مركز الدراساتمقالات
لماذا يأكل الصينيون الحشرات والزواحف وكل الكائنات الحية على الأرض؟ القصة بدأت قبل 60 عاماً – أحمد الكراني
تمثل العادات الغذائية الغريبة للشعب الصيني لغزاً محيراً للعالم أجمع، ومؤكد أنك قد سألت نفسك لماذا يأكل الصينيون بتلك الطريقة؟! خاصة بعد ظهور فيروس كورونا المستجد، وتفشيه كوباء عالمي أصاب وقتل مئات الآﻻف من سكان العالم، لو لم تجد إجابة محددة فلا تفوتك قراءة هذا المقال، ﻷنني بحثت وراء الأمر، وكتبت لكم بالتفصيل كيف بدأت هذه القصة؟ فليتسع صدركم لهذا السرد التاريخي الخطير، لأن هذه الحكاية لها أبعاد ممتدة لعقود طويلة في التاريخ الصيني، حتى تأصلت في ثقافة وعادات هذا الشعب، ولك أن تتخيل أن الصينيين يأكلون كل الكائنات الحية التي تمشي فوق الأرض أو تطير في الجو أو تعوم في الماء، وهذا الأمر يشمل الحيوانات والنباتات والحشرات، كل شيء حرفياً.
السبب المباشر في خلق تلك الثقافة والعادات هو المجاعات، البداية الموثقة لحالات أكل شاذة عن طبيعة البشر كانت عام 108 قبل الميلاد، واستمر تزايدها بنسب متفاوتة، لكن بشكل مطرد حتى عام 1911م، تلك الفترة وقعت فيها 1828 مجاعة، وفي أماكن متفرقة من الصين، مجاعة كل سنة تقريباً، ورغم أن أغلب تلك المجاعات كانت صغيرة ومحلية، فإن حدوثها المتتابع خلّف أزمة عنيفة جداً في الموارد الغذائية، ومن هنا بدأوا في اﻻعتماد على أي شيء يصلح للأكل، ولكن كل هذا وقع في نطاق محدود جداً، وﻻ يصح تعميمه على الصين كلها.
ومنذ عام 1851م، كانت حياة الفلاحين الصينيين على هامش اهتمام الحكومات والأنظمة المتعاقبة، وينتشر الجوع بين مجتمعاتهم بشكل كبير، وبخاصة خلال الأربعينيات من القرن العشرين، عندما زاد الطين بلة بوقوع الحرب اليابانية بكل ما بها من ويلات، لا يمكن بأي حال وصفها في سطور بسيطة كهذه، الغزو الياباني، ثم الحرب الأهلية الصينية جعلت الوضع أكثر سوءاً على معيشة الناس، ومع حالات القتل والتنكيل والتعذيب والفقر والجوع رجع الشعب بشكل فردي وجماعات للاعتماد على أكل أي كائن يقابلونه، وتم تسجيل حالات موت جماعي في مناطق متفرقة لعدم توفر الغذاء، أو فشل بعض الصينيين في هضم أوراق الشجر، أكلوا الحشرات حية، وغدوا مطاردين للقطط وللكلاب في الأزقة والحواري لقتلها وأكلها، ولكن هذه الحالات كانت في حدود مقاطعات مختلفة، ولم تكن في حدود الصين كلها.
كانت المصيبة الكبيرة في أعداد السكان المتضاعفة باستمرار، المواليد بالملايين كل يوم، ومن نهايات القرن الرابع عشر وحتى نصف القرن العشرين زاد عدد السكان في الصين بشكل متضاعف، ومع الفقر المنتشر بالتوازي مع الخلل القاسي في اقتصاديات الأسر نشأت حالة من اﻻعتماد على كل ما تقدمه الطبيعة، ومع التنوع البيئي في حياتهم العادية تزايد اعتمادهم على الكائنات التي تعيش في أراضيهم، وفي نهايات الحرب اليابانية في الأربعينات أصبح المطبخ الصيني يضم كل الحيوانات البرية بشكل شبه أساسي، وبدأوا في طبخها بطرق غريبة باستخدام توابل وبهارات وأملاح جامدة جداً في وجباتهم، ولاقت هذه الأطباق رواجاً شديداً عند قطاع عريض من الشعب، لكن حتى تلك اللحظة لا يمكننا الجزم بأنها البداية الحقيقية لتلك الأكلات.
يجب أن تعرف أنه حتى قبل عام 1949م، كان الفلاحون الصينيون هم أصحاب الأرض المزروعة، يقومون بزراعة جيوب صغيرة من تلك الأراضي بمحاصيل بالكاد تكفي لسد بطونهم، لكن بدأ “ماو تسي تونغ” في فرض سياساته اﻻشتراكية على البلد، فبدأ استخدام أنظمة احتكارية كي تسيطر الدولة على الزراعة، بغرض تمويل التصنيع، وبالطبع لاقت تلك القوانين رفضاً قاطعاً عند الفلاحين، وبالتالي لجأ للحيلة فاقترح أن يشتغل الفلاحون تحت سيطرة الحزب الشيوعي الصيني.
