حذرت الجمعة سلطات أربع دول اجتاحها الإعصار هارولد في المحيط الهادئ من انتشار الأمراض بين مواطنيها في الوقت الذي تكافح فيه الخدمات الصحية العبء الإضافي المتمثل في فيروس كورونا المستجد.
وقال مسؤولون إن هناك حاجة للبدء سريعا في إصلاح ما دمره الإعصار للوقاية من تفشي الملاريا وحمى الضنك.
وأودى الإعصار بحياة 29 شخصا وشرد الآلاف بعدما ازداد شدة على مدى سبعة أيام من إعصار من الفئة الأولى إلى عاصفة هائلة من الفئة الخامسة عندما عصف بجزر سليمان وفانواتو وفيجي وتونغا.
وتسبب الإعصار بتدمير المنازل واتلاف المحاصيل وتخريب المزارع فيما غطيت الطرق بالحطام بما في ذلك العديد من القوارب المحطمة.
وقال سامي مافي لوكالة فرانس برس ان الإعصار دفع الموج مباشرة الى منزله بالقرب من بحيرة فانغاوتا المالحة في تونغا، فيما عائلته في الداخل.
وقال مافي “لم يكن المطر بل البحر هو الذي دخل علينا. ضرب الموج المنزل وانفتح الباب وكان أفراد عائلتي يسبحون في الداخل”.
مع وصول هارولد مصحوبا بمد عارم في تونغا، سحب قارب صيد مافي مسافة 200 متر إلى الداخل حيث عثر عليه مقلوبا وسط كومة من الحطام.
ووصف مدير اتصالات الصليب الأحمر لمنطقة المحيط الهادئ كارل غوستاف لورنتزن الأضرار التي لحقت بالمنطقة بأنها “هائلة”، لكنه قال إن الأمر قد يستغرق بضعة أيام قبل إيصال أية مساعدات مالية إليها.
وقال لورنتزن إن العديد من المناطق ستبقى من دون كهرباء لمدة أسبوع على الأقل، وفي بعض الجزر النائية في فانواتو، قد يستغرق الأمر أسبوعين قبل استعادة الكهرباء.
وأضاف “لقد تضررت كل المحاصيل بنسبة 100% ودمرت المنازل ونواجه بعض التحديات في توفير المأوى في تلك المناطق”.
وقال المسؤول المحلي ماتاي سيريمايا في لوغانفيل، ثاني أكبر مدينة في فانواتو، إن العاصفة تسببت بمقتل شخصين وتدمير 70%. وأضاف أنّ هناك حاجة ماسة إلى المياه النظيفة والمأوى.
وصرح سريمايا لراديو نيوزيلندا “إذا لم نقم بتنظيف الركام فسيبدأ باجتذاب البعوض ومن ثم سيتعين علينا مواجهة تفشي الملاريا أو حمى الضنك”.
توفي 27 شخصًا في جزر سليمان بعدما أغرقهم الموج الذي عصف بعبارة كانوا على متنها.
وفي فيجي، بعد ثلاثة أيام على العاصفة، ما زال 4000 شخص في مراكز الإجلاء.
ودمر الإعصار العديد من المنتجعات السياحية الساحلية وبالمثل قوارب الصيد في تونغا.
وقال مدير الأرصاد الجوية في تونغا، أوفا فانونو “لقد اجتاح البحر اليابسة بارتفاع بمتر أعلى من أعلى مستوى له، وكان مدمرًا إلى أبعد حدود”.
وأدى وباء كوفيد-19 العالمي إلى تعقيد جهود الإغاثة في حالات الكوارث، مع إحجام فانواتو عن فتح حدودها الدولية حرصاً على أن تبقى واحدة من الدول القليلة دون أي إصابات مؤكدة بالفيروس.