مركز الدراسات
من يوليوس قيصر إلى سليماني .. 24 عملية اغتيال سياسي كانت لها تداعيات كبيرة حول العالم
الاغتيالات السياسية ليست اختراعاً أمريكياً، لكن الولايات المتحدة كانت طرفاً في معظم تلك العمليات بالعصر الحديث سواء على أراضيها أو ضد خصومها، وعلى الرغم من الجدل حول ذلك السلاح من الناحيتين القانونية والأخلاقية، لا يبدو أن الحكومات ستتوقف عن استخدامه.
موقع بيزنيس إنسايدر الأمريكي نشر تقريراً، بعنوان: «24 عملية اغتيال غيرت العالم»، رصد من خلاله أبرز تلك العمليات من حيث التأثير الذي نتج عنها.
لا شك في أن بعض الاغتيالات غيرت العالم، ومن يوليوس قيصر إلى المهاتما غاندي، اغتيل بعض قادة العالم والناشطين والجواسيس الروس لأسباب مختلفة. إلا أن أغلب هذه الاغتيالات لم يكن له التأثير المتوقع.
واعتُبرت «الاغتيالات» غير قانونية بموجب القانون الفيدرالي الأمريكي منذ عام 1981، رغم أن تعريفها مبهم، وكان آخرها اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية باستخدام طائرة مسيَّرة، بناء على أوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إلا أن الإدارة الأمريكية تصفها رسمياً بأنها «عملية قتل محددة الهدف».
يقول إيان كينغ، وهو باحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في مقال له على موقع شبكة NBC الأمريكية، إنه رغم أن «السجل الكئيب» للاغتيالات يدل على أن بعضها حقق الهدف منه، يقل احتمال تحقق «النتيجة المرجوة» عندما تُغتال شخصية حكومية.
وكتب كينغ قائلاً: «حتى حين تُرتكب هذه الاغتيالات بطريقة انتقائية وقانونية واستراتيجية، يشير التاريخ إلى أنه ما يزال من الممكن أن تتحول إلى إجراء غير حكيم».
اغتيال حاكم روما يوليوس قيصر عام 44 ق.م
طعن نحو 60 عضواً في مجلس الشيوخ الروماني أو «السيناتوس»، زعيم روما 23 مرة، وفقاً لصحيفة The Telegraph. وجاء مقتله بعد شهر من تنصيب نفسه ديكتاتوراً. وكان مجلس السيناتوس قلِقاً من أن يغتر بسلطته ويدَّعي المُلك، ويتجاهل مجلس السيناتوس.
أدى مقتله إلى حروب أهلية، ونهاية عصر الجمهورية وبداية عصر الإمبراطورية في روما.
اغتيال الرئيس أبراهام لنكولن عام 1865
أطلق ممثل يبلغ من العمر 26 عاماً ويدعى جون ويلكس، النار على لنكولن برأسه في أثناء وجوده بالمسرح في واشنطن العاصمة، بعد خمسة أيام من انتهاء الحرب الأهلية.
واحتفى البعض في الجنوب بمقتله. وحل نائب الرئيس لنكولن، أندرو جونسون، محله، وناضل لإعادة توحيد البلاد بعد الحرب.
وفي أثناء فترة إعادة الإعمار، كان جونسون متساهلاً مع الولايات الجنوبية؛ وهو الأمر الذي أدى إلى فرض «قوانين مقيدة لحرية السود»، أدت إلى إنهاء جزء كبير من حريات العبيد المحررين.
اغتيال الرئيس ويليام ماكينلي عام 1901
أطلق ليون كولغوش، الذي كان يبلغ من العمر 28 عاماً ويتبع مدرسة اللاسلطوية، النار على ماكينلي خلال حضوره معرضاً في بوفالو بولاية نيويورك. وتوفي بعد ثمانية أيام.
ورغم أنه قد لا يكون معروفاً مثل كثيرين في هذه القائمة، أدت وفاته إلى إنشاء النسخة الحديث من جهاز الخدمة السرية، الذي يضمن توفير الحماية الكافية للرئيس.
اغتيال الأرشيدوق فرانس فرديناند عام 1914
أطلق الطالب الصربي غافريلو برينسيب (18 عاماً)، النار على الأرشيدوق وهو يقود سيارته في سراييفو بالبوسنة.
ولم يمر مقتله مرور الكرام، لأن فرديناند كان وريث الإمبراطورية النمساوية المجرية. فبعد موته، أعلنت الإمبراطورية الحرب على صربيا. ودفعت الولاءات الدولية دولاً أخرى إلى المشاركة في الحرب؛ وهو ما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الأولى، ومقتل وإصابة أكثر من 37 مليون جندي.
