إن الدراما هى حجر أساس لتشكيل شخصية الإنسان ووجدانه ونظرتة المستقبليه وتفكيره واتجاهاتة النفسية وإقبالة على المواقف الاجتماعية وطرق حلول للمشكلات المختلفة كل دي مفاهيم يكتسبها من الدراما ، الدراما مهًياش مجرد ترفيه أو ترويح عن النفس ، ولذلك فـ إحنا شفنا أجيال في مصرعظيمة بنيتها الدراما الرمضانية بصفة خاصة والدراما الاجتماعية بصفة عامة فشفنا مثلا مسلسل زي “بابا عبده” أو اللي أسمه “أبنائي الأعزاء شكراً” بتاع عبد المنعم مدبولي إزاى كان بيحث على قيم بر الوالدين والترابط الأسري ، شوفنا احترام الأم ونموذج المرأة العاملة والمرأة المطلقة فى مسلسل “أوان الورد” بتاع ورده وأولادها اللى كانت بتمثله مع شباب وأطفال صغيرين ، شفنا غرس التربية الخلقية والأخلاقية في مسلسل “المال والبنون”، الوطنيه والإنتماء فى مسلسل “ليالى الحلمية”، حتى الفكاهه كانت بدون تنمر او اسائه او تحفيل او سادية والكلام دا شفناه فى الدراما الفكاهية متجسدة فى برنامج “الكاميرا الخفية” زي ماشفنا برضة تنمية ملكات التخيل والإبداع عند الأطفال في فوازير “فطوطه وسموره” كانت بتيجي حوالي ثلاث سنين وشفنا قيمه العلم والتفكير الإيجابي في مسلسل زي “هند والدكتور نعمان” وشفنا تعليم وسطيه الدين في بعض المسلسلات زي “محمد رسول الله” اللى قعدت اجزاء كثير جداً وشفنا برده إزاي نتعرف على النماذج الإيجابيه في السيره بتاعة تاريخنا كعرب زي مسلسل “عمر بن عبد العزيز” و”عمرو بن العاص” و”خالد بن الوليد” بل إن في مسلسلات كامله كانت بتيجي في رمضان بتحض على التماسك الاجتماعي والعلاقه الحسنه بين الجيرة زي مسلسل “ساكن قصادي” دا بيدينا مؤشر لأيه ؟؟ مؤشر إن الدراما بتبنى مفاهيم ، الدراما بتنقل الثقافة وتنقحها من جيل لجيل وتحافظ على شكل وهوية الانسان ، للاسف الدراما دلوقتى تحولت إلى أشياء غير مرغوبة وهدم في الشخصية بتاعة البني آدم و شوفنا قد إية بتهدم الإنسان وبتعيق خطة الدولة بصفة عامة في تحقيق التنمية المستدامة ، وشفنا قد إيه بتلهث وراء الإثارة وبتخترق القيم وتنتهك الأخلاق وبقت كمان مرشد للجماهير لتنفيذ جرايمهم ودا للأسف يعني ، لنا أن نتخيل إن تدمير الشباب يعنى 60% من المجتمع دا بيكون من خلال عرض الإدمان والتدخين والبلطجه والتمييز والالفاظ المسيئة ، الدراما الحالية تطمث الهويه ، وبتحدث اضطرابات في المجتمع لإنها حرب ناعمة أحد أدوات القوى الناعمه ، الدراما أنا من وجهه نظري أكثر خطر في المجتمع المصري والعربي من المخدرات على الشباب بتشكل وجدان الإنسان وبتكًون صوره ذهنيه تجاه بعض الشخصيات و الوظائف و المفاهيم الاجتماعيه ودي برضه مشكلة كبيره ، إحنا هنشوف المطلقه شكلها عامل ازاي – السكرتيره – الممرضه ، ودا كلام طبعا هادم ولا تماشي مع الواقع ، اللي دلوقتي الممرضات دوول بقم الجيش الأبيض وبقم جنب الناس فى جائحة كورونا ، يعني بقى في زيادة في نسبة العنف والتعاطي والإدمان والطلاق وخلق يعني جرائم مستجده حتى ما كانتش موجوده قبل كده ، لينا أن نتخيل إن إحنا في رمضان 2019 كان في 948 مخالفه فى 18 مسلسل فيها قتل وفيها إدمان وشرب سجاير وشيشه وتعظيم دور البطل المدمن فيها تعدد زوجات فيها إهانه للمرأه والتعامل معاها كسلعة فيها عنصرية في بعض الاحيان فى 10 مسلسلات بس فى 2019 كانت بتحض على القتل فيها اساءة للاطفال وعمالة الأطفال فيها افتقاد للهويه وللغه ، يعني كانوا بيوظفو حتى بعد الجرائم ويجسدوها زي اللي هي كانت بتحط جوزها فـ البانيو وكانت بتحلل الجثة بتاعته ، كانت العملية صعبه جداً وشفنا حتى يمكن جريمة في المرج السنة اللي فاتت إن واحده وضرتها قتلت ثلاث اطفال