أخبار من أمريكاتحليلات سياسيةعاجل
أخر الأخبار

موقع Der Spiegel ينشر تحليلًا لشخصية الرئيس دونالد ترامب

ترجمة: رؤية نيوز

علّق مقال منشور في صحيفة Der Spiegel الألمانية على السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ توليه فترة رئاسته الثانية، حيث اعتبرتها الصحيفة “سخافات”، في حين أن ما يُصرّحه ويقرره ترامب إنما هي توجهات مدروسة بعناية.

وصف المقال أن الرئيس ترامب رجل جريء يتعمد تحويل هذه الجرأة التي يمتلكها من شجاعة إلى تهور، واعتبرت الصحيفة أن سلوك ترامب عكس خليطًا لثلاث خلفيات تتمثل في؛ تجارة، تمثيل، سياسة.

وقد تجلت روائح هذا الخليط حين قال أن شواطئ غزّة تصلح أن تكون مشروعًا سياحيًا رائعًا، أو حين ينوي طرح البطاقة الذهبية للإقامة في أمريكا وبمبلغ خمسة ملايين دولار، أو حين ينوي إخراج أمريكا من الأمم المتحدة.

وتُشير المقال أنه خلال الولاية الثانية لترامب، فبين ما قرره ترامب وما فعل فعلًا من قرارات، فهو  يخرج عن الإطار الكلاسيكي التقليدي في العمل، بمحاولته لخلق ضجة إعلامية عن موضوع، قد يكون وهمي ، أو يستحيل تحقيقه، بما يهدف في النهاية إلى تشتيت الانتباه أو تحقيق أهداف غير معلنة.

وتُشير معلومات صحفية عن قيام الرئيس ترامب وبالتعاون مع إيلون ماسك بتغيير واسع في الكوادر الإدارية والقضائية والعسكرية في واشنطن، وتسريح أعداد كبيرة من غير المرغوب بهم، أو الموالين للإدارة السابقة، وأعلن ترامب، الأربعاء، مواصلة تسريح أعداد كبيرة من الموظفين خشية، كما يقول، إفلاس أمريكا، هذه التغيرات تمر دون ضجيج وبسلاسة، تحت غطاء العواصف الإعلامية الكبرى التي يفتعلها ترامب.

فما يفعله ترامب يبدو للآخرين حماقة أو سياسة مرتجلة، ولكن في الحقيقة أسلوب مدروس ومستوحي من نظريات سياسية وإعلامية تستهدف إعادة  تشكيل الوعي العام، ودفع الخصوم إلى التنازل أو إلى مواقع دفاعية بدلًا في إبقائهم في موقع الهجوم.

وأشارت الصحيفة أن ترامب استطاع، بواسطة عوامل الصدمة والابتزاز والاستفزاز والطرح غير المعقول والمقبول أن يشغلنا نحن العرب ويشغل العالم كي ينسى ويتجاوز ما فعلته إسرائيل من جرائم وما تريد فعله في المنطقةن وضربت الصحيفة مثلًا بانشغال العرب بإحباط مشروع ترامب لتهجير أهل غزة بينما ما يريده ترامب أن ينسى ويتجاوز العرب مشروع حل الدولين وما تفعله إسرائيل في سورية ولبنان والضفة الغربية.

كذلك ما يفعله مع الأوروبيين، الذين أُخذوا على حين غرّة بالتفاهم الأمريكي الروسي على حساب مصالحهم نجعلهم يفكرون في التعريفة الجمركية وفي نسبة المساهمة المطلوبة منهم في ميزانية حلف الناتو وفي ض جزيرة غيرلاند، وإا به يلتف من خلفهم ليلتهم ثروات أوكرانيا، ويترك الأوروبيين في التيه.

ووضعت الصحيفة سؤلان ينبغي التفكير بهما ووضع سيناريوهات للجواب:

السؤال الأول:هل أن ترامب شخص، أم ظاهرة، أم مدرسة؟

السؤال الثاني: وهو نتيجة للسؤال الأول، هل ما يفعله ترامبمؤقت أوسيزول بنهاية الفترة الرئاسية له أم سيأتي من يكمل المسيرة؟

واعتقدت الصحيفة أن الجواب للسؤال الأول يتمثل في أن ترامب ظارة ولم يعد شخص أو سلوكية شخصية، وهو ظاهرة لها جذور ترسخت في المجتمع الأمريكي ولها فروع امتدت إلى أوروبا خاصة، وأن هذه الظاهرة لها نصير ومعين قوي من حصون الدولة العميقة، وهذه الحصون أو القلاع تستقطب القائد المقدام والجريء، وترامب هو الآن الشخص المناسب جدًا في هذا العصر؛ عصر الذكاء الاصطناعي وعصر التكنولوجيا الرابعة وعصر تحقيق المكاسب دول النظر إلى العواقب والمحددات القانونية أو الأخلاقية أو السيادية، والمقربين من ترامب نجدهم من شاكلته مثل نتنياهو وإيلون ماسك ونائبه ووزير الخارجية روبيو.

لظاهرة الترامبية، إن صح التعبير، ظهرت في عصرها المناسب، عصر التحولات والتغيرات المُذهلة في كل جوانب الحياة، عصر انحسار التكافل الاجتماعي لحساب الأنا الفردية، عصر انحسار الذكاء الفطري والبشري لحساب الذكاء الاصطناعي، عصر التنبؤ بالأوبئة والأمراض غير المعروفة، عصر اخوف المستمر من المجهول وعدم الثقة هو معلوم.

وقالت الصحيفة أنه ليس عبثًا أن يردد ترامب وأعوانه بعبارات تدل على قرب موعد نهاية التحالف الأمريكي الأوروبي، فعلى سبيل المثال من أقوال ترامب بهذا الخصوص، وصف ترامب خلال رئاسته الأولى، الاتحاد الأوروبي، بأنه “عدو تم تأسيسه لإلحاق الضرر في أمريكا”، وردد ترامب هذا الوصف ولكن بعبارات أكثر ابتذالًا “تم تشكيل الاتحاد الأوروبي لخداع أمريكا….”، وتكرار تلك العبارات الهجومية، وبل وقرارات ومواقف ضد الاتحاد الأوروبي وأوروبا فهو ذو مغزى.

حيث يتمثل الهدف والمغزى في تهيأة أوروبا لقبول يوم الطلاق، وإذا لم يتم هذا الطلاق بين أوروبا وأمريكا اليوم، سيكون دًا، وربما في عهد الرئيس الذي يلي ترامب والذي سيكون، ربما، من مدرسته أو على شاكلته.

وهذا هو جواب السؤال الثاني، وفحواه، نحن نعيش في ظاهرة، حيث السياسة الخارجية والعلاقات الدولية للولايات المتحدة الأمريكية ستسير في ذات النهج والمسار الترامبي.

كأن أمريكا تتهيأ لمستقبل صيد تهدده آسيا وفواعل آسيا، وأهم هذه الفواعل الصين، وما جهود ترامب التصالحية، وأكثر من التصالحية مع روسيا، ومحاولة منه لتفادي أية تحالف.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

إغلاق