أكد خبراء أنه لا يمكن تحقيق تقدم اقتصادي في القارة الإفريقية دون تحقيق الأمن والاستقرار، وشددوا على ضرورة تحقيق السلم المستدام بالقارة حتي تكلل جهود إعادة الإعمار بالنجاح.
وقالت الدكتورة رانيا حسين مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة -خلال ندوة “الأمن الإفريقي.. حتمية التعاون واستراتيجيات الإعمار” ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم السبت- إن “الصراعات المسلحة تعد عائقًا أمام تحقيق التنمية بالقارة ومن أبرز التحديات التي تواجهها”، مؤكدة أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بملف إعادة الإعمار والتنمية في أفريقيا لأن مصر لديها خبرات في مجالات مختلفة يمكن أن تستفيد منها دول القارة.
وأضافت “إن إعادة الإعمار والتنمية بالقارة الأفريقية تهدف إلى تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسة في الدول الخارجة من الصراع”، مشيرة إلى أنه يوجد برنامج واحد يلائم كافة هذه الدول.
وأشارت إلى المسؤولية المشتركة في إعادة الإعمار والتنمية بحيث تحدد الدول الخارجة من الصراعات احتياجاتها ويوفر المجتمع الدولي التمويل اللازم لها، كما يجب التركيز على بناء المؤسسات وليس إضعافها.
وأكدت أن الاتحاد الأفريقي أولى اهتمامًا بالغًا بقضايا السلم والأمن ابتداءً من جهود منع الصراع إلى إعادة الإعمار والتنمية، لافتة إلى أن أبرز التحديات التي تواجه إعادة الإعمار في القارة هي محدودية الموارد المالية والمؤسسية.
بدوره، قال الدكتور محمود زكريا أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة: “إن القوة الأفريقية الجاهزة لم تصل لمرحلة التشغيل الكامل، كما أن تشغيلها يساهم في الحد من التدخلات الأجنبية في القارة”.
وأضاف “إن أهم التحديات التي تواجه الاتحاد الأفريقي هي ضعف الإرادة السياسية لبعض الدول، فضلًا عن قلة الإمكانيات المالية للاتحاد مقارنة بميزانية الاتحاد الأوروبي”.
فيما أشارت الدكتورة نادية عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة: ” إن منطقة دول الساحل بها العديد من الثروات الطبيعية، كما أنها تعاني من الإرهاب”، مشيرة إلى أن قوة تجمع دول الساحل لم تستطع إحباط إلا عدد قليل من العمليات الإرهابية.
وأوضحت أن “بعض الدول الكبرى من مصلحتها أن يظل التناحر والصراع مستمر في بعض الدول”، مشددة على ضرورة أفرقة كل شئ في القارة وتحقيق التكامل الإقليمي.
وألمحت إلى ضرورة “الاستفادة من بعض التجارب الإقليمية، وعلى سبيل المثال تجربة مصر الناجحة في مكافحة الإرهاب”، منوهة بأن الوسيط لحل الصراعات يجب أن يكون من داخل القارة الأفريقية وليس من خارجها.
وقالت “يجب تنحية الخلافات السياسية والنظر إلى المصلحة العليا لدول القارة، كما يجب التعاون بين دول القارة في مكافحة الإرهاب والحد من التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية”.
يذكر أن دولة السنغال تحل هذا العام كضيف شرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وتم اختيار الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض، ويشارك في هذه الدورة 40 دولة ممثلة في 900 دار نشر يتم عرض أعمالها في 808 أجنحة، إضافة إلى 41 مكتبة من سور الأزبكية، كما تحتضن 3502 فعالية ثقافية وفنية متنوعة.
وللمرة الأولى يتم إطلاق تطبيق إلكتروني للتيسير على الزائرين لمعرفة أماكن دور النشر وما تعرضه من الإصدارات بجميع بياناتها والفعاليات المصاحبة ومواعيده.