مركز الدراسات
بعدما أطاحت بشاهٍ أعماه جنون العظمة.. لماذا تؤثر «الثورة الخمينية» في الشرق الأوسط حتى الآن؟
ألقت الثورة الإيرانية 1979 بظلالها الطويلة وتأثيرها على المنطقة، ولا زالت تلقي بها حتى الآن. إذ تحوّل شكل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، فقد برز «الإسلام السياسي في الإطار الشيعي» على الساحة بقوة، علاوةً على أنّ سقوط شاه إيران الأخير كان له تأثيره العميق على جيلٍ من زعماء المنطقة اللاحقين له.
اتضح ذلك بوضوحٍ حين تساءل عددٌ من الزعماء المستبدين في الشرق الأوسط أثناء الربيع العربي عمّا إذا كانوا سيلقون نفس مصير شاه إيران، وهو ما حصل بالفعل لبعضهم. ووسط تلك الأجواء المحمومة، عثر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ثغرته ليُثبِت للحلفاء الإقليميين وجوده في المنطقة. وكان لكل ذلك تأثيره العميق بالدرجة التي يُمكن معها اعتبار عام 1979 عام حدوث الثورة الإيرانية بمثابة عام التحوّل الحقيقي في المنطقة في عصرنا الحديث، ولنحكِ لكم القصة، وفق ما نشره موقع History Extra البريطاني.
بداية سقوط شاه إيران
بدأت القصّة بنهاية شاه إيران، في مشهدٍ سيبدو مكرراً في العالم العربي لاحقاً بعد عام 2011. فقد جلس الشاهنشاه (أي: ملك الملوك) محمد رضا بهلوي وراء مكتبه في قصر نياوران بطهران قلقاً منتظراً اللحظة التي قد تغيِّر كل شيء، فقد جهّز له وزراؤه خطاباً سيلقيه على الجماهير الغاضبة منذ شهور.
كان وزراؤه يعتقدون أنّه يمكن لهم السيطرة على الشارع الغاضب عبر وضع الشاه نفسه «على رأس هذه الثورة» بأن يخبر الجماهير أنّه أخطأ في الماضي وأنّه «فهم الدرس».
يبدو هذا المشهد مألوفاً في العالم العربي الآن، فهو نفس الخطاب تقريباً الذي تبنّاه رؤساء عرب قبل الإطاحة بهم في الربيع العربي. كان الخطاب الذي ألقاه الشاه يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1978. وتُظهِر اللقطات المصوّرة الأصلية لتلك اللحظات ملكاً منزعجاً من الوضع بوضوح، وهو يتسلّم نصاً دون أن يتسنّى له الوقت الكافي حتّى لقراءته.
بتردّد، قرأ البيان المُعَدّ له مسبقاً، واعترف خلاله بأخطاء الماضي. وفي فقرةٍ صادمة على وجه الخصوص، أعلن لشعبه الحائر أنّه «سمع صوت ثورتهم» وهو نفس التعبير تقريباً الذي استخدمه بن علي في تونس قبل خلعه في مفارقةٍ من مفارقات القدر.
تبيّن لاحقاً أنّ هذا البثّ كان نقطة التحوّل في تاريخ إيران ولكن ليس بالطريقة التي كان يأملها الشاه ووزراؤه. وبدلاً من تقديم إحساسٍ بالقيادة القوية؛ بدا الشاه مُتردّداً منهزماً مؤكّداً في الوقت ذاته أنّ البلاد كانت بالفعل في خضم هياجٍ ثوريّ.
وقد دفع هذا الأداء من الشاه، الأشخاص الذين لم يكونوا قد حددوا موقفهم بعد حتّى الآن بالتحضير للمستقبل. وهو مستقبلٌ لا يتضمّن الشاه بأيّ حال، والذي سيصبح بعد شهورٍ قليلة آخر ملكٍ (شاه) يحكم تلك الأرض بعد قرابة 2,500 عام من الحكم الملكيّ.
حلم «التقدُّم» الذي دفع الشاه ثمنه
كان يحدو شاه إيران أملٌ كبير بأن يُعيد إيران «العُظمى»، وكانت رؤاه وأفكاره كلها «تغريبية»، ووزراء حكومته من ناحيةٍ أخرى كانوا منشغلين بتملقه هو و «رؤاه» التحديثية الواسعة، فبدا شاه إيران منفصلاً عن الواقع أيضاً بسبب ثناء الرؤساء والزعماء الأجانب عليه ومدحهم له، فمن ذا الذي قد يشكك في «رؤية» الشاه؟!
بدأ عام 1978 بنغمةٍ مُتفائلة من شاه إيران، فقد اتّصل به الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، من أجل قضاء ليلة رأس السنة معه، فقد كان الشاه حليف أمريكا المفضّل على الإطلاق في المنطقة.