وكما كتبت صحيفة The New York Times عام 1915: «ما يمكن أن يصبح عليه العالم عندما تنتهي الحرب لا يمكن أن يتنبأ به أحد، لكنه سيتغير إلى حد كبير، وليس من الناحية الجغرافية فحسب».
اغتيال القيصر الروسي نيقولا الثاني عام 1918
قُتل القيصر وزوجته وأبناؤهما الخمسة رمياً بالرصاص في قبو على أيدي البلاشفة، وهم جماعة اشتراكية ثورية، والذين اتخذوا منهم رهائن، عدة أشهر.
وكان إعدامهم وحشياً ونُفِّذ بطريقة سيئة، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى أن بعض اﻷلماس كان مثبتاً في ملابس الأبناء لإخفائها. لكن هذه الألماسات تحولت إلى سترات واقية من الرصاص؛ وهو ما أدى إلى تأُخر إعدامهم.
وكان اغتيال آل رومانوف يعني نهاية الحكم الملكي في روسيا، إذ تحولت البلاد من حكم القيصر الإمبراطوري إلى دولة شيوعية، بقيادة جوزيف ستالين.
اغتيال الجنرال المكسيكي إميليانو زاباتا عام 1919
اغتيل الجنرال إيمليانو زاباتا خلال الثورة المكسيكية، بناء على أوامر من الرئيس المكسيكي فينوستيانو كارانزا.
كان زاباتا يقاتل لحساب المزارعين الفقراء طوال حياته. وبعد وفاته أصبح رمزاً للفلاحين المكسيكيين والطبقة العاملة. وذكر موقع History.com أن إصلاحات الأراضي ما تزال مهمة لعديد من المكسيكيين إلى اليوم.
اغتيال الزعيم الهندي المهاتما غاندي عام 1948
قُتل المهاتما غاندي، الذي تمكن من مساعدة الهند في الحصول على استقلالها السياسي من بريطانيا عام 1947، على يد متطرف هندوسي وهو في طريقه لأداء الصلوات المسائية.
وقد قاد عديداً من الاحتجاجات السلمية الشهيرة، مثل المسيرة التي استمرت لمسافة نحو 387.8 كم إلى الساحل الهندي لجمع الملح، والتي أدت بدورها إلى سجن 60 ألف من المحتجين السلميين.
وبعد وفاته، أصبح رمزاً لما يمكن أن تحققه الاحتجاجات الجماهيرية، ورمزاً لشخصيات ظهرت لاحقاً مثل مارتن لوثر كينغ جونيور والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
اغتيال الرئيس الكونغولي باتريس لومومبا عام 1961
اغتالت وحدة من الشرطة، بناء على أوامر من ضابط بلجيكي، لومومبا بعد انقلاب عسكري على حكومته.
وقع اغتيال لومومبا بعد سبعة أشهر من حصول الكونغو على استقلالها. ووفقاً لشبكة NBC News، أدى مقتله إلى زيادة الهوة في العلاقات الأمريكية-الإفريقية. وكانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية متورطة، وفقاً لاستقصاء أُجري لاحقاً.
ولومومبا اليوم رمز لعديد من القوميين الأفارقة، وتذكير بـ «الخيانة» الغربية، وفقاً لصحيفة Irish Times.
اغتيال رئيس فيتنام الجنوبية نغو دينه ديم عام 1963
اغتيل ديم مع أخيه في أثناء جلوسهما بالمقعد الخلفي لسيارة مصفحة، بعد أن أطاحت الولايات المتحدة حكومته.
وقد وافق الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي، الذي سبق أن دعم حكمه في الخمسينيات، على الانقلاب. وأدت وفاة ديم إلى دخول مزيد من القوات الأمريكية إلى فيتنام.
وكتب جيف شتاين في مجلة Newsweek، أن اغتيال ديم والانقلاب أديا إلى «كابوس انتهى بمقتل 58 ألف أمريكي (و1.5 مليون فيتنامي)، وتمزيق الولايات المتحدة، وشك عميق في المؤسسة السياسية الأمريكية التي ما تزال قائمة إلى اليوم».
اغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963
أُطلق النار على كينيدي، وهو أحد أكثر زعماء البلاد شعبية، مرتين على يد لي هارفي أوزوالد، في أثناء مرور موكبه في دالاس بولاية تكساس.
ومكَّن الحزن العميق الذي غمر البلاد بعد وفاة كينيدي خليفته، ليندون جونسون، من تمرير قانونين مناهضين للفصل العنصري: قانون الحقوق المدنية وقانون حق التصويت.
