تسبب مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في ترقب عالمي، بعد توعد إيراني برد قاس، وتحذيرات من إقدام إيران على محاولة إغراق حاملة طائرات أمريكية في الخليج.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية السبت الماضي قتل سليماني في غارة جوية بطائرة دون طيار، استهدفته وآخرين في بغداد، وهو ما أكدته طهران، التي وصفت العملية بـ”إرهاب الدولة”.
إغراق حاملة طائرات أمريكية
وحذرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، من أن يكون مقتل الجنرال الإيراني، شرارة لاندلاع حرب عالمية ثالثة، إذا أقدمت إيران على رد انتقامي بإغراق حاملة طائرات أمريكية في الخليج، مشيرة إلى أن الهجوم الياباني المباغت على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربور، بالمحيط الهادئ عام 1941، كان سببا في دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية.
وتقول المجلة الأمريكية إن حاملات الطائرات أصبحت، منذ خمسينيات القرن الماضي، رمزا للقوة العسكرية الأمريكية، ورغم مشاركتها في جميع الصراعات، التي خاضها الجيش الأمريكي منذ ذلك الحين، إلا أن أي منها لم يتعرض لهجوم.
وأضافت: “تمثل حاملة الطائرات حصنا بحريا عائمة إضافة إلى السفن والغواصات المرافقة لها، كما أنها تمثل رمزا للقوة العسكرية الأمريكية، التي قد يؤدي استهدافها إلى رد انتقامي من أمريكا”.
وتقول المجلة، إنه يمكن استهداف حاملة طائرات أمريكية وتدميرها بنجاح، باستخدام الأسلحة التقليدية، لكن ذلك سيكون له آثارا كبرى على الرأي العام الأمريكي، الذي يمكن أن يجعل مسار الرد الأمريكي على ذلك غير واضح.
ورغم إمكانية إقدام إيران على مهاجمة حاملة طائرات أمريكية في الخليج، إلا أن المحللين العسكريين يرون أن التوجه العالمي نحو خوض حروب محدودة، يجعل الجنرالات وقادة الأساطيل والسياسيين، يسعون لانتقاء أهدافهم بدقة لإبقاء المواجهة في الإطار المحدد لها قدر الإمكان، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن ذلك يدفعهم لتجنب أهداف بعينها، حتى إذا كان ضربها سيكون له قيمة عسكرية كبيرة في مسار الحرب.
الهجوم الخاطف
إذا أقدمت إيران على تنفيذ هجوم بوابل من الصواريخ الباليستية على حاملة الطائرات ونجحت في تدميرها أو حتى في إخراجها من الخدمة، فإن ذلك سيؤثر على قوة أمريكا العسكرية بصورة كبيرة، لأن ذلك يعني فقد الجيش الأمريكي حوالي 10 في المئة من قوته البحرية، وربما يردع واشنطن من إرسال حاملة طائرات أخرى إلى المنطقة.
وتقول المجلة: “إذا تم تدمير حاملة طائرات أمريكية في الخليج، فإن عدد السفن الحربية، التي يمكن للولايات المتحدة حشدها في أي حرب مقبلة سيكون محدودا، وسيكون عليها البحث عن خيارات أخرى مثل إنشاء قواعد برية وجوية، ومنصات إطلاق صواريخ لتعويض الخلل في التوازن العسكري، الذي يمكن أن يحدثه خروج حاملة طائرات من الخدمة في هجوم مباغت”.
ولفتت المجلة إلى أن إغراق حاملة طائرات أمريكية ستكون نقطة فارقة تجبر صانعي القرار الأمريكيين في التحول من فكر الحرب المحدودة إلى خوض حرب كبرى تستخدمها فيها مزيدا من الأسلحة المدمرة في نطاق جغرافي واسع.