اعتبرت المصادر البريطانية تلك الزيارة انتصاراً للشاه، ودليلاً على المكانة العالمية التي كان يحظى بها. وذهب الرئيس الأمريكيّ كارتر إلى ما هو أبعد من ذلك خلال نَخبِه على مائدة عشاء رأس السنة، إذ أثنى على قيادة الشاه ووصف إيران بأنّها «جزيرةٌ من الاستقرار وسط منطقةٍ مضطربة»، لكنّ الأشهر القادمة كانت تحمل في طيّاتها جزيرةً من الاضطراب ستشعل الشرق الأوسط حتّى الآن.
كانت قرارات الشاه حتّى الآن تبدو جنونيّة – رغم ذلك -، فقد ألغى وجود الحزبين اللذين خلقهما أصلاً لأسبابٍ تجميليةٍ لشكل النظام، واستعاض عنهما بحزبٍ واحد أسماه حزب رستاخيز (البعث)، وطلب من القوى السياسية الانضمام للحزب أو مغادرة البلاد!
إضافةً إلى قراراتٍ أخرى «أقلّ إسلاميّة» في مجتمعٍ لديه شريحة كبيرة متدينة، كذلك كان قراره بتغيير التقويم الرسمي فجأةً إلى نظامٍ إمبراطوري يعود تاريخه إلى تنصيب قورش الكبير عام 559 قبل الميلاد، يُعَدُّ من أسوأ أشكال ضيق أُفِقه الذي كشف عن جهله الكامل بالمنطقة السياسية التي يحكمها التي بدأت تضطرب بشكلٍ مُتزايد.
كانت هذه هي الأجواء في البلاد مطلع عام 1978، وقد بدأ الشاه ذلك العام في حَثِّ وزير إعلامه على التعامل مع المعارض الصلب له: آية الله الخميني. وهو رجل دينٍ شيعي «مُزعج» للشاه على نحوٍ خاص، وكان قد بدأ يُباشر خُطَبَه بمفرداتٍ ومصطلحاتٍ قوية مُناهضة للشاه على نحوٍ مُتزايد، مثل تعبيره عن الشاه باعتباره «المستكبرين» وتعبيره عن الشعب باعتباره «المستضعفين».
كان الخميني هو أبرز زعماء المعارضة الدينية للشاه، نُفِيَ إلى العراق بعد خطبةٍ شديدة القسوة ألقاها عام 1964، ثمّ وبضغوطٍ من الشاه على العراق غادرها مستقراً في باريس، لكنّ شعبيته لم تكُن معتمدةً على الدين فقط، إذ كان حريصاً على زرع الولاء له بين طلاب إيران النابغين في الداخل والخارج -وهم طيفٌ من الشعب كان من المفترض أن يميل بحُكم طبيعته إلى الشاه ورؤيته!
الهجوم على الخميني.. الرصاصة التي أطلقت الثورة
في 8 يناير/كانون الثاني عام 1978، نُشِرَت مقالةٌ «مجهولة المصدر» على صفحة جريدة اطلاعات الإيرانية تهاجم الخميني. ربما بدت المقالة غير ضارةٍ حينها، لكنّ المؤرخين الآن يعتقدون أنّها ربما كانت بمثابة الرصاصة التي أشعلت نيران الثورة. كانت المقالة بالطبع بتوجيه من وزير الإعلام.
أثارت تلك المقالة المُسيئة للخميني سلسلةً من التظاهرات والمواجهات التي لم يكُن النظام مستعداً لها. فلم تكُن القوات الأمنية الإيرانية مجهّزةً للاضطرابات المدنية، وافتقرت إلى أدوات التعامل مع الاحتجاجات الحاشدة.
نتيجةً لذلك، نُشر الجيش في الشوارع وتحوّلت التظاهرات في المدن إلى العنف، ولقي عددٌ من المُحتجين مصرعهم. وأدّى ذلك إلى شللٍ سياسيٍّ شامل، وفضح آلية الحكومة التي تعتمد بشكلٍ متزايد على قرارات رأس السلطة» «الشاه» وحده.
لم يتعامل الكثير من الناس مع تلك التظاهرات بجديةٍ حينها ولعدّة شهور لاحقة، ربما لم يعتبرها أحدٌ على الإطلاق تهديداً للنظام القائم. وحثّ بعض الدبلوماسيين الشاه على التعامل مع تلك الاحتجاجات بـ «لمسةٍ رقيقة» معتبرين أنّها جزءٌ من العواقب الطبيعية لقراره بـ «الاتجاه إلى التحرُّر». في الحقيقة كانت المظاهرات رماداً لنارٍ كُبرى تستعرّ منذ سنوات.