وكانت تلك الإجراءات هي بداية المأساة، لأن الحزب أنشأ جمعيات تعاونية زراعية اشتراكية، بمسميات مختلفة وتخصصات متنوعة ومتدرجة، المفروض أنها كانت لتسهيل مشاركة الأدوات الزراعية والحيوانات والمحاريث، كل هذا كان خيراً للشعب يراد به الشرُّ حرفياً، وتم تطبيق تلك السياسة بشكل تدريجي بين عامي 1949م و1958م، في السنوات التسع تلك عملوا إحصائيات للعائلات الصينية وأعداد المشتغلين في الفلاحة، وبدأوا في ضمهم بالعشرات والمئات تحت مظلات العمل اﻻشتراكي الحكومي، وأخذوا يشجعونهم ليكونوا تعاونيات محلية بمعرفتهم والانضمام إليها بحجة أنها تزيد من فاعليتهم، من دون أن تسحب أراضيهم منهم أو تُقيّد سبل معيشتهم، ثم بعد ذلك يصادرونها ويضعونها تحت قبضة الحزب الشيوعي، سرقة مقننة باسم الدولة أو الحزب وقياداته.
وبحلول عام 1958م، كانت الملكية الخاصة بالفلاحين قد أُلغيت بشكل تام، وأُجبرت كل العائلات في مختلف أرجاء الصين على العمل في دولة تديرها البلديات المحلية، وتحت رعاية الحزب وكوادره المختلفة، ففُرض هذه السياسات بأشكال متنوعة رغم معارضة الشعب الذي يعيش تحت قبضة أمنية قوية، ووقعت بأساليب احتيالية أو إلزامية أو تهديدية، وفي الغالب كان يدعى كبراؤهم لاجتماعات غير حقيقية، ثم يحبسونهم فيها لأيام، وأحياناً لأسابيع كي يوافقوا “بشكل تطوعي” على الانضمام إلى التعاونيات، وكل هذا توثقه الصين في “القفزة العظيمة للأمام”.
وليس هذا فحسب، فقد أصر “ماو” على إلزام البلديات بأرقام إنتاجية ضخمة، وطالب بمضاعفة الغلال للمدن، وتجميع العملة الصعبة من خلال التصدير، وهذا ما تسجلة الصين باسم إجراءات القفزة العظيمة للأمام، في الفترة من 1958م إلى 1962م، ولكن هذا كان عامل ضغط وفرض مزيداً من المعاناة على الشعب الصيني، المقيد بين أعمال السخرة في أراضيه وبين ضرورة توفير طلبيات البلديات التي ﻻ تنتهي، فانتشر الجوع والموت والقتل والتعذيب، في عمليات أشغال شاقة مؤبدة، ومعدل ساعات عمل ﻻ يتحمّلها أي إنسان، المحدود بقدراته الضعيفة.
فتعدّدت حالات العجز في دفاتر البلديات، وبدأوا في التفتيش على حلول جديدة لسد النقص الشديد في مخازن الحبوب، فكان من أول الإجراءات المتّخذة في سبيل تحقيق النهضة الصينية قانون “الآفات الأربع”، التي طالب “ماو” بضرورة القضاء عليها: الفئران، والذباب، والبعوض، وطيور الدوري، وتم الترويج للحملة على أنها حملة نظافة من قبل “ماو تسي تونغ”، الذي حدّد الحاجة لإبادة البعوض ﻷنه ينقل الملاريا التي تقتل المواطنين، وبالتالي يخلف عجزاً في أعداد العمال في الحقول، والفئران التي تنقل الطاعون الذي يقوم بنفس وظيفة الملاريا، والذباب كان يضايقه ليس إلا، وفي الأساس كانت البداية بقتل عصافير الدوري لأنها أكلت حبوب البذور وقامت بسرقة الثمار، واتهمها بأنها مثال على الرأسمالية، قرروا القضاء عليها بعدما تم تقدير ما يأكله العصفور الواحد بـ4 كيلو من الحبوب في السنة، ولذلك فقتل العصفور معناه توفير 4 كيلو زيادة في مخازن البلدية.
