منوعات
الصور والسلامات في اللقاءات والمناسبات الرسمية أحمد محارم – نيويورك
في معظم المؤتمرات والندوات واللقاءات التي يحضرها المصريين على مستويات عديدة، نجد أن مستوى الإلتزام بالحد الأدنى من الإنضباط والسلوك المناسب للحدث يعتبر شبه منعدم ومخالفاً للأعراف أو للمنطق. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لا تكف أجهزة التليفونات المحمولة عن الرنيين ولا يكف بعض الحاضرين عن التوقف عن الأحاديث الجانبية التي تشتت الجو العام للمناسبة فضلاً عن الظاهرة الأخطر وهى مدى حرص البعض على إلتقاط الصور التذكارية مع الشخصيات العامة الموجود في الحدث مما يشتت الإنتباه عن الحدث نفسه.
عندما يحدث ذلك في مصر، فاننا في الغالي نتوجه بالنقد الصريح ونطلب من الأهل والأصدقاء أن يتعلموا حسن التصرف من المجتماعت الغربية. فما هو عذرنا إن كنا نعيش في تلك المجتمعات الغربية؟ ألسنا عندما نحضر حدثاً مصرياً ننسى أننا نعيش في مجتمع غربي ونتصرف كأننا لا سافرنا ولا هاجرنا؟!
بالأمس القريب، كان هناك تجمعٍ راقٍ إلى أبعد الحدود حيث أن مستوى المشاركين فيه كان على أعلى المستويات العلمية والإجتماعية، وكان هدف هذا التجمع إقامة حفل عشاء خيري من أجل جمع التبرعات لصالح أحد المراكز الطبية المتقدمة في مدينة المنصورة بمصر (مركز المنصورة لعلاج أمراض الكلى). وأثناء إلقاء الضيوف المتحدثين لكلماتهم، كان البعض حريصاً بشكل لا يليق على أن يركز مجهوده على الصور والسلامات وتبادل الكروت الشخصية مع عدم إعارة أدني إهتمام للحدث الذي تمت دعوتهم إليه! من المفروض أن العلاقات العامة مطلوبةن ولكن يجب مراعاة أن يكون لها التوقيت المناسب في الحدث بحيث لا تلقي بظلال سلبية على الحدث الرئيسي ذاته والهدف المرجو منه.
نحن بحاجة إلى أن نعيد تقويم بعض سلوكياتنا المرفوضة، وربما يكون لنا أن ننظم مؤتمراً أو ندوة محددة لهذه الأغراض وتكون تحت عنوان: “الصور والسلامات وتبادل التعارف”، وفي هذا الحدث نتبادل التحيات والكلمات الترحيبية الطيبة، ونتبادل الكروت الشخصية، ونحصل أيضاً على كم معتبر من الصور مع الشخصيات العامة المدعوة خصيصاً لهذا الحدث. ربما بعد ذلك نكون قد أشبعنا رغباتنا وشُفِيَنا من داء تحويل المناسبات الرسمية الهامة إلى مناسبات للتصوير والسلامات.