وبحلول الخريف، كان من الواضح أنّ الشاه بدأ يفقد سيطرته على الأوضاع، لأسبابٍ منها أنّه بدا عازفاً وعاجزاً عن اتّخاذ أيّ قرارات. وأسفر قرارٌ مُتأخّر بفرض الأحكام العرفية عن سفك الكثير من الدماء: إذ قتل الجنود أكثر من 80 محتجاً في طهران يوم 8 سبتمبر/أيلول الذي عُرف باسم: «الجمعة السوداء».
ويبدو أنّ ذلك الحدث مثّل نقطة تحوُّلٍ نفسية بالنسبة للشاه نفسه، الذي رأى أنّه لم يَعُد مناسباً للحكم، وعند هذه النقطة، بدا محتاراً نتيجة إدراكه المفاجئ أنّ قطاعاتٍ كبيرة من الشعب لا تُكِنُّ له أطيب الأمنيات، فأصابه الشلل السياسي ما ضاعف عدم قدرته على اتخاذ قرارات.
بدأ المؤثّرون في إيران، وخارجها، يضعون خططاً للطوارئ بسرعةٍ مثيرةٍ للقلق، فكأنهم اعتبروا الشاه خارج الحسابات. وقد بدأ أولئك الإيرانيون، الذي كان يُمكن اعتبارهم من رعايا الشاه قبل وقتٍ قصير، في التخطيط للانتقال خارج البلاد أو حوَّلوا ولاءهم للمعارضة.
في الوقت ذاته، بدأت الحكومات الغربية في التحضير للانتقال السياسي، مما سرّع وتيرة الانهيار الحتميّ لنظام الشاه حينها، فلم يعد في نظر الفاعلين داخل بلاده شاهاً ولم يعد لديه دعمٌ دوليّ.
في 16 يناير/كانون الثاني عام 1979، رحل شاه إيران محمد رضا بهلوي إلى مصر في أول الأمر، من أجل قضاء عطلةٍ في الظاهر. وقد كان ذلك الرحيل قسرياً بالطبع، لتصير آخر أعمدة النظام بلا جدوى فعلياً: الجيش. وبعد شهر تقريباً، عاد الخميني إلى البلاد وسط استقبالٍ حافل في فبراير/شباط.
أثار هذا التحوّل المزدوج في الأحداث الدهشة على نطاقٍ واسع. وامتدت الصدمة لتُصيب الثوار المنتصرين أنفسهم، الذين لم يُصدِّقوا سرعة التحوّل وتكلفة النصر التي يمكن اعتبارها منخفضة نسبياً مقارنةً بالمتوقّع.
من ناحيةٍ أخرى، هناك مبالغة لدى من يعتبرون أنّ أعداد شهداء الثورة الإيرانية وصلت إلى 70 ألفاً، إذ إنّ أعداد الوفيات المسجّلة رسمياً في السنة التي سبقت رحيل الشاه كانت 2,781 فقط، بالطبع لا يمكننا فقط اعتماد الأرقام الرسمية، فغالباً ما تكون الأرقام أكثر من الرسمية، لكنّها لا تصل بحال إلى 70 ألفاً.
المثير في الأمر أنّ الثمن الكبير جاء في أعقاب رحيل الشاه، حين انقلبت الثورة على نفسها!
مكوّنات الثورة تأكل نفسها
كان شاه إيران مصاباً بجنون العظمة «الفارسية»، معتبراً نفسه «إمبراطوراً» وامتداداً لإمبراطوريةٍ فارسيةٍ قديمة، ولا يجوز النقاش حول قراراته أو نواياه مهما كانت بعيدة عن المجتمع الذي يحكمه.
الثائر الإيراني إبراهيم اليزدي الذي شغل منصب وزير الخارجية بعد الثورة لفترة وجيزة، يعتقد أنّه القائد الحقيقي للثورة الإسلامية كان «الشاه نفسه، لأنّه كان الوحيد الذي استطاع توحيد كافة الجماعات المتباينة تحت لواء معارضةٍ واحدة».
وبمجرد رحيل شاه إيران عن المشهد، انتهى التركيز عليه وحلّت النتائج التي يمكن وصفها بـ «المدمرة». إذ وجد الخميني نفسه، الذي أصبح زعيم إيران بلا منازع، محاصراً وسط القوى المتحالفة مع اليمين الديني واليسار الشعبوي. في حين أنّ الجماعة الثالثة، وهم القوميون العلمانيون، وجدوا أنفسهم خارج اللعبة السياسية خلال الصراع الدامي الذي سيأتي لاحقاً.
يمكن لنا أن نقول إنّ «ربيع الحرية» الذي وُجد عام 1979 كان وجيزاً للغاية، إذ سقط اليسار الإيراني الذي كان أحد أركان سقوط الشاه بالأساس في صراعٍ مريرٍ ودمويّ ضد القوى الإسلامية العازمة على السيطرة على الثورة ومكتسباتها.