تم حشد الشعب الصيني لقتل الطيور، فكانوا يخرجون جماعات لمطاردتها وهم يُحدثون ضجيجاً عنيفاً، خبط وجلبة لا تحتمل، بالطرق على الأواني والطبول، بإحداث ضوضاء وأصوات تُرعب وتخيف العصفور فتمنعه من الهبوط للراحة على الأغصان، فتستمر في طيرانها، ويجبرونها على البقاء في الجو حتى تقع من السماء بفعل الإرهاق، فكان الطير يرفرف باستمرار فيستنزف قدرته على الاحتمال والتحليق، وفجأة تتوقف القلوب الضعيفة وتسقط الأجساد النحيلة كالحجارة على الأرض، وفي أوقات كثيرة كانت تنفجر الشرايين من كثرة المجهود المبذول، بعدما دُمرت أعشاشها، وتهشّم البيض بالأجنة، وقُتلت الطيور الصغيرة، وخرجت فرق كشافة مدججة ببنادق الصيد، فأطلقوا النار على طيور الدوري وأي طيور أخرى في السماء، على مدار سنتين استمرت المذبحة التي أدت لشبه انقراض للطيور في الصين.
وعلى بداية أبريل/نيسان 1960م، مثل هذه الأيام منذ 60 عاماً بالضبط، أدرك قادة الحزب الكارثة التي حلت على بلادهم، لأنه بدلاً من ارتفاع محصول الأرز بعد الحملة انخفض ﻷقل من الثلث، وهنا كانت المصيبة التي اقترفوها بأياديهم، ﻷن الحقيقة أن طيور الدوري كما أكلت من الحبوب فقد أكلت كمية كبيرة من الحشرات، فلما انتهت العصافير زادت الحشرات التي انطلقت من دون رادع في المحاصيل، فضاعت الحقول، ومضغتها أسراب من الحشرات المتنوعة بشكل بشع جداً.
وهنا أمر “ماو” بإنهاء حملة القضاء على عصافير الدوري، واستبدالها ببق الفراش، في حملة الآفات اﻷربع، وبحلول هذا الوقت كان الأوان قد فات، ﻷن جيوش الجراد اندفعت من دون أن يقابلها أي عدو، ﻷن عصافير الدوري هي التي كانت تلتهم أسراب الجراد التي تهجم على المحاصيل، فتضخمت جماعات الجراد وتفاقمت المشاكل البيئية التي سببتها “القفزة العظيمة للأمام”، خصوصاً مع إزالة الغابات وتجريف التربة لاعتقادهم أن عمق الأرض أكثر خصوبة، وكثر استخدام السموم والمبيدات الحشرية على نطاق واسع، في محاولة يائسة للسيطرة على هجوم الحشرات والجراد، ومن هنا تسبب الخلل البيئي في ظهور المجاعة الصينية الكبرى من سنة 1958م لسنة 1962م.
“ميرسكي” يقول عن فترة مصادرة الأراضي والسياسات الجديدة: “الحظر الذي فُرض على الممتلكات الخاصة قد دمّر حياة الفلاحين في أهم مستوياتها، فلم يكن القرويون يتمكنون من توفير كمية كافية من الطعام من أجل الاستمرار في الحياة، حيث تم حرمانهم من الوسائل التقليدية المرتبطة بتأجير أو بيع أو استخدام الأراضي كضمان للحصول على القروض من خلال نظام البلديات”.
ووقعت حوادث عنيفة جداً خلال تلك الحقبة الزمنية، سواء في القرى أو المدن الرئيسية، وهذا بالتوازي مع الكارثة البيئية المستمرة بلا هوادة، استمرت أشغال السخرة والتعذيب من دون أي راحة أو غذاء، عمل في عمل في عمل، ليلاً ونهاراً، وفي كل وقت، وخاصة مع تفعيل نظام البلدية، التي بقي كل همها “تستيف” الورق وشحن المخازن بالحبوب والغلال، وهناك حادثة مشهورة جداً عندما قام رئيس الحزب وزملاؤه بأعمال هوسية، فاقتادوا المئات من القرويين للعمل في الحقول، ناموا في الظل تحت طقس سيئ جداً وهجوم الحشرات ملتحفين بالصقيع في الليل، وأجبروهم على العمل لعدد ساعات لا يطيقه البشر، ودفعوهم للسير شبه عراه وحفاة، وأمعاؤهم تتمزق بسبب الجوع، وأجسامهم مفحوتة وتملؤها الأمراض، وسحبوهم لمشروعات إضافية بعيدة جداً.
