يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض خيار على الديمقراطيين في خطابه عن حالة الاتحاد، يوم الثلاثاء، بـ “العمل معًا من أجل إحراز تقدم، أو التشاحن وعدم إنجاز شيء”.
وأشار ترامب، أمس الجمعة، إلى أن الخطاب السنوي عن السياسة الأمريكية سيتضمن حديثًا مكثفًا عن الجمود السياسي مع الديمقراطيين بشأن بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، وهي قضية مثار تشاحن كبير بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أدت إلى إغلاق لبعض الإدارات الحكومية دام 35 يومًا وانتهى قبل أسبوع.
والتطرق إلى ذلك بشكل مطول قد يقوض أي محاولة من ترامب للتوصل لحل وسط، وهو أمر يحثه كثير من الجمهوريين – وبعضهم مقربون من البيت الأبيض – على عرضه؛ في محاولة لتهدئة الأجواء وتجاوز الخلاف بشأن الإغلاق.
وبعيدًا عن الجدار، قال مسؤول بالبيت الأبيض لـ “رويترز”، إن ترامب سيتحدث عن أمور يرى أن الجمهوريين والديمقراطيين قد يتمكنون من الاتفاق عليها، ومنها خطة لتمويل تطوير البنية التحتية في أنحاء البلاد، وخفض تكلفة العقاقير، والعمل على حل الخلافات المستمرة منذ فترة طويلة بشأن برنامج الرعاية الصحية.
وأوضحت مقتطفات من الخطاب نشرها البيت الأبيض، أمس الجمعة، أنه سيتحدث بنبرة توافقية على الأقل في جزء من خطابه.
وسيقول ترامب: “معًا يمكننا كسر عقود من الجمود السياسي، يمكننا تجاوز الانقسامات وعلاج الجروح القديمة وبناء تحالفات جديدة، والتوصل إلى حلول جديدة … القرار يرجع إلينا”.
ولم يتضح ما إذا كان الجانبان مستعدين للعمل معًا بأي طريقة، إذ إن التوترات ما زالت قائمة بشأن معركة إغلاق الإدارات، ومع اقتراب مهلة أخرى في 15 شباط/ فبراير.
وقال المسؤول: “سيعرض خيارين .. إما العمل معًا وتنفيذ أمور رائعة، أو التشاحن وعدم القيام بأي شيء”.
ويأتي الخطاب مع بدء ترامب عامه الثالث في فترة ولايته الأولى، التي تمتد 4 سنوات، وهو يواجه تحديات كبرى، مثل التحقيق في احتمال حدوث تواطؤ بين حملته الانتخابية الرئاسية في عام 2016 وروسيا، وكذلك تحقيقات يجريها الديمقراطيون في مجلس النواب بشأن رئاسته ومشاريع أعماله، والمفاوضات التجارية الصعبة مع الصين، إضافة إلى مشاكل أخرى.
ولا يعتقد ترامب ومستشاروه أن المعركة بشأن الإغلاق الحكومي ستترك جراحًا غائرة. ويحثه كثير من الجمهوريين على التركيز في خطابه على الاقتصاد، ومحاولة توسيع نطاق المؤيدين، بحيث لا يقتصر على القاعدة المحافظة التي تمثل نحو ثلث الناخبين فقط.
وقال مساعدون رئاسيون إن ترامب سيتحدث عن الهجرة والمطالبة بإقامة الجدار الحدودي.
وكانت نانسي بيلوسي، التي فازت بمنصب رئيسة مجلس النواب، بعد أن حقق الديمقراطيون فوزًا كبيرًا في انتخابات التجديد النصفي، في تشرين الثاني/ نوفمبر، قد تعهدت بعدم دعم تمويل بناء الجدار، وهي قضية زادت من التوترات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ويحث الجمهوريون ترامب على عدم الغوص في قضية الهجرة في خطابه. ويحرص الجمهوريون على الفوز في انتخابات 2020، ليس فقط في انتخابات الرئاسة، وإنما أيضًا لاستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ.
ومن المتوقع أن يتحدث ترامب أيضًا عن السياسة الخارجية. وقال يوم الخميس، إنه قد يعلن على الأرجح مكان استضافة قمته، بنهاية فبراير شباط، مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وهانوي هي أبرز مدينة مرشحة.
وقد يتحدث أيضًا عن التقدم في محادثات السلام بين الحكومة في أفغانستان ومقاتلي حركة طالبان. وكان قد أشار إلى أن التوصل لاتفاق سلام سيسمح للولايات المتحدة بسحب قوات من أفغانستان، بعد حرب دامت 17 عامًا؛ في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001.
وقال مسؤولون إن ترامب ومستشاريه يبحثون سحب نصف القوات الأمريكية من أفغانستان، في خفض كبير قد يثير انتقادات لترامب بأنه يعرّض المكاسب الأمريكية في أفغانستان للخطر.
ومن المتوقع أن يعلن ترامب في خطابه أن الحرب ضد متشددي تنظيم داعش في سوريا انتهت تقريبًا؛ ما يعزز قراره سحب ألفي جندي من سوريا، في خطوة أخرى مفاجئة أغضبت الكثير من أعضاء حزبه.
وقال مستشارون إن من المتوقع أن يعمل ترامب مع كبير كتاب خطاباته ستيفن ميلر، على صياغة الخطاب، خلال رحلة في مطلع الأسبوع، لمنتجعه “مار الاغو” في “بالم بيتش” بولاية “فلوريدا”.