بقلم: حسين عابديني – نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا
ليست العبرة في أن يقوم المجتمع الدولي بإبرام إتفاق مع النظام الايراني بشأن برنامجه النووي أو بشأن تدخلاته في المنطقة، بل إن العبرة في التزامه بهکذا إتفاق أو حتى ما يمکن أن يضمن التزامه!
الحديث عن عدم إمكانية إلتزام النظام الايراني بإتفاق بشأن برنامجه النووي أو بشأن تدخلاته، يمکن لمسه من خلال نقطتين:
الاولى: إن للنظام الايراني تأريخ في خرق الاتفاقيات وعدم إلتزامه بها والدليل الاوضح على ذلك ماقد فعله ازاء الاتفاق الذي أبرمه مع وفد الترويکا الاوربية عام 2004، وکذلك خروقاته المستمرة للإتفاق النووي الذي تم إبرامه في تموز2015، والذي لم يمنع مواصلته لنشاطاته السرية بهذا البرنامج.
النقطة الثانية: إن البرنامج النووي للنظام الايراني يشکل واحدا من رکائزه الثلاثة الاساسية التي يقوم على أساس منها وهي الى جانب البرنامج النووي، قمعه للشعب الايراني وتدخلاته في المنطقة، إذ إنه يعلم بعدم إمکانية تخليه عن ممارساته القمعية ضد الشعب الايراني وکذلك عدم تخليه عن نفوذه وهيمنته على بلدان بالمنطقة، وهذا مايدعوه ويحفزه بالضرورة القهرية من إيجاد وسيلة أو سبيل لجعل ممارساته القمعية بحق الشعب الايراني وتدخلاته في
المنطقة أمرا واقعا وذلك لن يکون إلا بإمتلاکه للسلاح النووي!
اللعبة التي يلعبها النظام الايراني مع المجتمع الدولي من خلال طاولة المحادثات، أثبتت وعلى مر أکثر من 3 عقود، الطريقة والاسلوب الديماغوجي الواضح لهذا النظام في العمل المتواصل من أجل إستغلال المفاوضات الجارية لکسب العامل الزمني الضروري جدا لغرض إنجاز الجانب العسکري من برنامجه النووي من جانب، ولغرض إستغلال التفاوض لتخفيف الضغوط والعقوبات الدولية بحقه وتحقيق مکاسب من خلال ذلك کما رأينا ذلك بوضوح خلال العقدين الماضيين.
تخلي النظام عن أي رکيزة من الرکائز الثلاثة التي أشرنا إليها، يعني حدوث ثغرة کبيرة في جداره الامني بحيث لايمکن ردمها وستکون بمثابة بداية النهاية بالنسبة له، ولذلك فإن يعتبر عدم المساس بهذه الرکائز الثلاثة التي يقوم على أساس منها، ضمانة ملحة من أجل بقائه وإستمراره، ولذلك فإن مايطرح ويقال بشأن إمکانية تخلي هذا النظام عن طموحه من أجل إمتلاك السلاح النووي وإبرامبه إتفاق يطلق رصاصة الرحمة على هذا الطموح، إنما هو مجرد کلام لايمکن أن يجد له مايجسده على أرض الواقع.
الاسلوب والطريقة الديماغوجية التي إتبعها ويتبعها النظام الايراني في المحادثات التي يجريها بخصوص برنامجه النووي، منحته کما يبدو نوعا من المجال والمساحة المناسبة لکي يواصل بها نشاطاته السرية وأن يتقدم برنامجه خطى وليس خطوة واحدة فقط للأمام وحتى إن العديد من الاوساط السياسية والاستخبارية قد حذرت من إن النظام الايراني قد أصبح قريبا جدا من إنتجاه للسلاح النووي مالم يتم ردعه وإيقافه، ومن دون أدنى شك فإن ذلك لن يتم عن طريق التفاوض کما أثبتت تجارب العقود الماضية، وإن الحل الوحيد يکمن في تغيير النظام ومجئ نظام آخر يجب أن يکون قد أعلن سلفا عن رفضه للعمل من أجل الاستمرار بالبرنامج النووي لإنتاج القنبلة النووية، وهکذا نظام هو الجمهورية الديمقراطية التي دعت وتدعو إليها المقاومة الايرانية.