وبالإضافة لكل ما سبق بكل انقلاباته الاقتصادية قام الحزب بتطبيق تغييرات اجتماعية ضخمة في الريف، طردوا كل المؤسسات والاحتفالات الدينية والمتصوفة، وقاموا بهدم كل الطرق التي اعتمد عليها الفلاحون في معيشتهم، واستخدم النظام الشيوعي الاجتماعات السياسية وجلسات الدعاية للترويج ﻷفكاره، بغض النظر عن الفشل الذريع الموجود على أرض الواقع، فقامت ضده معارضة وثورة هوجاء من اليمينيين، فما كان من “ماو” إلا أنه -بكل بساطة- تحول لجانب المتشددين، بمجرد أن لاقت سياساته معارضة شعبية نتيجة الجوع الفقر والقهر، فقام بدور الديكتاتور كما يجب أن يفعله حاكم يتخذ من اﻻشتراكية غطاء لأفاعيله، وطبعاً هذه الأفاعيل يمكن أن تحمل إسقاطات ورمزيات على أسماء كتيرة نعرفها، المهم، قام “ماو” بالتخلص من أكثر من مليون شخص في حملة مقاومة اليمينيين، فتمكنت بكفاءة من إسكات كل أصوات المعارضة من داخل الحزب أو من الخبراء الزراعيين أو عوام الشعب، قتل ثم قتل، لدرجة أن الناس اعتادوا أن يسقط أحدهم بالرصاص وهو يمشي، وأصبح وجود جثة في وسط الشارع أو في الحقل أو في النهر أمراً عادياً جداً عندهم.
ولم تحقق المرحلة الأولى من التنظيم الجماعي أي نجاح، ورغم كل ذلك لم يعترف أحد من السياسيين بالمجاعة الشاسعة، التي بدأت تظهر عام 1956م، رغم أن وسائل الدعاية الخاصة بالحزب أعلنت بشكل تصاعدي عن زيادة مستويات الحصاد، لكن واقعياً لم يجد شعب الصين لقمة جافة لسد جوعه، وهنا عادوا لعاداتهم القديمة في أكل جميع الكائنات الحية، التي لم تكن متوسعة بالشكل المطلوب حتى ذلك الوقت، ولكن تلك المرة لم تحرج العوام من سف التراب، فتّشوا عن الطير، وعملوا الفخاخ وأكلوها بكل الأشكال، وأكلوا الكلاب والقطط والفئران والسحالي والثعابين والخفافيش والحشرات، اصطادوا السمك، ومصمصوا القواقع، ولحسوا الزلط، مضغوا وبلعوا أوراق الشجر وأغصانه التي تصلح للهرس، ونهشوا حشيش الأرض بكل أنواعه، وتم تسجيل حالات أكل لحم بشري أو جثث، كما أكلوا الحيوانات النافقة، ورغم كل هذه الكائنات والحيوانات التي أكلوها فقد مات الملايين، التقارير الصينية نفسها تؤكد موت حوالي 20 مليون إنسان، رغم أن هناك تقارير دولية قالت إن العدد وصل لـ40 مليون شخص أو يزيد.
صنعوا مصائد ﻻصقة للجراد الذي اجتاح المحاصيل بعد شبه انقراض طيور الدوري، فقد وجد الناس أن في أي أزمة مصدراً للغذاء، والفئران التي يصطادونها ويسلمونها للبلديات -من أجل حملة اﻵفات- تحولت لوجبات، وتفننوا في طرق طبخها وأكلها، وبناء على كل ذلك لم يبق هناك كسوف، الجوع وحد عادات الناس مع بعضهم، وقد تمسك الصينيون بالعادات الشاذة تلك في الطعام رغم كل الأمراض التي تُسببها، ولعقود طويلة ترسّخ في ذهن هذا الشعب أن هذه الكائنات هي سبب إنقاذهم في وقت المجاعة الكبرى، ومهما تعرضوا لانتقادات كانوا يتشبثون بأكل كل الكائنات الحية، وغدا هناك ترابط بين المواطن الصيني وبين تلك الوجبات بكل شذوذها، خاصة أن تجارب المجاعات التي يحكيها اﻵباء والأجداد ما زالت حاضرة، ويستحيل أن يتخلوا عن تلك العادات لأنها كانت السبيل الوحيد للبقاء، وكل هذا تم توثيقه في كتاب “مجاعة ماو الكبرى” الفائز بجائزة “صامويل جونسون”.
وجب التنويه أنه نوعاً ما بدأت الأجيال الجديدة في التقليل من الأكلات الشاذة تلك، وأصبح هناك سلوك اجتماعي عام لرفضها ونبذها، رغم تمسك الصينيين المعمرين بأكلها، ولكن الشباب المنفتح على العالم رفضها، ومنع تلك الأطباق من المطاعم العامة، ولكن في المناسبات كالأفراح مثلاً يجب أن يأكلوها، لأنها أصبحت تراثاً يحاولون التمسك به قدر الإمكان، وأنشئت مصانع لتفريخ الحشرات المتنوعة، واستيراد الحيوانات الأليفة من بلاد العالم النامي لتربيتها في مزارع خاصة، ثم يقومون بقتلها في مسالخ خاصة وعامة، لكنها اقتصرت على أطباق يومية في بعض الأماكن والقرى، وليس في عموم أنحاء الصين.
وهذا المقال يشرح لك تاريخ تلك الأطعمة الغريبة على البشر، ومما سبق تتبين الأسباب التي دفعت الشعب الصيني لأكل كل شيء حي.