اغتيال الزعيم الأمريكي من أصول إفريقية مالكولم إكس عام 1965
قُتل مالكولم إكس، زعيم الدفاع عن الحقوق الدينية والمدنية المثير للجدل أحياناً، بطلقات نارية على أيدي أعضاء في حركة أمة الإسلام.
كانت حركة أمة الإسلام جماعة دينية، وكان رئيساً لها قبل أن ينفصل عنها ويبدأ منظمته الخاصة التي سماها منظمة اتحاد الأفارقة الأمريكان.
توقع كثيرون أن يتضاءل تأثيره بعد وفاته، لكن كان العكس ما حدث، إذ أصبح أيقونة للاضطهاد العنصري. وكان صعود اسمه يرجع جزئياً إلى نشر سيرته الذاتية بعد أشهر قليلة من وفاته. وأدرجت مجلة Time سيرته الذاتية في قائمة أهم الكتب غير الخيالية بالقرن العشرين.
ووفقاً لمجلة Time، ساعد كلٌّ من كتابه ومقتله في أن يتذكر الناس قصة حياته؛ لمثابرته وليس لتركيزه على الفصل العنصري.
اغتيال ناشط الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور عام 1968
قتل سارق محكوم عليه يبلغ من العمر 40 عاماً ويدعى جيمس إيرل راي كينغ بالرصاص في ممفيس، واشتهر كينغ بنشاطه وخطبه القوية. وقاد عديداً من الاحتجاجات السلمية، ومنها مقاطعة ركوب الحافلة بعد اعتقال روزا باركس؛ لرفضها التخلي عن مقعدها في إحدى الحافلات.
وبعد وفاته، ظل كينغ رمزاً للأمل في الوحدة العرقية. وكتب بينيل جوزيف بصحيفة The Washington Post، أن موت كينغ كان ضربة لأمريكا التي تقر بهياكل سلطتها المتأصلة، التي اضطهدت الأمريكيين الأفارقة والأشخاص الذين يعانون الفقر، وتتعامل معها.
اغتيال السيناتور روبرت كينيدي عام 1968
أطلق اللاجئ الأردني سرحان سرحان (24 عاماً)، النار على كينيدي بعد خطاب له بفندق أمباسادور في لوس أنجلوس.
وبعد وفاته، أصبح كينيدي رمزاً للحزب الديمقراطي، إذ كان يُنظر إليه على أنه قوة توحيد ممكنة للبلاد، لأن جزءاً كبيراً من حملته كان يركز على الحقوق المدنية.
وتقدير تأثير موته أصعب من تقدير تأثير موت الآخرين بهذه القائمة، لكنه كان قد فاز لتوه في الانتخابات التمهيدية بكاليفورنيا، وكان يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة.
رغم أن جوشوا زيتز كتب في مجلة Politico: «الواقع المؤلم هو أن الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو أن روبي كينيدي لم يكن سيفوز بالرئاسة، لأنه كان بالفعل في طريقه لخسارة ترشيح حزبه».
اللورد لويس مونتباتن، اغتيل عام 1979
اغتال الجيش الجمهوري الأيرلندي اللورد لويس مونتباتن، الذي كان خبيراً استراتيجياً عسكرياً ومرشداً للأمير تشارلز، وذلك عن طريق زرع قنبلة في قارب الصيد الخاص به. وتسبب الانفجار كذلك في قتل ثلاثة آخرين.
وكان المغزى من الاغتيال إظهار أن حتى الأفراد الذين هم من صفوة المجتمع البريطاني ليسوا آمنين من أن تنالهم قبضة الجيش الجمهوري الآيرلندي؛ نظراً إلى أن قواته كانت تحاول إنهاء الحكم البريطاني على أيرلندا الشمالية.
وبحسب موقع History.com، أدت عملية الاغتيال -بجانب عملية اغتيال أخرى وقعت ذلك اليوم وحصدت أرواح 18 جندياً- إلى أن تتخذ الحكومة البريطانية بقيادة مارغريت ثاتشر موقفاً «متشدداً» ضد المنظمة شبه العسكرية.
الرئيس الكوري الجنوبي بارك تشونغ هي، اغتيل عام 1979
اغتيل الرئيس الكوري الجنوبي بارك تشونغ هي في مطعم، على يد صديقه كم جاي غيو، رئيس خدمة الاستخبارات الوطنية الكورية.
منذ أن تولى مقاليد الحكم في كوريا الجنوبية، في أعقاب انقلاب عسكري عام 1961، حكم بارك بقبضة من حديد. وقال كيم إنه اغتال الرئيس من أجل استعادة الديمقراطية إلى كوريا الجنوبية.
وعبّر كثير من الكوريين الجنوبيين عن افتقادهم إلى بارك، نظراً إلى أنه قاد البلاد بينما كانت تبني اقتصادها الخاص، ونجح في الانفصال عن الولايات المتحدة. ومنذ وفاته يجرى تسليط الضوء على ذلك النجاح، بدلاً من تسليط الضوء على نظامه المتشدد.
الرئيس المصري محمد أنور السادات، اغتيل عام 1981
اغتيل السادات على يد ضباط منشقّين في الجيش المصري بينما كان يشاهد عرضاً عسكرياً في القاهرة، احتفالاً بذكرى انتصار حرب أكتوبر/تشرين الأول.
قال ستيفين كوك، الذي ألّف كتاباً بعنوان «النضال من أجل مصر: من عبدالناصر إلى ميدان التحرير»، في حديثه إلى الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية NPR، إنه بالرغم من شعور كثيرين بالصدمة لوفاته كان كثيرون متناقضين بشأن دوره السياسي.
ويُعزى هذا إلى بعض القرارات التي اتخذها خلال عهده. فقد غيّرت قيادته مصر. ابتعد السادات عن روسيا واقترب من الولايات المتحدة، وبدأ أيضاً حرباً مع إسرائيل ثم أنهاها بعد سنوات عديدة.
وفي حديثه إلى شبكة NBC News، قال عبود الزمر، وهو أحد الرجال الذين أمدوا مغتالي السادات بالذخيرة، إنه بالرغم من عدم ندمه على موت السادات، كان خليفته محمد حسني مبارك أسوأ منه. وبحسب الزمر، كان السادات «أفضل منه ألف مرة».
رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي، اغتيلت عام 1984
اغتيلت أنديرا، التي حكمت البلاد لـ15 سنة، على يد اثنين من حراسها الشخصيين، اللذين كانا من طائفة السيخ، وجاءت عملية الاغتيال رداً على أمر أصدرته أنديرا باقتحام المعبد الذهبي، وهو أقدس معابد السيخ، لإخراج السيخ الانفصاليين الذين كانوا متحصّنين داخله.
تسبّبت وفاة أنديرا في انتشار العنف. ففي غضون أيام قتلت العصابات آلافاً من السيخ، ولم يمنع كثير من ضباط الشرطة والمسؤولين الحكوميين العنف، بل ساعدوا في التحريض عليه.
رئيس وزراء الهند المستقيل راجيف غاندي، اغتيل عام 1991
صار راجيف غاندي رئيساً للوزراء بعد وفاة أمه أنديرا غاندي، لكنه اغتيل على يد انتحاري تفجيري تابع لحركة نمور التاميل في جنوب الهند. لم يكن راجيف في هذا الوقت على رأس السلطة في الهند، وكان سيترشح لشغل منصب رئيس الوزراء مرة أخرى.
صنع راجيف عداوة مع نمور التاميل، وهي حركة مسلحة في سريلانكا، بعد أن أرسل آلافاً من القوات لمساعدة سريلانكا في القتال ضد نمور التاميل قبل أربعة أعوام من اغتياله.
وكان لوفاته انعكاسات على المشهد في الهند، التي شهدت بعدها حالة من «الفراغ السياسي»، بحسب ما ذكرته صحيفة The New York Times، نظراً إلى أن الحكومة الهندية قادها أفراد من عائلته على مدى 45 عاماً قبل وفاته.
رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، اغتيل عام 1995
أطلق إيغال عامير، وهو طالب قانون يميني متشدد، النار على إسحاق رابين، بينما كان يغادر مهرجاناً مؤيداً للسلام، وكان رابين يحاول إقامة سلام بين إسرائيل وفلسطين. وقبل عامين من اغتياله أحدث تقدماً عندما التقى الفلسطينيين من أجل محاولة التوصل إلى طريقة لاستقلال فلسطين.
لكن عامير لم يكن يريد السلام مع فلسطين، وقد كانت عملية اغتيال رابين ناجحة في تحقيق مآربه. بحسب مجلة The New Yorker، كان اغتياله واحداً من الأحداث «الأكثر تأثيراً» في التاريخ.
منذ ذلك الحين لم يكن هناك أي اتفاق سلام، وكما كتب دان إيفرون في مقاله المنشور بموقع Politico: «لذا، مع اغتيال القائد الإسرائيلي، أبلى عامير بلاءً أفضل من مغتالي (إبراهام) لينكولن، و(جون) كينيدي، و(مارتن لوثر) كينغ، الذين حظيت سياساتهم بزخم نتيجة اغتيالهم بدلاً من أن يحدث العكس».
