بعد محاولات عديدة من قبل عشرات الآلاف من طالبي اللجوء باختراق الحدود البرية من تركيا إلى اليونان منذ نهاية شباط/ فبراير، أعلنت الحكومة اليونانية السبت أن هؤلاء غادروا المنطقة الحدودية خوفا من انتشار فيروس كورونا. من جهتها، أكدت السلطات التركية أنها بدأت عمليات إخلاء “بناء على طلب المهاجرين” بالحافلات إلى منشآت لوضعهم في الحجر الصحي مدة أسبوعين.
أشار رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الجمعة إلى أن طالبي اللجوء الذين احتشدوا منذ مطلع آذار/مارس عند الحدود اليونانية مع تركيا غادروا المنطقة، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن السبب مخاوف متعلقة بفيروس كورونا.
ورجح ميتسوتاكيس خلال اجتماع للحكومة عبر دائرة فيديو “أن المخيم الذي تم إنشاؤه بعد (1 آذار/مارس) قد جرى تفكيكه، وهؤلاء الذين كانوا عند حدود (منطقة) إيفروس قد غادروها”.
ولفت ميتسوتاكيس الجمعة إلى أن هذه الخطوة لن تغير خطط اليونان المتعلقة بتعزيز سياجها الحدودي. وأضاف “هناك فصل قد يكون بصدد أن يطوى، لكن كونوا على يقين بأن هذه المعركة مستمرة. هناك حاجة لتقوية السياج وإعادة تنظيم القوات هناك”.
وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قد صرح الخميس أن 4,600 مهاجر لا يزالون ينتظرون في منطقة كاستانيا الحدودية المعروفة في تركيا باسم بازاركول.
وأفادت وكالة أنباء ديميرون التركية أنه تم إجلاء طالبي اللجوء مساء الخميس بالحافلات إلى منشآت لوضعهم في الحجر الصحي مدة أسبوعين للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا.
وأضافت الوكالة أن السلطات التركية أزالت المخيم في بازاركول بعد مغادرة المهاجرين، مضيفة أن عملية الإخلاء تمت “بناء على طلب المهاجرين”.
وقال تلفزيون “إي آر تي” اليوناني الرسمي إن الشرطة التركية أضرمت النيران في المخيم قبل المغادرة.
وحاول عشرات الآلاف من طالبي اللجوء اختراق الحدود البرية من تركيا إلى اليونان بعد أن أعلنت أنقرة نهاية شباط/فبراير أنها لن تمنع الناس من محاولة العبور إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ووقعت اشتباكات حين حاول مهاجرون اختراق الطوق الذي اقامته شرطة مكافحة الشغب اليونانية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع باتجاههم.
كما أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع على أفراد الشرطة اليونانية، في الوقت الذي اتهمت فيه أثينا الشرطة التركية بإعطاء المهاجرين قواطع أسلاك لمساعدتهم على اختراق السياج.
وتمكن مئات المهاجرين من الوصول إلى الجزر اليونانية الخمس بالقرب من تركيا حيث يوجد أكثر من 36 ألف مهاجر ولاجئ في مخيمات مكتظة وغير صحية.
وبعد أن دعا ميتسوتاكيس قادة الاتحاد الأوروبي ليطلعوا على الوضع، تم إرسال 100 عنصر من وكالة الحدود الأوروبية فرونتكس إلى الحدود البرية اليونانية.
وقال مكتب ميتسوتاكيس الجمعة “من المهم أن يكون هناك تواجد منتظم للاتحاد الأوروبي في إيفروس والجزر”.
واتهمت أنقرة أثينا بضرب المهاجرين وإطلاق النار عليهم زاعمة أن البعض قضوا متأثرين بجراحهم، لكن الحكومة اليونانية نفت بشكل قاطع استخدام القوة المفرطة.