بقلم: أحمد محارم
الشعوب عندها عادات وتقاليد وهناك محاولات كثيرة لفهم وتفسير هذه العادات والتي تشكل السلوك العام للمواطنين في أي بلد.
ومصر كانت وسوف تظل بقدمها وبتاريخها العريق نموذجًا للدارسين والباحثين أن يغوصوا في محاولات لفهم طبيعة الشعب.
أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر كان الحاكم اللورد كرومر من أشد الناس ولعًا واهتماما بفهم سلوكيات المصريين رغم أنه كان شخصًا بذيئا وسليط اللسان إلا أنه كان على درجة عالية من الثقافة.
وُجهت له دعوة لحضور حفل زفاف لأحد الأعيان أو علية القوم، وأتيحت له الفرصة أن يجلس في الصفوف الأمامية، كان مطرب الحفل صاحب الشهرة والصيت الكبير المطرب، عبده الحامولي، وكانت كلمات الأغنية (هاتولي حبيبى).
ويرد عليه جمهور الحاضرين في الفرح بعبارة (هاتوا له حبيبه) ومع تكرار كلمات الاغنية ومعرفة قليلة باللغة العربية توجه اللورد كرومر بسؤال لصديقه صاحب الفرح عن معنى كلمات الأغنية.
ولمّا استمع كرومر لمعنى كلمات الاغنية قال لصاحب الفرح الذي دعاه للحضور: “من أجل أن تتقدم مصر لابد أن يبحث كل واحد أو كل مواطن عن حبيبه ولا يعتمد على الآخرين فى هذه المهمة”.
الإسقاط هنا أو المعنى أننا فى كثير من القضايا الهامة يعتمد كلانا على الآخر، وكأننا مثل قوم آخرين قالوا لنبيهم “اذهب وربك قاتلا انا هنا قاعدون”، أو كما قال الشاعر نزار قبانى فى كتابه دفتر على هامش النكسة (نكسة ١٩٦٧)، وقال فيها :
نجلس في الجوامع تَنابلا كُسالى نشحت النصر على عدونا من عنده تعالى
هل كان كرومر سابقا لعصره وقال الحقيقة؟