مقالات
واشنطن العاصمة المنطقة الخضراء – أحمد محارم
بداية يتبادر للاذهان مصطلح المنطقة الخضراء التى تقع داخل بغداد العاصمة العراقية ولكن مشهد يوم العشرين من يناير ومع مناسبة حفل تنصيب الرئيس جو بايدن فقد القت الدواعى الامنية بظلال من الخوف والشك من احتمال وقوع اعمال عنف امتدادا لما وقع امام وداخل مبنى الكونجرس الامريكى فى السادس من يناير
ومع تواجد ٢٥ الفا من قوات الحرس الوطنى داخل منطقة الاحتفال وحول المبانى الحكومية بالعاصمة الامريكية واشنطن دى سى حيث نقلت الصور لنا مشهدا غير مسبوق والذى فسره البعض بان امريكا صارت مجتمعا ضعيفا فى دولة قوية
التحديات التى تواجه الرئيس جو بايدن كثيرة ولكن يبدوا ان ثلاثة منها تمثل الاولوية لادارته
اولا : التعامل مع جائحة كورونا
ثانيا :الاقتصاد
ثالثا :تقسيم امريكا فكريا وثقافيا واجتماعيا
حيث ان هناك احداثا ثلاثة ستظل عالقة على جدران ذاكرة الشعب الامريكى لعقود من الزمن وهى
اولا :موقعة بير هابر ودخول امريكا الحرب العالمية الثانية
ثانيا :احداث الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١ والهجوم على مبنى برج التجارة العالمى
ثالثا : غزو مبنى الكونجرس الامريكى بالعاصمة واشنطن دى سى فى السادس من يناير ٢٠٢١
من الواضح ان امريكا تواجه الان تحديات غير مسبوقةً ومنها ظاهرة الفقر والجوع للقوة العظمى حيث قال الرئيس بايدن ان هناك ٤٢ مليون مواطن امريكى يعانون من الجوع ٣٠ مليون منهم بالغين و ١٢ مليون من الاطفال
والخوف الذى يتحدثون عنه الان هو الخوف من الانقسام الداخلى حيث ان مرور ٢٣٠ سنه حيث كان عدد البيض يفوق كل العرقيات الاخرى والحادث حاليا هو ان عدد الامريكان البيض صار اقل من الملونين ومن ثم فان تركيبة المجتمع الداخلى الامريكى الان :
البيض
السود
للاتينيين
الاسيويين
فنحن امام قوة منقسمة وكانها تمثل ٤ قارات تتصارع
ومع كل هذه الظروف المحيطة بالداخل الامريكى والذى يمثل اولوية فى ادارة الرئيس بايدن الا ان الخارج او السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية تمثل ايضا مزيدا من التحديات فى وقت يشهد العالم ظاهرة عدم الاستقرار بسبب تداعيات جائحة كورونا على اقتصاديات العالم وتطلع مناطق كثيرة من عالمنا المعاصر لكيفية تعامل بايدن مع الصين وروسيا والاتحاد الاوربى والملف النووى الايرانى والقضية الفلسطينية
الا ان هناك بوادر امل ان تتعاون جهات كثيرة داخليا وخارجيا مع ادارة بايدن فى اصلاح ما افسدته الادارة السابقة من اجل ان تعود امريكا لسابق عهدها كقوة عظمى تحظى بتقدير الحلفاء والاصدقاء ولا تشمت فيها الاعداء