر ولكن من الهام جدا أن نرسل رسالة للمجتمع الدولي أننا بالفعل نريد تغيير هذا المفهوم عن معاملة المرأة من داخلنا بمعنى أن هذا التغيير ينبع من داخلنا وليس بدافع من المجتمع الدولي لنا عن طريق عقد المؤتمرات الدولية.

 

س7 : ما هو رأيك الشخصي فيما حدث فيما يسمى بأحداث الربيع العربي وتغيير أنظمة الدول مثل مصر وتونس وليبيا واليمن؟

 

ج7 : أنا اعتقد أن هناك أشخاصا كثيرين دفعوا حياتهم ثمن لهذه الحرية ..  فمحاولات التحول الديمقراطي في تلك الدول هي محاولات جيدة جدا لمواجهة النظم الظالمة في تلك الدول فلابد للشعوب أن تخرج لتتحدث عن الغير وتتحدث عن المزيد من الحريات العامة والحقوق والواجبات وحقوق المرأة ومساواتها بالرجل والمظاهرات الكبيرة التي حدثت في تلك الدول حدثت من الشباب وهذا يدل على أن الشباب يحتاج بالفعل إلى التغيير ويريد ديمقراطية حقيقيه لتلك الدول.

وفي نفس الوقت على المجتمع الدولي ألا يتدخل في الشئون الداخلية لتلك الدول ويتركها تمارس الديمقراطية التي تريدها بالطريقة التي تراها، ومثال على ذلك الفتنه الموجودة الآن بين السنة والشيعة فهناك أيادي خارجية تريد الوقيعة بين المسلمين وذلك بصفة مستمرة ولابد أن نعي هذا جيدا ونحترس منه .. 

 

س8 نعلم أن هناك دستور جديد في البلاد .. هل سيتم مشاركة كل الأطراف الأفغانية في هذا الدستور بما فيها حركة طالبان؟

 

ج8 : الدستور في أفغانستان بدأنا العمل فيه منذ عام 2003 وإجتمع في ذلك الوقت حوالي 1000 مثقف من أفغانستان لوضع هذا الدستور واتفقوا على صيغة نهائية لهذا الدستور وطبق هذا الدستور بالفعل عام 2004 ويراعي الدستور القيم والمبادئ الإسلامية كما يراعي حقوق المرأة والطفل

أما بخصوص طالبان فأنه في يوم من الأيام لابد وان تنتهي الحرب بيننا وبين حركة طالبان تلك الحرب التي استمرت 25 عاما فحركة طالبان جزء من المجتمع الأفغاني، وبالتالي فالحكومة الأفغانية ترحب بمشاركة حركة طالبان بشرط موافقتهم على هذا الدستور.

ونحن في الحكومة الأفغانية على اتصال دائم بكافة الأطراف في المجتمع الدولي ولدينا اتصالات بدول عديدة ونقوم بتفعيل أي اتفاقات مع أي دولة بصورة رسمية ولدينا اتصالات مع جميع المنظمات الدولية ونمضي قدما في ذلك مع جميع الدول بشرط عدم التدخل في الشئون الداخلية لأفغانستان.

 

س9 : أسامة بن لادن، هذه الشخصية المثيرة للجدل في كل أنحاء العالم كيف ينظر له الشعب الأفغاني بكل فئاته هل ينظر له كإرهابي أم كبطل قومي؟

 

ج9 بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 الشعب الأفغاني تضرر كثيرا من هذا الرجل فكيف لرجل دمر حياتك ودمر حياة دولتك أن تقول أنه بطل قومي .. !!

أسامة بن لادن مثال سيئ للإسلام والمسلمين في أفغانستان ..  فهو قد تسبب في قتل العديد من النساء والأطفال ونحن دفعنا ثمن غالي جدا لوجود هذا الرجل في أفغانستان، فنحن نتعرض للعديد من المضايقات في المطارات الخارجية أثناء سفرنا للدول المختلفة لمجرد أننا نرتدي حجاب، فأسامة بن لادن وحركة طالبان هم مثال سيئ للإسلام فليس هذا هو إسلامنا الذي يحترم القيم والمبادئ وحقوق الآخرين، وعلينا أن نرسل رسائل دائمة للمجتمع الدولي للتعريف بالإسلام وبشرح الإسلام دين السماحة والمحبة واحترام حقوق الفرد والمجتمع.

 

س10 ما هي نصيحتك للمرأة المسلمة؟

 

ج10 كلمة واحدة هي (التعليم) ولكن ليس بالتعليم وحده تستطيع المرأة أن تقوم بواجباتها في المجتمع ولكن أيضا على المجتمع الإسلامي أن يغير من طريقة تعامله للمرأة ويساوي في الحقوق بين الرجل والمرأة فهذا سيساعد كثيرا على تغيير وضع المرأة للأفضل في المجتمعات الإسلامية وأيضا على الصحافة العربية والإسلامية وأنت وجريدتكم واحدة من هذه الصحافة عليكم مسئولية تقديم الجانب الإيجابي أيضا في هذه المجتمعات للمجتمع الدولي، فالغرب لديه تصور أن المسلمين ليس لديهم احترام للمرأةفالتعلم شئ هام لأنه بمرور بضعة سنوات نستطيع أن نقول أن لدينا جيلا نعتز به .

خاتمة

وأخيرا فتنتهز الجريدة فرصة هذا اللقاء لتؤكد على أهمية تكريم المرأة ورفع شأنها .. وإن كانت هناك بعض التصرفات الغير مسئولة والتي تنافي الفهم الحقيقي للإسلام .. فإننا ندعو إلى أن نزيد مساحة الثقافة والتعليم والتربية التي تعرف مجتمعات الرجال بما توصية الكتب والرسالات السماوية بحقوق المرأة المسلمة، فهي مسئولة عن تنشئة الأسرة وإعداد الفرد ليكون مواطن يعتمد عليه في بناء الوطن.

إن مهمة التعليم رسالة يتحملها الإعلام ومن هذا المنطلق يسعدنا كجريدة عربية في المهجر أن نتعاون ونتشاور مع المؤسسات الإعلامية من أجل أن تكون هناك برامج تثقيفية تصب في صالح هذا الاتجاه.

وأخيراتحية تقدير وإعجاب للسيدة / أصالة ورداك .. لهذه الشخصية المتميزة والتي أضافت لبلدها ولشعبها الشئ الكثير مما يدعوا للفخر والاعتزاز، إن مجتمعاتنا العربية والإسلامية فيها الكثير من  هذه النماذج .. والتي تعطي صورة حقيقية للمرأة المسلمة أمام المجتمع والرأي العام الدولي .. 

 

شكر خاص للكاتب الصحفي / أحمد محارم وكل الزملاء الأعزاء علي القيام بالمساهمة بالترجمة في هذا الحوار حتي يخرج إلي النور

رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق