قال العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هناك أطرافًا، وفِي القلب منهم تركيا، تحاول دفع الصراع حول الغاز في منطقة البحر المتوسط إلى العسكرة.
وشدد الدكتور خالد عكاشة- في كلمته أمام الحلقة النقاشية التي نظمها المركز اليوم الأحد، تحت عنوان “التحركات التركية في مجال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بمنطقة شرق المتوسط”، على ضرورة بحث ومناقشة التحركات التركية في مجال التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، حيث أنها اتخذت عدة سياسات لتمكنها من فرض وجودها ومصالحها على حساب الجميع والبداية تمثلت في الاتجاه للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في شرق المتوسط للمشاركة في ثروات المنطقة.
وأشار إلى أن الخطوة الأولى تمثلت في الضغوط و التهديدات التركية لمحاولات التنقيب القبرصية، حيث ادعت أنقرة أن المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية تابعة لها، وأرسلت طائراتها الحربية لتحلق على مستوى منخفض فوق الحفارات العاملة في المياه القبرصية، وبدأت في التنقيب في نفس المنطقة، ولكن قبرص استمرت في استكشافاتها ورفضت تهديدات تركيا بمقاطعة أي شركة تعمل في المنطقة.
وأضاف أن أنقرة بادرت بتهديد شركة إيني الإيطالية ومعاقبتها بإيقاف أعمالها في تركيا لعملها في هذه المنطقة، وهو ما رفضه الاتحاد الأوروبي.
ولفت الدكتور خالد عكاشة إلى زيادة المناورات البحرية والتدريبات العسكرية في منطقة شرق المتوسط، وإلى المناورة “ميدوزا” التي أصبحت مناورة سنوية تضم مصر وقبرص واليونان وبدأت في عام 2015 وكانت نسخته التاسعة في نوفمبر 2019 وهو ما يعد إدراكًا من مصر إلى أن هناك ضرورة لبداية تفعيل ورفع قدرات ومهارات العسكرية المصرية في هذا الاتجاه.
وأشار إلى وجود تنامي جديد قامت به تركيا في مسألة المناورات العسكرية والتواجد العسكري في شرق المتوسط، وعلى مستوى العسكرة البحرية، “إذ قامت بأربع مناورات في غاية الأهمية من حيث الحجم والمهام والزخم المرافق الذي حاولت تركيا تقديمه تحت هذا العنوان، الأولى “الحوت الأزرق” في 2018 وهي مناورة عسكرية تركية تحت مظلة حلف الناتو، والثانية مناورة “الوطن الأزرق” وهي أول مرة تقوم بها الحربية التركية في فبراير 2019 بآلية التواجد في ثلاث بحار محيطة بتركيا وهي البحر الأسود وبحر إيجة والبحر المتوسط، وبالمثل أعلنت البحرية التركية انطلاق مناورة “ذئب البحر” في مايو 2019 في البحار الثلاثة وُوصفت بأكبر مناورة بحرية من حيث عدد القطع المشاركة، ثم مناورة شرق المتوسط 2019 في ولاية مجلة جنوب غرب تركيا، دعت فيها تركيا 47 سفينة بحرية من 15 بلدًا.
ونبه أن إسرائيل لم تكن بعيدة عن هذا الأمر وكانت تستشعر دفع أو ترتيب أو رغبة من أطراف عديدة لإرسال رسائل ردع، ولذلك كانت حاضرة بمناورة “بحر الغضب” في يناير 2019، وهي مناورة بحرية قامت بها إسرائيل بعد 20 سنة من الانقطاع عن التواجد في هذه الساحة وإجراء مثل هذه الفعاليات العسكرية.
وكان المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية قد نظم مساء الأحد حلقة نقاشية لإلقاء الضوء على محاولات تركيا للهيمنة الإقليمية وحاجتها إلى زيارة وارداتها السنوية البترولية لكونها دولة غير منتجة للغاز فوجدت اكتشافات الغاز في شرق المتوسط حلا ممكنا لمشكلتها بغض النظر عن مدى مشروعية أهدافها أو استحقاقها.