وراح واعترفوا في النيابة ، ودا كان اقتباس من فكره في أحد الأعمال الدرامية في رمضان ، وشفنا ان الناس كانوا بياخدوا يتعاركو مثلاً وياخدوا واحد ويلبسوه ملابس نسائيه ويعتدوا عليه بالضرب دا اللي حصل في الفيوم تقليد لمسلسل الأسطوره وحصل بعد كدا فى حلوان ، يعني بقى في هدم نتيجة المحاكاه والتقليد وبقى في فقد للقيمة الإنسانيه ودا حتى شفناها فى بعض الأعمال حتى في الدراما الحالية السنه دي ، يعني شوفنا مثلا من ضمن السلبيات اللي تم غرسها السنه دي إهدار قيمة الإنتماء شفنا ممثلين سخروا من المجندين واستهزئوا بيهم ودلوقتي واخدين أعمال بطولة زي اللي هو إبن عساف الغريب في مسلسل “نسل الأغراب” ، وشفنا ناس كانت بتسخر من الجيش والشرطة وعملوا أعمال وبياخدوا فيها ملايين زي شريهان على سبيل المثال ، شوفنا تغييب للذهن ولقيم العلم والمعرفه فى مسلسل “المداح” شفنا اساءة للاطفال وعمالة الاطفال زي برضه مسلسل “مداح” اللى كان بياخدوا بيسموه ايه بيكشف عنه المندل ، شوفنا ألفاظ مسيئة ، شفنا عنف ، عنف شديد زي مسلسل “نسل الأغراب” ولأول مرة يبقى فيه صراع بين الشر والشر ، ده هدم حتى للقيمة ، طول عمرنا الصراع الدرامي بيكون مبني على الصراع بين الخير والشر مش الشر والشر اللي هو عساف الغريب والراجل اللي هو ضده ، شفنا تحفيل وتطاول وسخرية وسادية حتى في البرامج زي برنامج رامز للأسف الشديد يعني ، قيم الانتقام والشر بين أفراد العائلة الواحدة بشكل متطرف وبائس ما كناش نتمنى انه هو يحصل وبالتالي حًول الفن من رسالة الى الحاجات اللي احنا بنشوفها دي ، نتمنى إن يبقى فيه وقفه مع النفس ولا سيما الحاجات دي بتسيب آثار نفسيه شديده عند الاطفال يعنى مشاهد الخوف والضرب والسحل والعنف دي بتدي شعور بالهلع عند الطفل و تديلو خوف وانطواء وعزلة اجتماعية نتيجة مايشاهدة من مشاهد بالمنظر دا بتخلي عنده عدم تعاطف مع الآخرين ، وقتل لسلوك الأنسنه فى نفس الطفل ، داحنا بنشوف البطل بيقتل وبيضحك زي احمد السقا ويبتسم ويطًلع لسانه يعمل متلازمة سلوكية يبقى فيها اكتساب لقيم ومعايير مزدوجة ومتضاربة يعنى الحاجة وعكسها ودا مابيأهلشى الطفل لما يبكبر يواجه المجتمع بمشكلاتة الكبرى وتحديات وصراعات واختياراته بتخلي عنده شويه زهنى تجاه بعض النماذج للمرأه هدم القيم الاجتماعيه زي الجواز وزي الطلاق وزي أنة يرمي عياله وزى أنه يروح يخون مراته دي كلها حاجات صعبه جدا يعني.طبعا ما نقدرش نغفل أن مسلسل “الاختيار ٢” شعاع نور وسط ظلام الدراما السفلية .. غرس قيم الانتماء .. عرض حقائق .. ناقش قضايا معاصرة مثل الإرهاب والتطرف ؛ قام بالتحصين الفكرى لشبابنا وأطفالنا ؛ قام بتعديل الصورة الذهنية تجاه رجال الشرطة بصورة مستحبة فى مواجهة الحرب الشرسة ضدها من قبل دعاة الظلام والتطرف وأعداء الوطن .. اتمنى يبقى فيه إلقاء للضوء على السلبيات مانحتفلشى وخلاص ونقعد نهلل لاعمال دراميه والكم بنركز عليه مش الكيف بالإضافه إن تغليظ العقوبات بقى أنا من وجهه نظري مهم جدا يعني لنا أن نتخيل إن العقوبة 250,000 جنيه على اي لفظ خارج ، 250,000 جنيه دوول بياخذوا ملايين ما تقولو خصم مثلا ياخدو منه مخالفه ربع العقد بتاعه او نصف العقد بتاعه فيحرم ، فيبقى فى تغليظ فى العقوبات نتمنى برضه يبقى في ورش عمل ودورات لشباب المخرجين وكتاب السيناريو والممثلين بحيث ان إحنا نحاول نطلع بدراما نقيه تبقى فعلاً وسيلة لتربية أولادنا وغرس المفاهيم الاجتماعيه والخلقيه والبيئيه وتنميه ثقافتهم بدل ما احنا شيفين ألفاظ وشتيمه وألفاظ جنسيه مسيئة وتحريض على بعض السلوكيات الغير مرغوبة ..
تابع الحوار .. على أبو زيدان