الجاسوس الروسي السابق ألكساندر ليتفينينكو، اغتيل عام 2006
اغتيل ليتفينينكو عن طريق كوب من الشاي أُضيفت إليه مادة سامة مشعة تسمى البولونيوم. وكانت هذه هي المرة الوحيدة على الإطلاق التي يسجل فيها حدوث عملية اغتيال بهذه الطريقة.
بعد تحقيق رسمي توصل القائمون على التحقيق إلى أن السم وُضع له عن طريق حارس سابق في الاستخبارات السوفيتية (كي جي بي)، ويدعى أندريه لوغوفوي، ومساعد له، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ربما» يكون هو مَن أمر بعملية الاغتيال.
استُهدف ليتفينينكو لأنه كان على وشك الإدلاء بشهادته حول حكومة بوتين في إطار تحقيقات إسبانية. وبحسب مجلة The Atlantic، كانت هذه لحظة مهمة في العلاقات الخارجية لروسيا، لأن بوتين أدرك ما يمكنه الإفلات منه.
رئيسة وزراء باكستان بينظير بوتو، اغتيلت عام 2007
اغتيلت بينظير بوتو، أول امرأة تتولى منصب رئيس وزراء في باكستان، على يد تفجيري انتحاري يبلغ من العمر 15 عاماً، بعد مسيرة انتخابية. وأثيرت حالة من الجدل حول سبب الوفاة، إذ قال أعضاء حزبها إنها ماتت بسبب جروح أحدثتها طلقات نارية قبل الانفجار.
وكانت بينظير قد عادت إلى باكستان قبل أشهر قليلة من اغتيالها للترشح لمنصب رئيس الوزراء لولاية ثالثة، بعد قضاء ثمانية أعوام خارج البلاد.
في أعقاب وفاتها، اجتاحت الاحتجاجات المدن، وأَضرمت الحشود النار في القطارات. وبعد وفاتها لا تزال بينظير رمزاً في البلاد، في ظل استخدام وجهها ورسائلها في الإعلانات، وعن طريق الساسة الآخرين، وقالت شبكة الجزيرة إن وفاتها جعلت منها شهيدة الديمقراطية، ومحت معها عديداً من أخطائها.
زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، اغتيل في 2011
اغتيل أسامة بن لادن، الذي كان مسؤولاً عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، على يد القوات الخاصة الأمريكية، بأوامر من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
كتب إيان كينغ في موقع شبكة NBC أن هذه العملية كانت واحدة من عمليات الاغتيالات الأنجح للولايات المتحدة، لأنه كان زعيم تنظيم إرهابي ولا ينتمي إلى دولة معترف بها.
وقال الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إنه سنحت له فرصة لقتل بن لادن قبل هجوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، لكنه لم يستغلها، لأن قتله كان سيتطلب تدمير مدينة وقتل 300 من الأبرياء. لذا لم يفعل ذلك.
زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي، اغتيل عام 2019
قتلت القوات الأمريكية أيضاً أبوبكر البغدادي، وشكّلت وفاته صفعة على وجه تنظيم داعش، لكنها لم تشل التنظيم. بحسب معهد بروكينجز، وضعت وفاة البغدادي التنظيم في حالة دفاعية، مما يعني أنه كان مضطراً للتركيز على بقائه بدلاً من تنفيذ مزيد من الهجمات الإرهابية.
ومثلما هو الحال مع عملية اغتيال بن لادن، كانت هذه عملية اغتيال أخرى ناجحة نفّذتها الولايات المتحدة؛ نظراً إلى أن البغدادي لم يكن مرتبطاً بأي دولة معترف بها، بحسب ما ذكره إيان كينغ.
الجنرال الإيراني قاسم سليماني، اغتيل عام 2020
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باغتيال سليماني بهجوم نفذته طائرة مسيرة، بالقرب من مطار بغداد.
كان سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يرأسه مباشرة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. بالرغم من أن الولايات المتحدة صنفته على أنه داعم للإرهاب كان يُشاد به في إيران.
ففي أعقاب وفاته، وصلت حالة التوتر بين البلدين إلى ذروتها، وتعهّدت إيران بالانتقام. وقال خامنئي إن الهدف الآن هو طرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وشنت الجمهورية الإسلامية غارة جوية استهدفت قاعدتين عسكريتين للولايات المتحدة في العراق، ولكن لم يسفر الهجوم عن أي إصابات. ولم ترد الولايات المتحدة بمزيد من الهجمات العسكرية، لكن الصراع لا يزال متأججاً.