أخبار من أمريكا
بيل غيتس بخصوص كورونا: هناك غاية روحيةٌ وراء كل شيء يحدث، وهذا ما يفعله بنا حقاً
قال الملياردير الأمريكي بيل غيتس، البالغ من العمر 64 عاماً، والذي تبرع الشهر الماضي، بنحو 85 مليون جنيه إسترليني لدعم مكافحة فيروس كورونا، إنه على الرغم من حالة الفوضى التي نمر بها، فإن هناك “غاية روحية ما وراء كل ما يحدث”.
في رسالة مفتوحة حملت عنوان: “ما الذي يُعلِّمنا فيروس كورونا (كوفيد 19) إياه حقاً؟”، نشرها موقع Artofquotation، إن “هناك غاية روحية من وراء انتشار فيروس كورونا، كما أنه يذكّرنا بأن أعمالنا الحقيقية ليست وظائفنا، وبأننا يمكننا التحلي بالصبر، وبألا نستسلم للهلع”، يقول بيل غيتس.
“غاية روحية”
بالنسبة للملياردير الأمريكي، فإنه يؤمن إيماناً قوياً بأن هناك غاية روحية وراء كل شيء يحدث، ويستوي في ذلك ما نتصوره أمراً حسناً لنا أو ما نظنه أمراً سيئاً، وأضاف: “وبينما أتأمل هذا الأمر وجدت بي رغبة في أن أُشرككم فيما أشعر بأن فيروس كورونا/كوفيد-19 يفعله بنا حقاً”.
كما أشار بيل غيتس إلى أن “الجائحة التي عمَّت العالم تُذكِّرنا بأننا جميعاً متساوون، بصرف النظر عن ثقافتنا أو ديننا أو مهنتنا أو وضعنا المالي أو مدى شهرتنا”، فـ”هذا المرض يعاملنا جميعاً على قدم المساواة، وربما يجدر بنا أن نفعل ذلك أيضاً”.
كما أن فيروس كورونا، بحسب رسالة غيتس، “يذكّرنا بأننا جميعاً مترابطون، وأنه ما من شيء له تأثير في شخص ما، إلا وسيكون له تأثير في شخص آخر، ويذكّرنا بأن الحدود الزائفة التي لطالما شيَّدناها ليست لها قيمة، فهذا الفيروس لا يعترف بها، ولا يحتاج إلى جواز سفر لتجاوزها”. وأضاف أنه “يذكّرنا، إذ يضطهدنا لفترة قصيرة، بأولئك الذين يعيشون حياتهم كلها في اضطهاد”.
بحسب غيتس، فإن الوضع الحالي “يذكّرنا بأنه إلى أي مدىً ثمينة هي صحتنا، وكيف اعتدنا التهاون بها من خلال تناولنا مواد مصنَّعة فقيرة القيمة غذائياً ومياه شرب ملوثة، ملؤها مواد كيمائية. وإذا لم نعتنِ بصحتنا، فإننا لا محالة سنمرض”.
كما أنه يجعلنا ننتبه إلى أي مدىً قصيرة هي الحياة، وما يستحق عناء الالتفات إلى فعله حقاً، ألا وهو مساعدة بعضنا بعضاً، خاصةً كبار السن والمرضى. “فغايةُ [وجودنا] ليست شراء لفة جديدة من ورق المرحاض”، يقول الملياردير الأمريكي.
إنه يذكرنا بأنه إلى أي حدٍّ بات مجتمعنا مجتمعاً مادياً، وكيف أننا في أوقات الشدة الحقيقية، نتذكر أن الضروريات (من طعام وماء ودواء) هي ما نحتاجه حقاً، عكس الرفاهيات التي نعطيها كل القيمة في بعض الأحيان.
فيروس كورونا بالنسبة لبيل غيتس، يذكّرنا أيضاً بمدى أهمية عائلاتنا وحياتنا الأسرية، وإلى أي حدٍّ أهملناها في غمار أشغالنا. ويُجبرنا على العودة إلى منازلنا، حتى نتمكن من إعادة بنائها، لتصبح موطناً وموضع سكينة حقيقياً لنا، ولكي نعزز من وحدة أسرنا.
“عملنا الحقيقي”
بالنسبة للملياردير الأمريكي مؤسس شركة مايكروسوفت، فإن الفيروس يذكرنا بأن أعمالنا الحقيقية ليست وظائفنا، إنها ما نفعله لكسب عيشنا، وليس ما خُلقنا للقيام به، ويقول: “إن عملنا الحقيقي هو أن يعتني بعضنا ببعض، وأن يحمي بعضنا بعضاً، وأن ينفع بعضنا بعضاً”.
كما يذكرنا بألا نبالغ في تقدير ذواتنا وأهميتها، وبأننا مهما ظننا العظمة في أنفسنا أو ظن الآخرون فينا ذلك، فإن فيروساً بإمكانه إيقاف عالمنا بالكامل، وبأن قوة إرادتنا الحرة إنما هي أمر بأيدينا.
إذ بإمكاننا اختيار التعاون ومساعدة بعضنا بعضاً، والمشاركة والعطاء وتقديم الدعم لبعضنا الآخر، أو بإمكاننا اختيار الأنانية واكتناز كل شيء والعناية بأنفسنا دون مبالاةٍ بغيرنا، يقول غيتس: “ولا شك في أن الشدائد هي التي تبرز معادننا الحقيقية”.
ويذكّرنا بأننا يمكننا التحلي بالصبر، وبألا نستسلم للهلع، إذ يمكننا أن نستوعب أن مواقف كهذه قد وقعت مرات عديدة من قبلُ في التاريخ وستمر كغيرها، أو نختار أن نستسلم للذعر ونتصور أن هذه نهاية العالم؛ ومن ثم نتسبب في ضررٍ أكبر بأنفسنا.
الملياردير الأمريكي يضيف في رسالته، أن هذه الأزمة بالإمكان أن تكون نهاية أو أن تكون بداية جديدة لنا. ويمكن أن يكون هذا وقتاً للتدبر والفهم، نتعلم فيه من أخطائنا، أو يمكن أن يكون حلقة أخرى في دورة مستمرة حتى نتعلم في النهاية الدرس الذي يُراد لنا أن نتعلمه.
يذكّرنا بأن هذه الأرض تعاني علةً
ويذكرنا بضرورة الالتفات إلى معدل إزالة الغابات بقدر الالتفات ذاته الذي نبديه إلى نفاد لفائف المرحاض من رفوف المتاجر. نحن مرضى لأن موطننا الذي نسكنه يعاني علَّة.
كما أشار إلى أن الجائحة تذكرنا بأنه بعد كل عسرٍ، دائماً ما يأتي يُسر، فالحياة دوّارة، وهذه مجرد مرحلة في هذه الدورة العظيمة. لا حاجة بنا إلى الهلع، فكل هذا حتماً سيمر أيضاً. وأكد أنه في حين أن كثيرين يرون في فيروس كورونا “كوفيد-19” كارثةً عظيمة، “فإنني أفضّل أن أراها مُصحِّحاً عظيماً”.
وختم بيل غيتس مقاله بقوله: “إنها رسالة أُرسلت إلينا لكي تذكرنا بالدروس المهمة التي يبدو أننا نسيناها، والأمر متروك لنا إذا كنا سنتعلمها حقاً أم لا”.