وبعد إلغاء الملكيّة في استفتاءٍ عام؛ جرت صياغة دستورٍ جديد جمع بين عناصر من دستور الجمهورية الفرنسية الخامسة وبين هيكلٍ ثيوقراطيّ (ديني) طوّره الخُميني، وبموجبه يُشرف «فقيهٌ دينيٌّ» أعلى على النظام بأكمله ويُملي شروطه وتصوراته فعلياً: وهو الخميني. فيما عرف باسم «نظريّة الوليّ الفقيه».
كانت هذه المحاولة دمجاً للأفكار الغربية مع التصورات الإسلامية لدى الخميني، فأخرجت لنا «جمهوريةٍ إسلامية!».
هناك حادثتان مع بدايات الثورة لم تطبعا فقط إيران الجديدة، وإنّما طبعتا المنطقة بأكملها من جديد. الحادثة الأولى كانت عندما وافق الخميني على استيلاء طلابٍ إيرانيين مسلحين على السفارة الأمريكية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1979. كان مبرّر ذلك هو أنّ الأمريكيين ينتوون تكرار انقلاب عام 1953 الذي أطاح برئيس الوزراء القوميّ محمد مُصدّق، لكنّ حادثة اقتحام السفارة كانت بعد أن استقبلت أمريكا الشاه المريض لعلاجه من السرطان.
وكان من المفترض باحتلال السفارة أن يكون احتجاجاً مؤقتاً. ولكنّه تحوّل بدلاً من ذلك إلى تدريبٍ على احتجاز الرهائن لمدة 444 يوماً، مما حوّل العلاقة المشحونة بالفعل إلى عداءٍ متزايد بين إيران وأمريكا التي وصفها الخميني بـ «الشيطان الأكبر» ولا زال هذا لقبها لدى النظام الإيراني الحالي.
الحادثة الثانية كانت في سبتمبر/أيلول عام 1980، عندما أطلق الرئيس العراقي صدام حسين حربه ضد إيران وهي الخطوة التي لم يستطع المجتمع الدولي إدانتها حينها باعتبار أنّ الثورة الإيرانيّة بعثرت أوراق المجتمع الدولة في المنطقة، خصوصاً بعد حادثة احتجاز الرهائن داخل السفارة الأمريكية.
ظلال الثورة المتنامية
كان للحرب مع العراق طيلة ثماني سنوات، والكراهية المتنامية تجاه أمريكا، أثرهما العميق على مسار الثورة والجمهورية الإسلامية التي وُلِدَت من رحمها. إذ خلقت إحساساً حادّاً بالأزمة الدائمة التي لم تُنهها التسوية السياسية، والتي كانت مشوبةً بالتضاربات والتناقضات. وظلّت الجمهورية الإسلامية «استبداديةً عنيدة» رغم تظاهرها بالديمقراطية، بالتزامن مع تزايد حجم ووجود مكتب المرشد الأعلى تدريجياً، وتقمُّصه لصفات الملكيَّة التي حلّ محلها.
مات آية الله الخميني يوم 3 من يونيو/حزيران عام 1989، بعد أقلّ من عامٍ على نهاية الحرب مع العراق، ويمكننا ببعض التجوُّز القول إنّ الخميني لم يكن يتدخّل في التفاصيل المباشرة لإدارة الدولة، لكنّ الخطوط العريضة العامّة للدولة مثل قبول توقيف الحرب مع العراق أو إنهاء أزمة الرهائن الأمريكيين كانت منوطةً بكلمة تخرج من فم المرشد الأعلى فقط، الذي يمكن اعتباره في السياق الشيعيّ «ظلّ الإمام الغائب على الأرض».
بعد وفاة الخميني أصبح دور مكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة أكبر؛ فقد ذهب القائد المُلهم، وحلّ محلّهُ «مؤسّسة» هي المتحكّمة في كلّ مفاصل الدولة تقريباً. وقد ظلّ خلفاء الخميني يتصارعون على إرثه منذ ذلك الحين. ولكن حين يأتي وقت الاختيار بين علاج المشكلات الهيكلية الخطيرة التي ما تزال تُواجه البلاد وبين التحوُّل إلى أزمةٍ خارجية؛ يبدو أنّهم يميلون جميعاً إلى الخيار الثاني: الصراع مع الخارج.
ألقت الثورة الإسلامية في إيران بظلالها الطويلة على المنطقة، ولا زالت تُلقي بها إلى الآن؛ إذ تحوّل شكل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط كما أسلفنا، خصوصاً أنّ الحادثتين الأساسيتين طبعتا شكل إيران لاحقاً: علاقتها بأمريكا، وحرب العراق.