مقالات
مجلس المخاطر وجبر الخواطر – بقلم/أحمد محارم
عندما تولى انطونيو جوتيرس منصبه كامين عام للامم المتحدة صدر عنه اول تصريح لاقى الاعجاب والتقدير من جميع الدول حيث اشار الى الترهل الادارى الذى تعانى منه المنطمة الدولية وانه سوف يولى اهتماما اكبر بالمنظمات الاممية التى تعمل على الارض وتخدم الناس فى انحاء الدنيا
وكان الرئيس الامريكى الاسبق دونالد ترامب رايا اثار الكثير من الجدل حيث فى محاولة منه للضغط على الامم المتحدة وتقليص حجم المساهمة المادية التى تشارك بها امريكا وقال على الملا ان الامم المتحدة من وجهة نظره هى بمثابة نادى كبير يجتمع فيه الناس لشرب القهوة
وتعليقا على جلسة مجلس الامن التى عقدت يوم الخميس الثامن من شهر يوليو الجارى والتى خصصت لمناقشة موضوع سد النهضة الاثيوبى
قدم مقترح من قبل دولة تونس حيث انها تمثل المجموعة العربية ومعها السعودية والعراق وقبل انعقاد الجلسة والتى من المفترض ان نضمن ٩ اصوات من جملة اعضاء المجلس ال ١٥ حيث خمسة دايمين اهم حق الفيتو وعشرة يتغيرون كل عامين
وكانت الجلسة فى صورة كلمات وليس مقترح وتناول الحاضرون من ممثلى الدول القاء كلماتهم والتى تعبر عن وجهات نظر دولهم
وكان من الملاحظ ان مجمل وجهات النظر دارت حول الاستمرار فى المفاوضات او ان يكون هناك اتفاق ملزم للاطراف الثلاثة
١- الصين لديها مشاكل مع جيران لها فى ٧٠ سد خاصة بالانهار مع جيرانها ومنها الهند حيث قامت حروب راح فيها ضحايا
٢- روسيا ايضا عندها اشكاليات فى موضوع الانهار والسدود
٣- امريكا لديها مشاكل مع المكسيك وكندا متعلقة ايضا بالانهار والسدود
ومن ثم فاننا امام ٣ دول عظمى اعضاء بمجلس الامن ولهم حق الفيتو ليس لاى منهم الرغبة فى الاقتراب من هذا الموضوع حتى لا يصدر عن المجلس فى حالة السد الاثيوبى قرارا يمثل سابقة
واما عن فرنسا والتى تتولى ادارة اعمال مجلس الامن خلال شهر يوليو الحالى فان امرها محير للغاية وكلمات مندوبها مايعة
اعتقد ان كلا من مصر والسودان قد نجحا من خلال انعقاد المجلس لمناقشة الموضوع بغض النظر عن نتائج هذه الجلسة حيث انهما قد وضعا العالم امام مسؤلياته وربما قد يساعد ذلك فى تبرير اى نيه اعمل عسكرى ليس فقط لايقاف العمل بهذا السد وانما الاهم هو الرسالة لمن يهمه الامر بان بناء اى سدود اخرى لن يكون بهذه السهولة التى اوجدتها اثيوبيا متحدية المبادى والقوانين الدولية
وزير الخارجية المصرى سامح شكرى كان كالعادة موفقا فى كلمته والتى شرحت ليس فقط للاعضاء المشاركين وانما العالم اجمع من خلال الجلسة المفتوحة ًوايضا من خلال الموتمر الصحفى الذى عقد فور انعقاد الجلسة وشاركت معه فيه وزيرة الخارجية السودانية حيث اجابا معا على اسئلة الاعلاميين ومراسلى وكالات الانباء العالمية
مندوب روسيا قال لهم طالما ان الجميع متواجدون فى نيويورك فلماذا لا نتواصل فى الحوارات حتى نصل الى تصور يقبله الجميع
ارتيريا لا تريد ان تضع قواعد او ثوابت وانما تريد فقط ارشادات
وربما فهم البعض ممن قللوا من اهمية الذهاب الى مجلس الامن لان الموصوع ليس من اختصاصه
لم يدركوا تاريخ الدبلوماسية المصرية وخبراتها المتراكمة فى المفاوضات وصبر ايوب الذى تحلى به دبلماسيوها
ان المادة ٣٥ من ميثاق الامم المتحدة تشير الى ان وجود اى صراع فى اى منطقة من العالم قد يودى الى صراع ونشوب حروب تودى الى زعزعة الاستقرار فان الامم المتحدة تتدخل وتكون لديها اجراءات لوقف هذه النزاعات
ومن الواضح ان السنوات العشر من المفاوضات اكدت عدم جدية اثيوبيا بل واصرارها على المضى فى اتخاذ خطوات احادية تضر بمصالح دولتى المصب مصر والسودان
ان مصداقية المنظمة الدولية كانت لبعض الاوقات مثار جدل والان ومع تطورات هذه القضية فانها على المحك
نامل ان تسير الامور بالشكل الذى يتيح للقارة الافريقية النمو والازدهار خاصة وانها جزء مهم من العالم وايضا لان مصر كان لها ولازال وسوف يظل قدر كبير من الاهتمام والتعاون مع القارة الافريقية
ان مجلس الامن يعمل على دفع المخاطر
ولكننا لاحظنا ان هناك محاولات لجبر الخواطر على حساب حقوق البعض